وأضاف "هوف" في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية أنه بعد أشهر من العمل على خطط لتنفيذ دعوة أوباما إلى تنحي الأسد، اكتشف عدم وجود "رغبة حقيقية" لدى البيت الأبيض لتحقيق ذلك، مشدداً على أن البيت الأبيض يدفع حالياً ثمن تلك السياسات قائلاً: "على أوباما أن ينظر إلى الخيارات الحقيقية، فناهيك عن الضرورات الإنسانية، هناك ضرورات عسكرية، فكل برميل متفجر يسقط وكل مجاعة تحصل بسبب الحصار هي هدية لداعش تساعده على تجنيد مقاتلين."
وأوضح "هوف" : "عندما قال الرئيس أوباما عام 2011 أن على الأسد التنحي، اعتبرنا في الإدارة الأمريكية أن هذا الموقف هو أمر إداري، لأن الرئيس الأمريكي لا يُصدر توصيات أو آراء، فهو الرئيس الأعلى للبلاد، وعندما يدعو لتنحي رئيس ما فعلى الإدارة أن تبدأ العمل لوضع الاستراتيجيات الكفيلة بتحقيق ذلك."
ورأى المسؤول الأمريكي السابق أن محاولة النأي بالنفس عن الأزمة السورية كانت على أرض الواقع أشبه بصب الزيت على النار، مضيفاً أن ما أصابه بالذهول حيال الموقف الأمريكي من سوريا هو قرار "عدم التحرك" رغم دعوة البيت الأبيض إلى تنحي بشار الأسد.
وحول موضوع التوصيات التي قدمها فريق الأمن القومي الأمريكي بتدريب وتسليح المعارضة السورية، والتي رفضها أوباما آنذاك، رغم دعم كل المسؤولين الكبار لها آنذاك، وعلى رأسهم وزير الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، ووزير الدفاع السابق، ليون بانيتا، ورئيس CIA السابق، جون دفتريوس، وقائد الأركان السابق، الجنرال مارتن ديمبسي، أكد "هوف" إنه لو قُدّر للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، العودة بالزمن إلى الوراء لقرر السير بالخيارات التي سبق لفريق الأمن القومي التابع له عام 2012 بتوفير السلاح للمعارضة السورية المعتدلة ومنحها التدريبات العسكرية الضرورية.
والجدير بالذكر أن الموقف الأميركي حيال الأزمة السورية اتسم بالكثير من التخبط و الارتباك والتردد منذ سنوات، بدايةً بدعوة "أوباما" لرئيس النظام بشار الأسد للرحيل، مروراً بالتلويح بالتدخل العسكري في سوريا لإسقاط الأسد، والوعود المتكررة بدعم المعارضة السورية، ووصولاً إلى الغزو العسكري الروسي لسوريا قبل نحو شهر، حيث شنت الطائرات الروسية عشرات الغارات الجوية على الأماكن السكنية في وسط وشمال سوريا، كما طالت الغارات الروسية مقرات للجيش الحر وبعض الكتائب التي تسلحها الولايات المتحدة الأمريكية.
التعليقات (3)