إيران وقوائم الأردن للإرهاب

إيران وقوائم الأردن للإرهاب

بدأت متاعب الدول العربية في اليوم الذي عاد فيه روح الله الخميني إلى إيران عام 1979 وإعلانه ولادة (الجمهورية الإسلامية الإيرانية)، وانتخابه رئيساً مدى الحياة و(مرشداً روحياً أعلى)، وتعيينه لحكومة أسماها (حكومة الله)، وإطلاقه لنفوذ آيات الله، وبناء سياسة الدولة على أساس أسرار (الولي الفقيه) والقوى الكامنة لـ"التقية"، واستخدامه الغطاء الشيعي لتمرير سياسات فارسية قومية عدوانية، وإعلانه "تصدير" الثورة إلى المناطق المجاورة.

منذ ذلك اليوم بدأت متاعب وويلات العالم العربي والشرق أوسطي خصوصاً، حيث بدأ مرشدو الثورة الإيرانية والرؤساء المتتابعون بتحدي القانون الدولي والتآمر على دول المنطقة والعبث فيها وعدم احترام حقوق الجوار، بدءا من حرب الخليج مروراً بتكريس كل طاقات البلد للصناعات الحربية وبرامج الصواريخ ودعم مشاريع التشيّع واختراق المجتمعات العربية بالمشاريع الشيعية الخلّبية بحجّة دعم المقاومة، وصولاً إلى العبث بالتخصيب النووي (غير النظيف).

منذ ذلك اليوم بدأت إيران تُصدّر ثورتها على المكشوف، تُرسل مقاتلين من حرسها الثوري إلى هنا وهناك على أنهم جزء من التعاون الأخوي، وتعمّم فكرها الشيعي في كل مكان بحجة أنه ثقافة، وتوزّع أنصارها في الشوارع الخلفية في المدن العربية على أنهم دراويش يبحثون عن مقامات يستذكرونها، وترسل أسلحتها لهذا الحاكم أو تلك الميليشيا على أنها درع ضد أمريكا وإسرائيل، ليتبيّن بسهولة فيما بعد أنها توظّف مقاتليها وفكرها الديني وثقافتها وأسلحتها فقط لخدمة مشروعها القومي التوسّعي ذي الطابع الطائفي.

تدخّلت إيران خلال العقد الأخير في العراق وسورية ولبنان واليمن والبحرين والسودان ومصر والجزائر وغيرها، وأرسلت مبشّريها ومسلّحيها، ودفعت بسخاء للعملاء وقدّمت مساعدات للأنظمة لتسهيل اختراقها، ورسمت (أهلة شيعية) حدّدت فيها المساحة الأولية التي تريد الهيمنة عليها كجزء من نفوذها الإقليمي، وأنشات في بعض هذه الدول جيوشاً طائفية مرتبطة بالولي الفقيه، تستند كلّها لفكر وقيم حوزات (قم) ورغبتها بالانتقام الطائفي لأحداث تعود لصدر الإسلام.

قامت إيران بتدمير العراق وتقسيمه، وحشدت طاقات استثنائية لتسعير الصراع الطائفي فيه من أجل مصالحها القومية، وهيمن الحرس الثوري الإيراني على المؤسّسة العسكرية العراقية بالكامل، وأعلن أنه صاحب الحق في تنظيم الجيش العراقي فجعله جيشاً طائفياً بامتياز، وسفك الكثير من الدماء وساهم في نشوء التنظيمات الإرهابية وشارك بالكثير منها وآخرها الدولة الإسلامية.

كذلك رهنت إيران لبنان للولي الفقيه بحجّة دعم المقاومة، وضخّت أموالاً طائلة لـ"حزب الله" وغيره لاستمرار الهيمنة، وأرسلت كميات هائلة من الأسلحة المسموحة والممنوعة لحلفائها في لبنان، وعطّلت الحياة السياسية وشوّهت الحياة الاجتماعية ونكأت الجراح الطائفية وأيقظت الفِتن النائمة، وورّطت اللبنانيين في عدة حروب عبئية لا طائل منها، آخرها حرب "النصر الإلهي" عام 2006  مع إسرائيل.

وفي سورية تغلغلت بحجّة الصمود والتصدّي كالسرطان في كل المدن السورية برعاية النظام السوري، واستخدمت التشيّع وسيلة لتحقيق أهدافها السياسية والقومية، ثم بعد الثورة السورية ساهمت بشكل كبير في تدمير سورية مع شريكها، وأرسلت ميليشيات طائفية من كل حدب وصوب لدعم النظام واستكمال ما لم يُدمّر، وشارك الحرس الثوري في الكثير من العمليات العسكرية وارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وزرعت إيران الكراهية بين كل الطوائف والإثنيات والقوميات في سورية.

انزلق اليمن بسبب إيران إلى أتون الحرب الأهلية، حيث دعمت الانقلابيين الحوثيين الذين احتلوا أجزاء واسعة من اليمن بمساعدة ميليشيات الرئيس المخلوع صالح، وملأت مخازنهم بالسلاح ليصبحوا جزءاً من مشروعها، وأرسلت لهم ضباطاً ومرتزقة لتضع قدمها في قاعدة الجزيرة العربية ولتصبح اليمن قاعدة متقدّمة لها تجاه السعودية والقرن الإفريقي والبحر الأحمر امتداداً إلى شبه جزيرة سيناء التي حاولت فيها أن تنشر التشيّع وتحوّل "أم الدنيا" إلى نواة مشروع شيعي فارسي شمال إفريقي، حيث ضخت هناك أيضاً أموالاً بصفة هبات ومساعدات لإقناع الشباب بالتشيّع على مرأى ومسمع من الدولة، وتطاولت على الأزهر وعلى مسؤولين ومثقفين بسبب مواجهتهم دعوات التشيّع، ووُجّهت لها أصابع الاتهام بأكثر من عملية إرهابية شهدتها مصر خلال السنوات الأخيرة بهدف زعزعة استقرار مصر.

في الطرف الآخر من شمال أفريقياً أيضاً، تمدّدت إيران ونشرت التشيّع (الاستبصار) في الجزائر برعاية دبلوماسييها وبعثاتها ومأجوريها ودعاتها وبعض الجزائريين، بشكل سرّي ثم بشكل علني، الأمر الذي تغاضت عنه السلطات الجزائرية، ثم تنبّهت لتكتشف متأخرة أن التغلغل الإيراني والحسينيات والمآتم باتت تُشكّل خطراً على المجتمع الجزائري أكثر من تهديد جماعات (العشرية السوداء).

أما في البحرين، فقد حرّضت إيران الشيعة أهل البلد الأصلاء للانقلاب على دولتهم، وحرّضت على العنف، ثم أرسلت خلايا إرهابية لتثير القلاقل والخوف والموت، وهرّبت أسلحة ودرّبت مقاتلين، وموّلت الحركات المناهضة للسلطة، وتطاولت لدرجة أن قالت إن البحرين محافظة إيرانية وشعبها يريد العودة للدولة الفارسية.

وقبل هذا وذاك، حاولت إيران التغلغل في السودان مستفيدة من النظام السوداني المنبوذ دولياً، ووثقت علاقتها به على حساب حاضنته العربية، ونشرت التشيّع وتدخّلت بالشأن الداخلي، وحرّضت السودانيين على العرب، وتحوّلت العمامة السودانية من اللون الأبيض إلى الأسود على رؤوس كثير من السودانيين، وصارت المراكز الإيرانية والدبلوماسية في الخرطوم أشبه بشارع الإمام علي بمدينة مشهد الإيرانية.

وفي فلسطين "الجريحة" ضخّت إيران أموالاً طائلة لتمويل الحركات الفلسطينية المسلّحة الأكثر راديكالية وورّطتها في نزالات غير متوازنة، كالجبهة الشعبيةـالقيادة العامة والجهاد الإسلامي والصابرين وغيرها من الفصائل التي استخدمت السلاح للإضرار بالفلسطينيين بدلاً من مداواة جراحهم، وسخّرت كل إمكانية هذه الجماعات لدعم مشروعها في سورية ولبنان أيضاً، وكل ذلك بحجّة الصمود والتصدّي لإسرائيل التي لم يعد خافياً علاقتها المصلحية معها.

في ضوء هذه العجالة، وبالتزامن مع انعقاد اجتماع مفتوح في الأردن بتكليف دولي لفرز وتصنيف القوى الإرهابية التي تُقاتل في سورية وعليها، يتساءل الكثيرون بسخرية ودهاء، هل ستتضمّن القائمة الأردنية للإرهاب الجمهورية الإسلامية الإيرانية أم أنها ستبقى دائماً خارج التصنيف.

التعليقات (2)

    عطاالله

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    اذا لم تصنف المليشيات الارهابيه المتابعه لإيران فان الطامه الكبرى. ستنزل على شبه ألجزيره. العربيه

    عربي مؤمن

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    نعم صدقت.بقول كلمة حق
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات