نظام الأسد بادر على الفور إلى تبني العملية وذلك لسببين الأول: محاولة تجنيب حليفه الروسي مسؤولية العملية التي قد يترتب عليها مضاعفات قانونية وسياسية تحرج الروس، الذين ينكرون باستمرار استهدافهم للجيش الحر وأي من فصائل المعارضة السورية، ويدعون أن قواتهم لا تستهدف سوى المجموعات الإرهابية. أما السبب الثاني: فهو استغلال العملية لرفع المعنويات المنهارة لعصابات الأسد.
تصفية زهران علوش وهو القائد لأحد أهم الفصائل المسلحة في ريف دمشق ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فقد سبقها العديد من عمليات التصفية التي لم ينجح بعضها كما في حالة العقيد رياض الأسعد، بينما نجحت في حالات أخرى كثيرة مثلما حدث مع"حجي مارع" عبد القادر الصالح، والعقيد يوسف الجادر"أبو فرات" الذي أبكى السوريين بحرصه على أرواحهم فكافؤوه بقتله.
عمليات تصفية قادة الفصائل لم تقتصر على القادة كأفراد بل تعدتها لتضرب الصفين الأول والثاني لحركة احرار الشام السلفية وذلك عندما تم استهداف مكان اجتماعهم المحصن تحت الأرض، ليقتل حوالي 42 شخصا معظمهم من القيادات الفاعلة للحركة، فرحلوا ورحل معهم سر اغتيالهم وإن كان ذلك إلى حين.
عمليات تصفية قادة الفصائل المسلحة، هي عمليات اغتيال حتى وإن نفذت بواسطة الطيران الحربي كما تفعل روسيا ونظام الأسد، وكذلك فعلت الولايات المتحدة وحلفاؤها من خلال استخدام الطائرات بدون طيار المسيرة عن بعد، والتي استخدمت لتصفية العديد من قادة الفصائل الجهادية كالنصرة وتنظيم الدولة، وربما غيرهم من قادة الجيش الحر من خلال عمليات سرية لم يعلم بها سوى من أعطى الأمر بالتنفيذ، لم لا فقد اختلط الحابل بالنابل، وبما أن سفك الدم المسلم السني حلال أينما كان، فقد ضاعت دماء السوريين بين أسد ومعمم وأخرين من دونهم بعضهم من بني جلدتنا لا نعلمهم, الله يعلمهم.
عمليات الاغتيال هذه وعلى كثرتها، إنما هي مؤشر خطير على حجم الإختراق الحاصل لفصائل المعارضة السورية المسلحة التي ورغم مرور سنين على الأحداث الدامية التي تشهدها سورية لم تستطع أن تجد الحل الناجع لتفادي حوادث ذهب ضحيتها العشرات من القادة الميدانيين، وقد بات لزاما على كافة الفصائل تعلم الدروس والعبر من هذه الحوادث التي كان يمكن تفادي العديد منها بشيء من الحيطة والتمويه الذي يوفره الحس الأمني لدى هذه الفصائل.
لقد كنت أحد الذين انتقدوا سياسة زهران علوش وتجاوزات عناصره الأمنيين، في حين جَبُنَ الكثيرون عن ذلك، لكنني لم ولن افرح أو أشمت بمقتله على يد عدونا الروسي حليف النصيرية والمجوس والملاحدة، أعداء أمتنا العربية والإسلامية، أما نقد الأخطاء والتجاوزات فقد كان ولايزال من باب الحرص على المسار السليم للثورة وغيرةً على الدماء المسفوكة والأعراض المنتهكة، وهو واجب على كل حر شريف.
عملية التصفية التي تعرض لها زهران علوش، هي مؤشر خطير على طبيعة المرحلة المقبلة وطبيعة التسوية التي يحاولون فرضها على الشعب السوري، والتي ظهرت ملامحها جلية من خلال إجتماعات فيينا وقرار مجلس الأمن 2254 ومن قبلها التدخل الروسي لصالح منظومة الحكم الأسدي بعد فشل إيران وميليشياتها في حمايته من الإنهيار الذي كان قاب قوسين او أدنى.
ربما كان خطأ زهران علوش الذي لم يغفروه له أنه كان يحضر نفسه بديلا عن الأسد في دمشق، وتصفيته دليل ومؤشر واضح على عنوان المرحلة المقبلة وهو: لا نريد بديلا للأسد بل حاشية تعمل معه وتحت إمرته !
- استهداف الإجتماع الذي حضره زهران علوش ربما كان بعد معلومات عن هدف الإجتماع الذي كان سيخرج بقرار الإنسحاب من مؤتمر الرياض والتحضير لهجوم ما.
- رحم الله الشهيد زهران علوش فكل محاولاته للتهدئة مع الروس وقتاله لتنظيم الدولة الإسلامية لم تشفع له ولم تمنعهم من تصفيته، وهذه رسالة واضحة لكل سوري حر وشريف، فعدونا غادر لا عهد له ولا أمان ولا يفهم إلا لغة القوة، فأجمعوا أمركم ووحدوا كلمتكم وتوكلوا على الله.
التعليقات (7)