تصفية زهران علوش والدروس القاسية التي لم نتعلم منها!

تصفية زهران علوش والدروس القاسية التي لم نتعلم منها!
رحل الرجل الأكثر إثارة للجدل بين قادة الفصائل السورية المسلحة، وذلك على إثر عدد من الغارات التي شنها للطيران الروسي واستهدفت اجتماعا حضره عدد من قادة الفصائل المسلحة في أكثر من منطقة سورية ومن ضمنهم زهران علوش قائد جيش الإسلام الذي قضى مع عدد من قيادات الصف الأول للجيش. 

نظام الأسد بادر على الفور إلى تبني العملية وذلك لسببين الأول: محاولة تجنيب حليفه الروسي مسؤولية العملية التي قد يترتب عليها مضاعفات قانونية وسياسية تحرج الروس، الذين ينكرون باستمرار استهدافهم للجيش الحر وأي من فصائل المعارضة السورية، ويدعون أن قواتهم لا تستهدف سوى المجموعات الإرهابية. أما السبب الثاني: فهو استغلال العملية لرفع المعنويات المنهارة لعصابات الأسد.

تصفية زهران علوش وهو القائد لأحد أهم الفصائل المسلحة في ريف دمشق ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فقد سبقها العديد من عمليات التصفية التي لم ينجح بعضها كما في حالة العقيد رياض الأسعد، بينما نجحت في حالات أخرى كثيرة مثلما حدث مع"حجي مارع" عبد القادر الصالح، والعقيد يوسف الجادر"أبو فرات" الذي أبكى السوريين بحرصه على أرواحهم فكافؤوه بقتله.

عمليات تصفية قادة الفصائل لم تقتصر على القادة كأفراد بل تعدتها لتضرب الصفين الأول والثاني لحركة احرار الشام السلفية وذلك عندما تم استهداف مكان اجتماعهم المحصن تحت الأرض، ليقتل حوالي 42 شخصا معظمهم من القيادات الفاعلة للحركة، فرحلوا ورحل معهم سر اغتيالهم وإن كان ذلك إلى حين.

عمليات تصفية قادة الفصائل المسلحة، هي عمليات اغتيال حتى وإن نفذت بواسطة الطيران الحربي كما تفعل روسيا ونظام الأسد، وكذلك فعلت الولايات المتحدة وحلفاؤها من خلال استخدام الطائرات بدون طيار المسيرة عن بعد، والتي استخدمت لتصفية العديد من قادة الفصائل الجهادية كالنصرة وتنظيم الدولة، وربما غيرهم من قادة الجيش الحر من خلال عمليات سرية لم يعلم بها سوى من أعطى الأمر بالتنفيذ، لم لا فقد اختلط الحابل بالنابل، وبما أن سفك الدم المسلم السني حلال أينما كان، فقد ضاعت دماء السوريين بين أسد ومعمم وأخرين من دونهم بعضهم من بني جلدتنا لا نعلمهم, الله يعلمهم. 

عمليات الاغتيال هذه وعلى كثرتها، إنما هي مؤشر خطير على حجم الإختراق الحاصل لفصائل المعارضة السورية المسلحة التي ورغم مرور سنين على الأحداث الدامية التي تشهدها سورية لم تستطع أن تجد الحل الناجع لتفادي حوادث ذهب ضحيتها العشرات من القادة الميدانيين، وقد بات لزاما على كافة الفصائل تعلم الدروس والعبر من هذه الحوادث التي كان يمكن تفادي العديد منها بشيء من الحيطة والتمويه الذي يوفره الحس الأمني لدى هذه الفصائل.

لقد كنت أحد الذين انتقدوا سياسة زهران علوش وتجاوزات عناصره الأمنيين، في حين جَبُنَ الكثيرون عن ذلك، لكنني لم ولن افرح أو أشمت بمقتله على يد عدونا الروسي حليف النصيرية والمجوس والملاحدة، أعداء أمتنا العربية والإسلامية، أما نقد الأخطاء والتجاوزات فقد كان ولايزال من باب الحرص على المسار السليم للثورة وغيرةً على الدماء المسفوكة والأعراض المنتهكة، وهو واجب على كل حر شريف.

عملية التصفية التي تعرض لها زهران علوش، هي مؤشر خطير على طبيعة المرحلة المقبلة وطبيعة التسوية التي يحاولون فرضها على الشعب السوري، والتي ظهرت ملامحها جلية من خلال إجتماعات فيينا وقرار مجلس الأمن 2254 ومن قبلها التدخل الروسي لصالح منظومة الحكم الأسدي بعد فشل إيران وميليشياتها في حمايته من الإنهيار الذي كان قاب قوسين او أدنى. 

ربما كان خطأ زهران علوش الذي لم يغفروه له أنه كان يحضر نفسه بديلا عن الأسد في دمشق، وتصفيته دليل ومؤشر واضح على عنوان المرحلة المقبلة وهو: لا نريد بديلا للأسد بل حاشية تعمل معه وتحت إمرته !

- استهداف الإجتماع الذي حضره زهران علوش ربما كان بعد معلومات عن هدف الإجتماع الذي كان سيخرج بقرار الإنسحاب من مؤتمر الرياض والتحضير لهجوم ما.

- رحم الله الشهيد زهران علوش فكل محاولاته للتهدئة مع الروس وقتاله لتنظيم الدولة الإسلامية لم تشفع له ولم تمنعهم من تصفيته، وهذه رسالة واضحة لكل سوري حر وشريف، فعدونا غادر لا عهد له ولا أمان ولا يفهم إلا لغة القوة، فأجمعوا أمركم ووحدوا كلمتكم وتوكلوا على الله.

التعليقات (7)

    Maha Bouti

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    مع كل الاحترام الك أستاذ خليل زهران علوش تمت تصفيته بطلق ناري مباشر في الصدر وليس عبر القصف الجوي الروسي ولا النظامي وهذه الحقيقة تقلب كل موازين التحليل الذي قدمته ..!! يؤسفني ذلك ولكنها الحقيقة ونحن نعمل على إثباتها و قريبا جدا سنميط اللثام عن كل ما جرى بالتفصيل ..!

    مسلم

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    لم ينتصر الأسد ولا أعوانه بل انتصر المسلمين بفضل الله تبارك وتعالی بتشكيل هذا الجيش المنظم والله غالب

    سعد

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    هذا الشخص خليل مقداد طائفي وهابي خبيث.. الحق البوم يدلك ع الخراب

    Hassan

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    لا يمكن ان يكون زهران علوش بديلا عن الأسد فلا احد من الائتلاف سيكون موافق أضيف اسلمة الثورة ساهم بعدم دعمها عالميا و عربيا لا يشكل الأسد مشكله دوليه الا عندما تحولت الثورة الى الأسلمة فتحول العالم الغربي بشكل غير معلن ليكون ضدها هذا ما يعلنونه تارة و يخفونه مرات

    خليل المقداد

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    العزيزة مها, هناك العديد من الروايات وقد وصلني بعض الرسائل بهذا الخصوص. تحياتي

    مها محمود

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    قتل بعد تفقده لخط جبهة المرج ولم يكن باجتماع قيادي ولذلك لاأدري لم التكهنات أنهم كانوا ينوون الإنسحاب من المؤتمر

    عبد

    ·منذ 8 سنوات 4 أشهر
    عم تحكي يا خليل وكان الشهيد زهران كان يطلب شفاعة من الروس لكي لايقتلوه..زهران كان قاءد على الجبهات ولم يكن ليطلب الشفاعة من احد..لانه هو وغيره من القادة على الارض مشاريع شهادة...اما نزلاء الفنادق امثالك قد يطلبو شفاعة ما ..مثلا من نظام الاسد كي لا يؤذيهم..فلا تحاول ان تشوه صورة الرجل حتى بعد مماته
7

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات