قتلت ميليشيات حزب الله مساء الأحد، شخصين اثنين أثناء محاولتها العبور نحو المحاصرين في مدينة مضايا، لإدخال مساعدات لهم. يأتي ذلك بينما تم الإعلان عن وفاة شخصين من المدينة "جوعاً"، في وقتٍ زادت فيه حدة الحملات والوقفات التضامنية مع أهالي المدينة المحاصرين منذ 200 يوماً.
وذكرت المصادر أن شخصاً ثالثاً كان برفقة الاثنين الذين قتلهما عناصر حزب الله، جرى أسرهُ واقتياده إلى جهة مجهولة. وتسيطر قوات النظام وحزب الله على محيط مضايا ويفرض حصارا عليها منذ 200 يوماً، لكن حزب الله يفرضُ سيطرته المطلقة على المنطقة بما في ذلك على عناصر النظام.
وفي ذات السياق أعلنت تنسيقيات مضايا مساء الأحد 3 كانون الثاني 2016، عن وفاة شخصين بسبب الجوع، في الوقت الذي تعرض فيه نحو 150 آخرون، لإصابات إثر تعرضهم للبرد القارس. فيما تم نقل المصابين إلى المشافي الميدانية.
وذكرت التنسيقيات أن سيدة تدعى "أمل دياب نعمة" وابنتها التي تبلغ من العمر 16عام وجنينها حيث أنها "حامل"، قتلوا جميعاً خلال محاولتهم الخروج من البلدة والهرب من الواقع المرير الذي تعيشة المنطقة.
وقال الناشط في إحدى تنسيقيات البلدة ويدعى "سمير تاتين" إن "نحو 70 شخصاً توفوا منذ بدء الحصار على البلدة، وأن حوالي 50 شخصاً أصيبوا بأمراض جراء سوء التغذية". وأوضح تاتين، أن أكثر من 40 ألف شخص يعيشون في البلدة الخاضعة للحصار، مؤكداً أن البلدة تعاني من نقص حاد في الأدوية والمواد الصحية.
وأشار تاتين، أن أسعار المواد الغذائية في البلدة، بلغت 40 مستويات قياسية، موضحاً، أن "أحد سكان البلدة عرض بيع سيارته مقابل لترات حليب، وبضعة كيلوات من الأرز". وناشد تاتين، الرأي العام العالمي بالضغط على قوات النظام وميليشيات حزب الله ، للسماح بدخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى البلدة خاصة مع دخول فصل الشتاء.
ونظم ناشطون في مدينة كفرنبل بريف ادلب وقفة تضامنية منددة بـ حصار مضايا ورفعوا لافتات دعوا خلالها العالم لتحمل مسؤولياته تجاه أطفال مضايا الرازخين تحت الحصار والجوع الذي فرضه حزب الله الارهابي عليهم وإيقاف، سلاح الجوع حتى الموت.
كما أطلق ناشطون عبر مواقع التواصل حملةً تضامنية مع المدينة المحاصرة، ودشنوا هاشتاغ #مضايا_تموت_جوعاً ليتم تعريف العالم بإجرام النظام ونشر صور المحاصرين ومأساتهم مع الجوع.
من جهة أخرى دعا القاضي العام في "جيش الفتح" عبدالله المحيسني في سلسلة تغريدات له جُمعت في مقال بعنوان "مضايا تموت جوعاً"، الإعلاميين لفضح ممارسات النظام وإجرامه بحق أهالي مضايا الذين يموتون جوعاً نتيجة الحصار، مهددا "إن لم يتم إدخال المواد الغذائية لأهل مضايا فإن "جيش الفتح جهز عشرات الاستشهاديين للدخول إلى كفريا والفوعة ومحوها عن الوجود".
تجدر الإشارة إلى أن أهالي بلدة مضايا المحاصرة في ريف دمشق الغربي، اضطروا مؤخراً، إلى أكل لحوم القطط، بسبب الوضع المأساوي الذي تعيشه البلدة، نتيجة الحصار المطبق الذي تفرضه قوات الأسد وميليشيا حزب الله اللبناني، منذ أكثر من 200 يوما على التوالي.
التعليقات (8)