كابوس عمليات داعش الانتحارية تؤرق اللاجئين السوريين في دول العالم

كابوس عمليات داعش الانتحارية تؤرق اللاجئين السوريين في دول العالم
أرخى تفجير اسطنبول الذي وقع أمس، بظلاله على السوريين في تركيا، لاسيما المقيمين منهم في مدينة الإنفجار، حيث يتخوف كثيرون من تصعيدٍ بحق السوريين في اسطنبول وباقي المدن التركية، لاسيما بعد إعلان الرئيس التركي أن هوية منفذ العملية "سوري"، في حين يرى آخرون أنّ هذه المخاوف مبالغٌ فيها في ظل "التطمينات" التي وردت على لسان المسؤولين الأتراك.

وأسفر الانفجار الذي وقع في منطقة السلطان أحمد التاريخية في مدينة اسطنبول، أمس الثلاثاء عن 10 قتلى و15 جريحا معظمهم سياح أجانب من ألمانيا.

كيف تعاملت تركيا مع السوريين بعد تفجير إسطنبول؟

تتباين ردود أفعال الحكومات جراء التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها البلدان، مثل فرنسا وألمانيا وأخيراً تركيا، ففي الوقت الذي وجه فيه الجناح اليميني السياسي في فرنسا نداء لحظر المنظمات الاسلامية، ودعوته أيضاً لوضع حد للهجرة الجماعية، إثر حوادث رأس السنة في ألمانيا، خرج رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" ليطمئن السوريين و يحذر من الاعتداء عليهم أو مهاجمتهم على الأراضي التركية.

وأفادت بعدها مصادر أمنية بأن الانتحاري هو سعودي الجنسية، ومرتبط بتنظيم داعش في سوريا، فيما لم يمنع ذلك الحكومة التركية في متابعة مواقفها في مساندة الثورة السورية، وتقديم الدعم والمساندة لأكثر من مليوني سوري، بحيث أكد "داود أوغلو"، على وقوف تركيا إلى جانب الشعب السوري، مشيراً إلى استمرار بلاده في دعم الشعب السوري، بل زيادة الدعم له.

ورغم القلق الذي أعقب الانفجار على حياة السوريين في تركيا، إلا أن المدن التركية لم تسجل أي حالة انتهاك بحق السوريين، على عكس باقي دون العالم التي حدثت فيها اضطرابات مماثلة، وكان آخرها في ألمانيا.

لألمانيا موقف مختلف!

تصاعد الجدل في ألمانيا بشأن تناول الاعتداءات الجنسية الجماعية التي ارتكبتها مجموعات من الشباب الذكور خلال احتفالات ليلة رأس السنة في مدينة كولونيا، حيت تتجه أصابع الاتهام للشرطة ووسائل الإعلام بتبنيهم سياسة التعتيم، بسبب مخاوف من تأجيج المشاعر المعادية للأجانب في ظل أزمة المهاجرين السوريين.

وبحسب قوات الشرطة وشهود العيان، ينتمي مُرتكبو الاعتداءات إلى جنسيات عربية وشمال أفريقية، رغم أنه لم يتم نشر أي معلومات بشأن هوياتهم أو أصولهم حتى الآن، وفق تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الخميس 7 كانون الثاني 2016.

وسلطت تلك الحوادث الضوء على التوترات المُحتدمة في المجتمع الألماني، في أعقاب سياسة "الباب المفتوح، المُثيرة للجدل، والتي انتهجتها المُستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، تجاه اللاجئين.

وقد بلغت أعداد اللاجئين السوريين الذين وصلوا ألمانيا أكثر من مليون شخص خلال 12 شهراً الماضية، فضلاً عن آلاف يتوافدون كل يوم.

كما جددت تلك الحوادث نداءات الجناح اليميني السياسي الشعبوي، مثل حزب البديل من أجل ألمانيا AFD، وكذلك حركة بيغيدا المعادية للإسلام، بالدعوة لوضع حد للهجرة الجماعية التي يكون معظمها من السوريين لألمانيا.

هجمات فرنسا

 شهدت العاصمة الفرنسية هجمات دموية وسط مخاوف في اوساط الجالية المسلمة واللاجئين السوريين في اوروبا، وفرنسا خاصة، من ان يتحولوا الى كبش فداء لهذه الهجمات.

وبالرغم من مسارعة قادة الجالية العربية في فرنسا الى التنديد بالهجمات الدموية 15 تشرين الثاني ، والتي راح ضحيتها 129 شخصا على الاقل علاوة على مئات الجرحى، لكن مسلمي فرنسا مازالوا يخشون من محاربة الحزب اليميني المتطرف لهم.

كما رأى اللاجئين السوريين ومسلمو فرنسا بشكل عام، البالغ عددهم ثمانية ملايين حسب تقديرات المفوضية العامة لمسلمي فرنسا، كيف تم الربط بينهم وبين العنف بسهولة بعد هجمات وقعت كانون الثاني الماضي، وأسفرت عن مقتل 17 شخصا بصحيفة "شارلي ابدو" ومتجر للأطعمة اليهودية.

واستغلت زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية ماري لوبين الاجواء التي تسود البلاد، وقالت على فرنسا "ابادة الاسلاميين المتطرفين وحظر المنظمات الاسلامية واغلاق المساجد التي تدعو الى التطرف وطرد الاجانب الذين يدعون الى الكراهية الدينية في فرنسا وكذلك المهاجرين غير الشرعيين".

وتشير استطلاعات الرأي في فرنسا الى أن لوبين تتمتع بشعبية تتجاوز الرئيس السابق نيوكولا ساركوزي والرئيس الحالي فرانسوا اولاند، فيما تعد فرنسا إحدى الدول الأوروبية التي يقصدها السوريون لتقديم طلبات اللجوء فيها،عدا عن تخوف اللاجئين السوريين الموجودين في فرنسا من تشديد الاجراءات بشأن الاقامة.

في إطار تلك الأحداث الحقيقة يتضح بأن موقف تركيا تجاه الشعب السوري لم يتغير، بحيث تحوي نحو مليوني سوري، يتوزعون في عدد من مدنها، لا سيما اسطنبول وغازي عنتاب، بحيث قدمت تسهيلات في دخولهم وخروجهم منها حتى منتصف العام الماضي، عندما أغلقت المعابر البرية بين البلدين في وجه المسافرين والنازحين، واقتصر دخول السوريين على الجرحى والحالات الإنسانية فقط.

يشار إلى ان تركيا تعرضت خلال العام الفائت لتفجيرين انتحاريين، أولهما في بلدة سوروج قرب الحدود التركية السورية، في تموز، قتل إثره 31 مواطنًا تركيًا، ووجهت أنقرة اتهامها لتنظيم الدولة آنذاك، والثاني كان مزدوجًا في العاصمة أنقرة، في تشرين الثاني، ولقي 103 مواطنين أتراك حتفهم جراءه، وقالت السلطات إن المنفذين سوري وتركي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات