كتاب أمريكي يوثق القصة الحقيقية .. الخُميني قتل الصدر

كتاب أمريكي يوثق القصة الحقيقية .. الخُميني قتل الصدر
بعد ثلاثة أسابيع من كشف مصادر لبنانية أمنية عن تورط النظام السوري في عهد حافظ الأسد في إختفاء الإمام "موسى الصدر"، يصدر في الفترة القادمة كتاباً يؤكد أن "الخميني" زعيم الثورة" الإيرانية تخوف من الصدر فقتله.

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن كتاباً سيصدر حول سقوط الشاه الإيراني "محمد رضا بهلوي" في عام 1979 يساعد في إلقاء ضوء جديد على اختفاء الصدر.

"الصدر" خطر على "الثورة الإيرانية"

وأوضحت الصحيفة وفق موقع "هافينغتون بوست" أن الكتاب يطرح فكرة أن رجال الدين الإيرانيين الذين أطاحوا بالشاه، وعلى رأسهم زعيم الثورة "الخميني" رأوا في "الصدر" تهديداً لهم.

ويحمل الكتاب عنوان "سقوط السماء: البهلويون والأيام الأخيرة لإيران الإمبراطورية"، و لا يكتفي بالتأكيد على أن الشاه والصدر كانت لديهما اتصالاتٌ سرية رغم التوتر الظاهري، بل يؤكد أيضاً أن الشاه ربما أراد عودةَ الصدر إلى إيران لإحباط طموحات الخميني، في الأشهر التي سبقت قيام الثورة.

انعدام الثقة بين الصدر و"الخميني"

يقدم الكتاب برهاناً على انعدام الثقة العميق بين الطرفين، حيث اعتبر الصدر "الخميني" مجنوناً خطيراً، مكذباً تعاملهما الظاهري الودود والروابط العائلية التي تجمعهما.

و يقول مؤلف الكتاب والبروفيسور في جامعة كولومبيا ، أندرو كوبر: "حتى الآن، وكما سترون في الكتاب، كانت الرواية أن موسى الصدر كان ضد الشاه ومع الخميني، لكن الكتاب يدحض هذه الرواية".

واعتمد "كوبر" في كتابه على  مقاطع متعلقة بالإمام المفقود عبر مقابلات مع عائلته ومعاصريه من المسؤولين ورجال الدين الإيرانيين. لكن الأهم ربما هو أن "كوبر" تحدثَ مع المعاونين السابقين للشاه، والذين عادة ما احتفظوا بصمتهم وغالباً ما تم تجاهلُهم أثناء تناول موضوع مقدمات سقوط الملكية.

الشاه كان مستعداً للدخول في حوار مع الصدر

وقال كوبر إن "الشاه كان مستعداً للدخول في حوارٍ مع الصدر. أعتقد أن الصدر كان يشكّل الأمل الأكبر في العيش المشترك بين الشيعية والحداثة في إيران. اختفاؤه أجهض هذا الحوار وفتح الطريق أمام التيار الشيعي المسلح في إيران".

ورغم أن الكتاب يركز على الشاه، الذي مات في مصر عام 1980، كموضوع رئيسي، إلا أنه يحتوي على حبكة مثيرة للاهتمام تتعلق بالصدر الذي أصبح شهيداً بين الشيعة اللبنانيين. وحركة أمل، الميليشيا التي أسسها الصدر في عام 1975 للدفاع عن مصالح الشيعة خلال الحرب الأهلية اللبنانية.

النظرية الشائعة هي أن الصدر وزملاءه خُطفوا وقُتلوا بأوامر من العقيد القذافي الذي دعاهم إلى طرابلس. وتتابع النظرية القول بأن العقيد القذافي، والذي كان يمول مجموعات مسلحة، ربما كان يتصرف وفق طلبٍ من ياسر عرفات، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، وبأن عرفات كان غاضباً من معارضة الصدر لمعسكرات الفدائيين الفلسطينيين قرب الحدود اللبنانية مع إسرائيل.

تُفيد نظرياتٌ أخرى، بأن رئيس سوريا وقتها حافظ الأسد اعتبر نفوذ الصدر في لبنان عائقاً أمام طموحاتها هناك، أو أن الصدر كان على الجانب الخاسر من الصراع الداخلي الشيعي اللبناني.

مزاعم حول مقتله بيد عملاء الشاه أصر العقيد القذافي أن الصدر ورفاقه غادروا ليبيا متجهين إلى إيطاليا، وهو ادّعاءٌ نفته التحقيقات الإيطالية.

اتصالات لكبح جماح الخميني 

بصرف النظر عن كل هذا، يبقى الاهتمام قائماً بالجهة المسؤولة عن اختفائه وأسباب القيام بذلك. في عام 2011، حين انهارت حكومة القذافي، ظهرت توقعاتٌ بأن الصدر ما زال حياً، وأنه محتجزٌ في سجن ليبي سري منذ ثلاثين عاماً.

انبعثت التساؤلات حول مصيره مجدداً خلال الشهر الماضي حين تم اعتقال ابن القذافي، هانيبال، في لبنان من قبل السلطات القضائية التي حققت معه حول لغز الإمام المفقود.

وقال كوبر أن كتابه يوفر معلومات لم يتم نشرها من قبل بشأن اتصالات بين الصدر والشاه. والتي تشمل تحذيرات أرسلها الصدر بشأن الخطابات التخريبية لآية الله الخميني في منفاه، وعرضاً تم تقديمه في مطلع صيف 1978، قبل اختفاء الصدر بأسابيع لمساعدة الشاه في كبح جماح الخميني.

اقتراح بعودة موسى الصدر إلى إيران

 و كان معروفاً أن حكومة الشاه قد سعت للوصول إلى تسويات سياسية مع رجال الدين المعتدلين في إيران، والمعروفين كمتصوفين، إلا أن كوبر يقول: "الجديد هو أن المعتدلين كانوا يحاولون إيجاد استراتيجية للتغلب على الخميني، وكانت إحدى الاقتراحات تتضمن عودة موسى الصدر إلى إيران".

وكانت هذه الاقتراحات مستمدة جزئياً من علي كاني، الذي كان مقرباً من الشاه، وكان كذلك صديق طفولة للصدر، يبلغ كاني 80 عاماً الآن ويعيش في أوروبا، وقد أخبر كوبر أنه عمل حينها كقناة اتصال بين الصدر والشاه.

القذافي رتب لقاء بين الصدر وكبير مساعدي "الخميني"

في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، حين انحدر لبنان إلى الفوضى الطائفية، أصبح نقطة جذب للمعارضين الإيرانيين الذين تدربوا على حرب العصابات، وحمّل الشاهُ الصدرَ المسؤولية، وأمر بتجريده من جواز سفره.

ولكن الكتاب يقول أنه في يوليو 1978، أرسل الصدر رسالة إلى الشاه عبر عميل إيراني في بيروت، وعرض فيها التحدث إلى "آية الله الخميني" باسم الشاه، ومساعدة الشاه في استرضاء منتقديه في المؤسسة الدينية، وأنه تلى ذلك بفترة قصيرة موافقة الشاه على إرسال مبعوث لإجراء اجتماع سري مع الصدر في وسط ألمانيا في شهر سبتمبر من العام نفسه.

فبحسب الكتاب، عرض العقيد معمر القذافي ترتيب لقاء في أغسطس/ آب بين الصدر وكبير مساعدي "الخميني"، (آية الله محمد بهشتي)، المشرف الرئيسي على التمرد ضد الشاه.

وانطلق الصدر إلى ليبيا برفقة مساعديه، الشيخ محمد يعقوب والصحفي اللبناني عباس بدر الدين.

"الخميني" اعتبر الصدر عميلاً للغرب

وبعد أيام من الانتظار في فندق "تريبولي" نفذ صبر الصدر وقرر المغادرة في 31 أغسطس/ آب، بدون لقاء "آية الله بهتشي".

فوفقاً لكتاب "الجاسوس الجيد" المنشور عام 2014، وهو السيرة الذاتية لروبرت أميس الذي كان رئيساً لفرع الاستخبارات المركزية الأميركية في بيروت آنذاك، فإن حاشية "الصدر" شوهدت في صالة كبار الزوار بجناح المغادرة بمطار طرابلس، ثم تم اقتيادهم بعنف وإلقاؤهم في سيارة من قِبل رجال القذافي.

وقالت السيرة الذاتية أيضاً إن "آية الله بهشتي" قد اتصل هاتفياً بالعقيد القذافي لإيقاف مغادرة الصدر، وادّعى أن الصدر عميلٌ للغرب.

وعندما وصل خبر "اختفاء الصدر" إلى الشاه، أرسل كاني لسؤال القادة العرب بشأن ما حدث، بحسب كتاب "كوبر". وحينها تم إعلام كاني أن الصدر قد قُتِل بأمر العقيد القذافي.

وأفاد "كاني" أن الرئيس المصري، أنور السادات، قال له أنه وفقاً لمصادر الاستخبارات المصرية، فإن العقيد معمر القذافي وضع جثمان الصدر في صندوق مُغلق بالخرسانة وتم إلقاؤه من طائرة هليكوبتر في البحر المتوسط.

 وقال كاني: "عندما تم إخبار الشاه بهذا أصبح غاضباً جداً.. جداً. جلس في مقعده لعشر دقائق".

التعليقات (4)

    العراك

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    الذي يرجع لأصل الخميني فيجدأن والده من طائفة السيخ في الهند وما إعتنق التشيع إﻻ لدنيا يصيبها أو إمرأة ينكحها فلبس العمامة السوداء كذبا و زورا وتابع إبنه الهالك مسيرة والده يا شيعة يا والله ما تتبعون إﻻ الشيطان والذي قتل الشيعة قبل السنة ولكم في الإمام الصدر عبرة وهاهي اﻷحواز ومن قبلها أذربيجان إعتبروا

    محمد يعقوب

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    قتل الصدر هو محصلة تلاقي مصالح الغرب في تعميم الخميني لجّر المنطقة لحرب طائفيه و هذا ما حصل الحرب العراقية - الأيرانية ١٩٧٩/ اذا قرأنا ما هو معنى الامام في العقيدة الشعّية لوجدنا أنه يجب أن يكون أمام واحد يستلهم من المهدي المنتظر على اثره قتل الامام الصدر ليحّل الخميني و تتم ولاية الفقيه ، و ما القذافي والخميني إلا عملاء صغار للماسونية ، هنا أبرأ ساحة الشهيد أبو عمار حيث قام بتسليح و دعم حركة أمل وكان على علاقة ممتازة مع الصدر .

    نوار ماجد

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    الخميني مجرم وقاتل بامتياز وله عداء متجذر مع ال الصدر وانتقل هذا العداء وسرى الى الخامنئي وستمرة وكل ذلك بسبب السلطة والعشق والهوس بها فكيف ان فرنسا تساعد مسلم شيعي على مسك حكم في ايران مع عداء فرنسا للاسلام الا ان يكون خائن وعميل لها وتعلب به كيف يشاء

    الخميني لا يحب ال الصدر

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    احسنت ايها الباحث القيم هذا كلام صحيح
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات