"كوباني" مرة أخرى.. مأساة "إيلان" تتكرر بشكل أفظع

"كوباني" مرة أخرى.. مأساة "إيلان" تتكرر بشكل أفظع
قام ضابط تركي أمس الأحد برفع جثة هامدة لطفلة سورية جديدة، ليعيد إلى الأذهان قصة الطفل إيلان، والذي صدمت قصته العالم بأسره بعد غرقه قبالة أحد السواحل التركية في أيلول الماضي.

وبالرغم من أن المشهد يتكرر يومياً، إلا أن جثث الأطفال الملقاة على الشواطئ تثير الفجيعة الإنسانية التي عجز العالم عن إيجاد حل لها، فبعد أقل من 4 أشهر، يتكرر مشهد إيلان من جديد، حيث لقي 39 مهاجراً أغلبهم من النساء والأطفال مصرعهم يوم السبت، غرقاً في بحر إيجة عندما انقلب المركب الذي كان يقلهم خلال محاولتهم الوصول إلى اليونان انطلاقاً من السواحل التركية، في حادث أصبح مألوفاً، لينقل البحر في اليوم الثاني جثثهم إلى الشواطئ بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وقبل ساعات قليلة من الحادث، كانت ذات الطفلة ترتدي معطفاً ليقيه من البرد، وسط رحلة تضم 120 لاجئاً أغلبهم من سوريا وأفغانستان وبورما، يحلمون جميعاً بالوصول إلى شاطئ جزيرة ليسبوس اليونانية التي تعد الطريق الأشهر لدخول الاتحاد الأوروبي بالنسبة لطالبي اللجوء.

تعد الرحلة من تركيا إلى اليونان بسيطة نسبياً حيث تفصلهما خمسة أميال بحرية فقط، كما كان أغلب من على متن المركب يرتدون سترات النجاة، إلا أنه وبعد دقائق من انطلاق رحلتهم من قرية بيهرام في محافظة تشاناكالي التركية، اصطدم المركب بمجموعة من الصخور ثم بدأ الماء يتسرب إلى داخله. قفز الكثير ممن كانوا على متن المركب إلى البحر واستطاعوا السباحة والوصول إلى الشاطئ من جديد، في حين أن من كانوا في الجزء السفلي للمركب تعرضوا لحصارٍ مميت.

مع شروق الشمس على الساحل التركي، بدأت جثث الضحايا تنجرف نحو الشاطئ بالقرب من مدينة أيافيك. حالة من الفزع انتشرت بين أهالي المدينة أثناء محاولتهم تغطية جثث الضحايا الذين كان من بينهم طفل واحد على الأقل، كما وجدوا دمية تخص أحد الأطفال وقبعة صغيرة من الصوف على الشاطئ، إذ لم تكن المركب الغارقة تبعد عن الشاطيء سوى مسافة 50 ياردة فقط.

تقول إحدى الناجيات من المركب المنكوبة باكيةً: "نحن نشعر بالحزن، ما زال أكثر من 20 من أصدقائنا مفقودين حتى الآن".كانت السلطات التركية قد ألقت القبض على شخص يشتبه بأنه منظم تلك الرحلة، إلا أنه يُعتقد أنه مجرد وسيط بين اللاجئين والمهربين الذين ازدهرت تجارتهم نتيجة الأزمة الحالية.

يشار إلى أن جثة الطفلة تعود إلى إحدى الأخوات" إيفانا، ليانا، وروسين" اللواتي غرقن أيضاً مع والدتهم "نوروز"، والطفلات "إيفانا، ليانا و روسين"، بعد أن قدمن من عين العرب" كوباني" في الشمال السوري، هرباً من الموت والقصف.

تعد تلك المأساة الأخيرة هي الأكبر من حيث عدد الضحايا الذي ماتوا غرقاً منذ غرق مركب الطفل إيلان، كما تأتي بعد أيام فقط من حادث غرق مركب للمهاجرين قبالة ساحل جزيرة ساموس اليونانية راح ضحيته 26 مهاجراً. كان الطفل إيلان قد توفي هو وأخوه البالغ من العمر خمس سنوات وأمه، فيما نجا والده من الموت.

الجدير بالذكر أن المنظمة الدولية للهجرة كانت قد رصدت 224 حالة غرق للاجئين في البحر المتوسط هذا العام، في حين نجح 55 ألفاً آخرين في النجاة والوصول إلى شواطئ أوروبا، حيث ارتفعت أعداد المهاجرين في عام 2016 ليصل عددهم في اليوم الواحد إلى عدد المهاجرين في شهر كامل من عام 2014، حيث بلغ عدد المسافرين إلى أوروبا عبر تركيا نصف مليون لاجئ على مدار العام الماضي كنتيجة للحرب الدائرة في سوريا، أملاً منهم في بلوغ الشواطئ اليونانية.

التعليقات (2)

    على عبد الرحمن

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    حسبنا الله ونعم الوكيل في كل ظالم و قاتل العرب في عهد الخلفاء الراشدين ذاهبو الي اروبا فاتحين و اليوم العرب ذاهبون للاجئين شكراً حكام العرب و المسلمين اروبا تفتح الحدود و نحن نغلق الحدود ماذا نقول لرب العالمين و رسوله الكريم عن كل نفس بأي ذنب قتلا لا أجد من الكلمات ما يكتب حتى اعبر عن عظيم آسفي على ما يحدث للمسلمين في كل دول العالم آسف على الإطالة وجزاكم الله خيراً و ربنا يرحمه و يحسن إليه و يرحم جميع أموات المسلمين

    العراك

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    إن العين لتدمع والقلب ليحزن وﻻ نقول إﻻ ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات