وعثر على جثة ريجيني "28 عاما" ملقاه نصف عارية على طريق بالقاهرة الأسبوع الماضي وعليها آثار تعذيب وذلك بعد أيام من اختفائه في 25 كانون الثاني الذي وافق الذكرى الخامسة لاندلاع الثورة المصرية التي أطاحت بحسني مبارك عام 2011.
وكان"ريجيني"، وهو طالب دراسات عليا بجامعة كمبريدج البريطانية، يقوم بأبحاث حول النقابات العمالية المستقلة في مصر وكتب مقالات تنتقد السلطات المصرية، و نشر معهد العمل العالمي، وهو منظمة أنشئت في 1997 في مدينة جنيف السويسرية، آخر مقال كتبه "جوليو ريغيني"، ويتحدث المقال عن قمع النظام المصري لنقابات العمال، حيث اعتبر في مقاله أن قمع السلطات أضعف كثيراً من مبادرات نقابات العمال في مصر.
آثار التعذيب
وعثر على ريغيني مقتولا غرب القاهرة بعد عشرة أيام، صباح الأربعاء الماضي، من اختفائه وجثمانه نصف عار وعليه آثار تعذيب واضحة ما دفع، وبعد ظهر الخميس، توجه السفير الإيطالي في القاهرة إلى المشرحة الرئيسية حيث نقل جثمان الطالب ليتم تشريحه.
ويفيد تقرير النيابة الذي اطلع عليه مراسل وكالة الأنباء الفرنسية عن وجود "لسعات حول العينين" تبدو كأنها آثار لإطفاء السجائر، و"آثار احتقان في المعصمين" ناجم على الأرجح عن تقييدهما، و"كدمات كبيرة في منطقة الحوض وندبات في القدمين" يرجح أنها كذلك من آثار حرق بالسجائر و"شرخ في الصوان الخارجي للأذن".
وقال وزير الخارجية الإيطالي "باولو جنتيلوني" لصحيفة "لا ريبوبليكا" يوم أمس الاثنين "نريد الكشف عن الجناة الحقيقيين ومعاقبتهم وفقا للقانون"، وأضاف أن إيطاليا "لن تقبل بالافتراضات".
وأثارت علامات التعذيب التي وجدت على جثة ريجيني تلميحات من عدد من الصحفيين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى أنه ربما يكون تعرض لانتهاكات على يد الشرطة. وشبهت صحيفة لا ريبوبليكا الإصابات التي تعرض لها بما قد تفعله أجهزة الأمن بحق جاسوس.
لكن وزير الداخلية المصري مجدي عبد الغفار نفى في مؤتمر صحفي بالقاهرة يوم الاثنين أن تكون أجهزة الأمن اعتقلت ريجيني قبل وفاته أو أن يكون لها أي صلة بالحادث. ووصف الحادث بأنه "جريمة جنائية".
وقال "عبد الغفار": "هذا طبعاً أمر مرفوض. مرفوض أن هذا الاتهام يوجه. هذه ليست سياسة جهاز الأمن المصري"، وأضاف "هذا استباق للحدث دون أي سند ودون أي دليل ومجرد افتراضات."
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الداخلية تعتقد أن "ريجيني" كان جاسوسا ومتورطا في مخططات تستهدف مصر قال عبد الغفار "إطلاقا. نحن نتعامل مع جريمة ضد أحد الرعايا الأجانب المقيمين في مصر".
من جهة أخرى تقدم محامٍ مصري ببلاغ للنائب العام ضد الناشطة "منى سيف"، يتهمها فيه باستعداء الخارج وتحريضه ضد مصر، وذلك بسبب وقفة احتجاجية أمام السفارة الإيطالية بالقاهرة، للمطالبة بسرعة الكشف عن ملابسات حادث مقتل الطالب الإيطالي "جوليو ريجيني"، وتقديم الجناة للمحاكمة، ووضع المشاركون باقات الورود والشموع أمام مبنى السفارة، حاملين لافتات منددة بمقتله.
وكانت "منى سيف الإسلام"، الناشطة السياسية والحقوقية، ونجلة الحقوقي "أحمد سيف الإسلام"، أكدت أن سيناريو الاختطاف في واقعة "ريجيني" يشير بأصابع الاتهام لجهاز الشرطة، قائلة: "طريقة الخطف هي نفسها، التي قامت بها الشرطة ضد العديد من معارضيها ".
وأضافت: "وقوع حادث "ريجيني" يوم 25 يناير الماضي، في ظل تعزيزات أمنية مكثفة في أرجاء الجمهورية، يتوجب معه محاسبة قيادات الداخلية، للإهمال الواضح في تلك الحالة، هذا لو افترضنا عدم تورطها في الواقعة من الأساس ".
التعليقات (3)