الميليشيات الكردية تزيد الخلافات التركية الروسية

الميليشيات الكردية تزيد الخلافات التركية الروسية
تصاعدت حدة المواقف العدائية بين تركيا وروسيا حول الوضع في سوريا، حيث اتهمت أنقرة موسكو بارتكاب جرائمة إنسانية، متعهدةً بمواصلة استهداف الميليشيات الكردية إذا ما استمرت في شن هجماتها على مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، بينما اشتكت روسيا قصف القوات التركية لميليشيات "صالح مسلم" إلى مجلس الأمن، في حين طالبت أمريكا وألمانيا كلاً من تركيا وأمريكا إلى التهدئة.

وأكد رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو"، أن النظام السوري، وروسيا التي تدعمه، ودول أخرى، ومنظمات إرهابية في مقدمتها "حزب الاتحاد الديمقراطي" ارتكبوا في جرائم كبيرة ضد الانسانية بسوريا قائلا "إنهم ينتهكون القانون الدولي بشكل واضح، من أجل السيطرة على مناطق واسعة، قبل التوصل لحل".

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الأوكراني، أرسيني ياتسينيوك، في مقر الحكومة الأوكرانية بالعاصمة كييف، حيث أكد أن وحدة أراضي ثلاث دول هي جورجيا، و أوكرانيا، وسوريا واقعة تحت تهديد روسيا حاليا، كما أن وحدة الأراضي الأذرية مهددة أيضا جراء الدعم الروسي لأرمينيا".

وتطرق "داود أوغلو" إلى الغارات الروسية في سوريا، قائلاً " للأسف تتواصل الهجمات البربرية لروسيا والنظام السوري والمنظمات الإرهابية ضد المدنيين فيها، ونتبنى موقفا مشتركاً (مع أوكرانيا) ضد الموقف العدواني لروسيا سواء في شبه جزيرة القرم، أو في أوكرانيا أو في سوريا".

القوات التركية لم تتدخل بعد سوريا

وفيما يتعلق بالادعاءات حول دخول قوات تركية إلى سوريا، أكد داود أوغلو، على عدم وجود أي عنصر من قوات الأمن التركية داخل سوريا حالياً، منوهاً أن "تركيا تقف بجانب الشعب السوري، ولم تكن يوماً قوة محتلة".

التعهد بمواصلة استهداف ميليشيات صالح مسلم

وأكد رئيس الوزراء التركي، عزم بلاده الرد بالمثل على "وحدات حماية الشعب" الجناح العسكري لمنظمة "حزب الاتحاد الديمقراطي" (الذراع السوري لمنظمة بي كا كا)، إذا ما استمرت في شن الهجمات على مدينة اعزاز بريف حلب، وتسببت في موجة لجوء جديدة نحو تركيا، واصفاً عناصر "الاتحاد الديمقراطي" بالأداة بيد روسيا، والبيادق لسياساتها على الأرض.

وجدد داود أوغلو دعم بلاده للشعب السوري، مؤكداً مواصلة بلاده إرسال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين بمدينة حلب في كل الأحوال، وتضميد جراحهم.

وتطرق داود أوغلو إلى المباحثات الرامية لحل الأزمة السورية، قائلاً "إذا كانت تجري في ميونخ وجنيف مسرحية دبلوماسية، وتستمر المجارز بحق الشعب السوري، فإن المجتمع الدولي سيتحمل وزرا كبيرا جراء ذلك".

الخارجية التركية: نستهدف الميليشيات الكردية تطبيقاً لقواعد الاشتباك الدولي

من جهته، أكّد الناطق باسم الخارجية التركية "طانجو بيلغيج" الاثنين، أنّ التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش"، لم يتخذ بعد قراراً بشأن التدخل البري في سوريا، وأنه يحق لكافة الدول المشاركة في التحالف (64 دولة)، إرسال قواتها البرية إلى سوريا، في حال تمّ اتخاذ قرار بهذا الشأن.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده "بيلغيج" في مقر الوزارة بأنقرة، تطرق خلاله إلى البيان الختامي لمؤتمر "مجموعة الدعم الدولي لسوريا"، الذي عقد قبل عدة أيام في مدينة ميونخ الألمانية، معتبراً ما جاء في البيان، فرصة جيدة لاستئناف محادثات جنيف الرامية لإنهاء الأزمة السورية وإحلال السلام فيها.

وأشار بيلغيج أنّ سبب تعليق محادثات جنيف، هو استمرار القصف الروسي ضدّ المدنيين في سوريا، واتباع النظام السوري سياسة التجويع من خلال محاصرة المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وفيما يخص استهداف القوات التركية لمواقع "حزب الاتحاد الديمقراطي" ، لفت بيلغيج إلى أنّ قصف تلك المواقع جاء تطبيقاً لقواعد الاشتباك المعلنة عنها دولياً. 

كما ذكر أن القوات التركية ردت بالمثل على اعتداء من الجانب السوري، استهدف مخفراً حدودياً تركيا اليوم في ولاية هطاي.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت أنقرة قد زودت موسكو بمعلومات عن استهدافها لمواقع "حزب الاتحاد الديمقراطي"، أكد "بيلغيج" أنه لم يتم تبادل المعلومات بهذا الشأن مع الروس، فيما يتم التنسيق بشكل مستمر مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد حليفاً لتركيا.

وبخصوص موجة النزوح التي تشهدها عدة مناطق في ريف حلب الشمالي، قال بيلغيج، إنّ تركيا تسخر كافة إمكاناتها لخدمة اللاجئين السوريين، وإنها مستمرة في اتباع سياسة الباب المفتوح تجاههم.

وتابع الناطق باسم الخارجية التركية في هذا السياق قائلاً "المجتمع الدولي يعلم جيداً أنّ سبب نزوح الأهالي في ريف حلب باتجاه الحدود التركية، هو استهداف المقاتلات الروسية لمواقع المعارضة المعتدلة بشكل عشوائي، ودون التمييز بين المدنيين والمقاتلين، وفي حال استمرار العمليات الجوية الروسية، فإنّ هناك احتمال أن تتشكل موجة لجوء جديدة باتجاه الأراضي التركية".

وتعليقاً على اتهامات بعض الأطراف، حول تعمد السلطات التركية إبقاء النازحين من مدينة حلب، داخل الأراضي السورية، من أجل تعزيز فرص إنشاء منطقة آمنة، قال بيلغيج "إنّ هذه الادعاءات مضحكة، لأنّ تركيا تحتضن أكثر من مليونين ونصف لاجئ سوري، وعلى الذين يطلقون مثل هذه الادعاءات، إعادة النظر في مواقفهم تجاه اللاجئين، فالاتحاد الأوروبي لم يتمكن من استيعاب بضعة آلاف من هؤلاء".

الضربات الروسية "جرائم حرب صريحة"

بموازاة ذلك، أدان بيان للخارجية التركية،  الضربات الجوية الروسية في سوريا، واصفة إياها بأنها "جرائم حرب صريحة تنتهك القانون الدولي". 

وأشارت الخارجية في بيانها إلى أنَّ مجموعة دعم سوريا قررت في اجتماعها بتاريخ 11 شباط/ فبراير الجاري، وقف الاشتباكات في سوريا.

وقالت "للأسف إنَّ روسيا بعد هذا القرار زادت من ضرباتها الجوية في سوريا، مستهدفة المدنيين والمدارس، وكل هذا على مرأى الجميع″. وقال البيان إن قصف الطائرات الروسية بالقنابل والصواريخ خلال 24 ساعة الماضية تسبب بتدمير مدرستين ومستشفى في إعزاز بريف محافظة حلب، ومستشفى تابع لأطباء بلاحدود في معرة النعمان التابعة لمحافظة إدلب، وقتل أكثر من 30 مدنيا أكثرهم من النساء والأطفال، وجرح أكثر من 100 شخص.

وأضاف البيان "ندين بشدة هذه الهجمات، فهي بمثابة جرائم حرب تتنافى مع الضمير الإنساني، كما تتنافى مع القانون الدولي، وبارتكاب روسيا لهذه الجرائم، تزيد من عمق الحرب في سوريا، وتزيد حدة التصعيد في المنطقة".

 وأوضح البيان أن "العواقب ستكون وخيمة في حال عدم إنهاء روسيا أعمالها وهجماتها التي تبعد سوريا عن السلام والاستقرار".

روسيا تطلب اجتماع لمجلس الأمن

في المقابل، طلبت روسيا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إجراء مناقشة اليوم الثلاثاء حول قصف تركيا لأهداف في سوريا، في حين عبرت عن قلقلها بشأن هجمات للجيش التركي على مقاتلي ميليشيات كردية تدعمها موسكو.

وقصفت تركيا مواقع لميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية لثالث يوم على التوالي لمحاولة منع مقاتليها من الاستيلاء على مدينة "أعزاز" الواقعة على بعد ثمانية كيلومترات فقط من الحدود.

واشنطن وبرلين تدعوان إلى التهدئة بين أنقرة وموسكو

في واشنطن، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي  "من المهم أن يتحاور الروس والاتراك مباشرة وان يتخذوا اجراءات لتجنب التصعيد".

كما وجه وزير الخارجية الألماني "فرانك والتر ستينمر" نداءً إلى روسيا وتركيا بخصوص تهدئة الوضع في سوريا، والالتزام بما جاء في البيان الختامي لاجتماع مجموعة الدعم الدولية لسوريا، الذي عقد قبل أسبوع في مدينة ميونخ الألمانية.

وأوضح ستينمر قبيل مشاركته في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أنّ قرار وقف إطلاق النار الذي تمّ اتخاذه في اجتماع ميونخ، يشمل الهجمات التي تنفذها قوات النظام السوري المدعومة بغطاء جوي روسي على مدينة حلب.

كما أفاد الوزير الألماني بأنّ القرار يشمل أيضاً وقف التمدد المسلح لعناصر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (ذراع منظمة بي كا كا في سوريا) باتجاه مدينة أعزاز في الريف الشمالي لحلب، والتي تعتبر خطاً أحمراً بالنسبة لتركيا.

التعليقات (4)

    سيف شقاح

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    على تركيا ان لا تستسلم وان لا تخاف من نباح الكلاب فحلب اما حنونه لثوارها احياء كانو ام شهداء

    سيف شقاح

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    على تركيا ان لا تستسلم وان لا تخاف من نباح الكلاب فحلب اما حنونه لثوارها احياء كانو ام شهداء

    محمد سراج

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    لا يحق لأحد بتدخل بسوريا أين كان

    سوري حر وابن حر

    ·منذ 8 سنوات 3 أشهر
    انشاء الله يتدخل دول العالم حتى هذه الكلاب ننتهي منها ومن الاهبل والمجوس والروس الله يجعلهم واحد لقد قتل و من هذا الشعب مليون شهيد لعنة الله الله عليهم وعلى من وقف معهم. مع هذا الكلب الهبل المصطول
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات