ففي هذه الندوة التي جرت تفاصيلها على هامش منح "أدونيس" جائزة "إيريك ماريا ريمارك" للسلام ، كرر أدونيس كل طروحاته السياسية السابقة، وفي معرض إجاباته على أسئلة الجمهور، قليل العدد نسبياً، لم يقترب الشاعر الذي طالما تحدث عن فهمه الخاص للثورات ولحرية الشعوب، إلى مجازر النظام وحلفائه الروس وباقي الميليشيات الطائفية. ولدى سؤاله من قبل بروفيسور في جامعة أوسنابروك عن رؤيته للتغيير وضرورة أن يدين مجازر الأسد وروسيا تجاهل إدانة النظام واكتفى بالعموميات. ما جعل السائل يعبر عن استيائه من هذا الموقف بالقول: هذا عار حقيقي، هذه فاشية..!
حضر الندوة مجموعة من اللاجئين السوريين المقيمين في المدينة، حيث تحدث أحدهم عن تجربته في الثورة السورية وكيف أطلق عناصر أجهزة الأمن النار عليه في إحدى مظاهرات دمشق، متهماً النخب المثقفة وبالأخص أدونيس بالابتعاد عن الثورة ما سهل على مختطفيها مهمة تشويهها.
شخص آخر حضر الندوة، خاطب أدونيس حين أعلن أنه سوف يلقي بعضاً من قصائده قائلاً "يا ريت تلقي قصيدة تغزلك بالثورة الدينية في إيران".
يذكر أن ترشيح أدونيس لنيل هذه الجائزة قوبل باعتراضات واسعة النطاق في ألمانيا، ما أجبر اللجنة إلى تأجيل منحها مدة تزيد عن شهرين لأسباب قالت عنها أنها "تنظيمية" لتخفي بذلك حرجها من الجدل المثار حول أحقية أدونيس بالترشح ونيل هذه الجائزة، فاللجنة فوجئت برفض الكاتب الألماني الشهير "نافيد كرمان" إلقاء كلمة تقديم لأدونيس في حفل تقديم الجائزة، وكذلك باعتراض مترجم أعمال أدونيس للغة الألمانية "شتيفان فايدنر" على ترشيحه.
وسعت اللجنة لتفادي حرجها، ولإرضاء المعترضين، إلى ترشيح سيدة إيطالية "عمدة لامبيدوزا" لنيل الجائزة مناصفة مع أدونيس، لكنها رفضت مشاركته الجائزة، بسبب مواقفه المهادنة لنظام بشار الأسد.
التعليقات (2)