واعتبر تحرير مدينة إدلب ثاني أكبر المدن شمال سوريا بعد حلب من يد النظام واحدا من أكبر إنجازات الثورة السورية. لكن العلامة الأبرز في هذه الانعطافة تمثلت في أن الانتصار لم يوقع باسم فصيل بعينه وإنما باسم جيش الفتح.
لحظات لا تنسى
أورينت نيوز كانت أول قناة تدخل إلى مدينة إدلب لتوثق فرحة الأهالي والثوار بتحرير المدينة من نظام الأسد، وظهر التأثر واضحاً على مراسل القناة "أنس تريسي" والذي بكى فرحاً أثناء تحدثه للقناة عن تطورات الأحداث داخل المدينة.
وقال أنس تريسي، إن لحظات تحرير مدينة إدلب لا تنسى، فلا أستطيع أن أصف الشعور الذي راودني وأنا أتحدث لقناة أورينت عن تحرير المدينة بعد 4 سنوات من سيطرة النظام عليها.
الفرحة لم تقتصر على أهالي المدينة فقط، فأقامت قناة أورينت نيوز احتفالاً بمناسبة تحرير مدينة إدلب، تم خلاله ترديد أناشيد الثورة وتوزيع الحلويات فرحاً بهذا الانتصار.
تحديات
واكسبت معارك إدلب الثورة بريقا وأملا جديدا في تغير الموازين لصالح الثورة، إلا أنها تصطدم أيضا بتحديات كثيرة منها طريقة إدارة تلك المناطق وصعوبات ذلك تحت همجيّة طائرات الأسد، لكن تلك الإنتصارات جددت خطاب الثورة وأهليّته وأخلاقيّته والذي ظهر في أسلوب التعامل مع فئات الشعب السوري المختلفة.
وكانت قوات النظام اقتحمت مدينة إدلب في العاشر من آذار من عام 2012، وزعت الحواجز داخلها وعلى أطرفها وفرضت عليها حصاراً محكماً لاحقت من خلاله الناشطين ما اضطرهم للهروب منها خوفاً من بطش النظام، واللجوء للمناطق المحررة التي تعد نسبتها في كافة المحافظة، أكثر من 75 بالمئة، وتعتبر إدلب ثاني المحافظات السورية التي يتم تحريرها بالكامل.
أهمية تحرير مدينة إدلب
أعطت نتائج المعركة ثقل سياسي جديد كسبته قوى المعارضة، خاصة مع المساحات الواسعة التي أصبحت بحوزة قوات المعارضة السورية، وكان لوقع معارك إدلب دورا مهما في زيادة الوعي لدى كتائب الثوار في أن التوحد ونبذ الحزبية هو العامل الأول والأهم في تحقيق الانتصارات.
إضافة إلى رمزية انتصار إدلب بعد صيام طويل عن الانجازات الكبرى، حيث أعاد الأمل إلى قلوب السوريين، خاصة مع التحديات الأخيرة التي خنقت المشهد السوري.
تحرير المعتقلين
ومن أبرز إنجازات نتائج المعركة تحرير عدد كبير من المعتقلين في الأفرع الأمنية ، والسيطرة على وثائق للأجهزة المخابرات تتضمن أسماء من تعاملوا مع هذه الأجهزة منذ تأسيس شعبة المخابرات في ادلب، ويظهر فيها أسماء المخبرين السريين مع الأرقام الخاصة بهم التي ترمز إليهم . قتل وأسر ما يقارب 300 عنصر من قوات النظام بالإضافة للشبيحة من جيش الدفاع الوطني.
كما أصبحت ثكنتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المواليتين لنظام الأسد والمجاورتان لمدينة إدلب من الجهة الشمالي محاصرتان بالكامل بعد تحرير المدينة، وتعتبران من أهم نقاط النظام في محافظة إدلب.
التعليقات (1)