وثائق للتلغراف: 40 مليون دولار شهرياً للتعاون النفطي بين النظام وداعش

وثائق للتلغراف: 40 مليون دولار شهرياً للتعاون النفطي بين النظام وداعش
كشفت صحيفة التلغراف البرطانية من خلال وثائق بحوزتها عن تعاون نفطي بين النظام وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بقيمة 40 مليون دولار شهرياً.

وقال التقرير الذي أعدته جوسي إنسور، إن حكومة النظام السوري وقعت صفقة مع تنظيم الدولة؛ لمساعدته على بيع النفط الذي يستخرجه من آبار النفط الواقعة تحت سيطرته في شرق سوريا. 

وأضاف التقرير الذي ترجمته "عربي 21"، أن مصدر تلك الوثائق هو القوات الأمريكية الخاصة والبريطانيون جراء الهجمات التي نفذتها على قيادي بارز في العام الماضي، حيث قتل أبو سياف، الذي كان يعرف بوزير المال والنفط في "الدولة"، فيما أسرت زوجته في الغارة، التي تمت على مجمع سكني في دير الزور، لافتة إلى أن آلاف الصفحات والحسابات تشير إلى الكيفية التي تعامل فيها الجانبان لنفع بعضهما، رغم حالة الحرب بينهما.

وتشير الوثائق إلى أن الجهاديين كانوا يحصلون في ذروة الإنتاج النفطي في الفترة ما بين 2014 و2015، على أرباح مالية تصل إلى 40.7 مليون دولار في الشهر، حيث إن معظم المبيعات ذهبت إلى حكومة النظام السوري، بحسب وزارة الخزانة الأمريكية.

وفي مذكرة تحمل الرقم 156 كتبت في شباط 2015،  وأرسلها مكتب أبي سياف إلى قيادة التنظيم، يطلب فيها المشورة والإذن بإقامة علاقات تجارية مع نظام الأسد، حيث أشارت الوثيقة إلى الاتفاق القائم، الذي يسمح بمرور أنابيب النفط والشاحنات من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة إلى أراضي التنظيم.

وأوكلت لأبي سياف مهمة إدارة تجارة النفط، من مقر حقل النفط الرئيسي عمر في دير الزور قرب الحدود السورية مع العراق، كما لفت التقرير إلى أنه نفس الحقل الذي كان تديره في السابق الشركة الأنجلو- هولندية "رويال داتش شيل".

ولفتت التلغراف إلى أن السجلات الرسمية للإنتاج تظهر أن التنظيم حقق في ستة أشهر، حتى نهاية شباط عام 2015، مبلغ 289.5 مليون دولار أمريكي، وجاءت نسبة 70% منها من حقل عمر، الذي كان يديره أبو سياف، حيث إنه عندما اكتشفت قوات التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، حجم الإيرادات الكبير بدأت باستهداف المصافي البدائية والمؤقتة، التي تستخدم لتكرير النفط.

وتضيف معدة التقرير أن السجلات تظهر أن التنظيم كان قادرا على التكيف مع الوضع، مشيرة إلى أنه ظهر في بعض السجلات أن التنظيم كان يعد زبائنه باستئناف الإنتاج بعد إصلاحات تستغرق 14 يوماً، حيث استمر الإنتاج الضخم حتى مقتل أبي سياف في غارة على دير الزور في أيار 2015.

وتنقل "أنسور" عن مسؤول أمريكي قوله بعد الغارة: "لدينا سجلات كبيرة حول الكيفية التي عمل فيها التنظيم، وطريقة تواصله وحصوله على أمواله"، ويضيف أن التنظيم "كان دقيقا في تسجيل الحسابات". 

وعن أبي سيّاف يقول التقرير إنه ولد في تونس، وقاتل في العراق، الذي انتقل إليه بعد انهيار نظام صدام حسين، وأصبح مقرباً من القيادات السنية، التي كانت تقاتل القوات الأمريكية، وبينهم أبو بكر البغدادي، الذي تولى قيادة التنظيم في عام 2010. 

وجلب أبو سياف ثماراً مالية جيدة، حيث أصبح عنصراً مهماً في تحويل جماعة البغدادي إلى أثرى حركة إرهابية في العالم، وحققت "وزارته" إيرادات 40.7 مليون دولار في شهر تشرين الثاني عام 2014، بزيادة نسبتها 60% عن شهر تشرين الأول من العام ذاته.

وكان التنظيم سيطر على المنشآت النفطية في  عام 2013، حيث كشفت عدة تقارير صحافية بريطانية عن وجود علاقة بين النظام السوري وتنظيم الدولة، أو "زواج مصلحة" بين الطرفين، وتمت الإشارة إلى ذلك في العديد من الصحف كـ "ديلي تلغراف" و"ول ستريت جورنال".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات