بعد شهرين من مقتله.. روسيا تدفن "رامبو"

حرصت روسيا على إظهار تأبين "رامبو " بشكل "مهيب"، وذلك على خلفية منح الرئيس "فلاديمير بوتين" الضابط "بروخورينكو" لقب بطل روسيا الاتحادية، وهو أرفع وسام عسكري "لشجاعته وبطولته، بينما تعهد الجيش الروسي بإطلاق اسمه على مدرسة وشارع.

واللافت في الأمر هي الجنازة المهيبة لـ"بروخورينكو"، هو سماح الحكومة الروسية وللمرة الأولى لوسائل الإعلام المرئية بتغطية التشييع نقلاً مباشراً وكاملاً، مع "تذكير متعمد" بالدور الذي لعبه الجيش الروسي في مساعدة قوات النظام لاستعادة مدينة تدمر الأثرية عن طريق الضربات الجوية التي يدلل عليها عسكريو القوات الخاصة مثل "بروخورينكو".

"بروخورينكو" (25 عاماً) قُتل بطريقة استثنائية، وفق الادعاءات الرسمية، حيث سوقت "الماكينة الدعائية" الروسية "رامبو" على أنه بطل أسطوري، عبر ترويج رواية "أن (بروخورينكو) استدعى ضربة جوية لتستهدفه، عندما حاصره عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) خلال قيادته مع ضباط روس آخرين سير المعارك التي مكنت قوات الأسد المدعومة بالميليشيات الشيعية من دخول مدينة تدمر الأثرية بريف حمص الشرقي.

وفي السياق، يشير مراقبون إلى عدة نقاط متناقضة في رواية روسيا عن مقتل "رامبو" قواتها العسكرية في سوريا، حيث واظبت روسيا على تكرار تأكيدها أن قواتها لا تنتشر على الأرض في سوريا، بل تحصر مهام قواتها في الاستشارة والقوة الجوية التي تنتشر في قاعدة حميميم بريف اللاذقية.

وبالعودة على الرواية الروسية، فقد استحوذ عناصر تنظيم "الدولة" على جثة الملازم الأول في القوات الخاصة الروسية، ونقلها إلى جهة مجهولة، لتعلن بعد أيام "وحدات الحماية" الكردية في 28 من الشهر المنصرم، أنها تسلمت جثمان "بروخورينكو" إلى ممثلين عن السلطات الروسية، وذلك بعد عملية تبادل أجرتها "الوحدات" الكردية مقابل الإفراج عن قياديين من التنظيم كانت قد أسرتهم خلال معارك سابقة جرت بينهما سابقاً في ريف الحسكة، وفق رواية pyd.

عملية تبادل الأسرى بين تنظيم "الدولة" و"الوحدات" الكردية، بهدف الافراج عن جثة الضابط الروسي، تؤكد حجم التحالف بين حزب الاتحاد الديمقراطي وموسكو، حيث كان لافتاً حضور "فرهاد باتييف" رئيس ما يسمى "ممثلي الأكراد السوريين في روسيا"؛إذ نقل التلفزيون الروسي عنه "ساهمت الوحدات الكردية في التفتيش عن جثة بروخورينكو واستعادتها، مضيفاً "أن ما فعله هذا الضابط الروسي كان عملاً بطولياً عظيماً، وعلينا أن نتذكر ذلك دائماً".

وبمقتل "بروخورينكو" يرتفع عدد قتلى الجنود الروس في سوريا إلى 8 عسكريين، اعترفت وزارة الدفاع الروسية بمقتلهم رسمياً ، منذ أن بدأت موسكو تدخلها العسكري المباشر إلى جانب قوات الأسد في 29 أيلول المنصرم.