هكذا حوّل النظام معسكر الطلائع في السويداء إلى سجن كبير

هكذا حوّل النظام معسكر الطلائع في السويداء إلى سجن كبير
تحولت محافظة السويداء عبر السنوات الخمس الأخيرة، إلى ملاذ آمن للنازحين والمهجرين من المحافظات الأخرى، خاصة تلك التي تتعرض لأبشع أنواع الإبادة من قبل نظام الأسد، أو تنظيم الدولة الإسلامية في المناطق الشرقية، فضلاً عن ضربات التحالف التي لا تميز المدنيين عن المقرات العسكرية.

وغالباً ما يتعرض أولئك النازحون لشتى أنواع الإبتزاز من قبل شبكات التهريب التي تديرها غالباً قوات النظام، أو الميليشيات المحسوبة عليه، خاصة من يسمى "الدفاع الوطني".

ووَفَدَ إلى محافظة السويداء في الآونة الأخيرة الآلاف من النازحين السوريين من أبناء المناطق الشمالية، والشمالية الشرقية عبر البادية، حسب ما ذكرت صحيفة "المدن"، كان أولئك هربوا من هول الحرب الدائرة هناك، ليصطدموا عند وصولهم إلى المناطق المحاذية لمحافظة السويداء أن النظام بدأ بإشاعة أن أولئك قدموا من مناطق تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة ودير الزور، وذلك كي يوقظ خوف أهالي المحافظ، الأمر الذي أخذ فعلاً مجراه بينهم بسبب أن أبناء السويداء أصلاً مهيأون لتصديق الأمر.

وذكرت الصحيفة أن النظام منع عند وصول النازحين إلى أطراف السويداء بدأ بتجميعهم وإرسالهم إلى معسكر الطلائع في قرية رساس، وهو عبارة عن معتقل كبير تسيطر عليه القوى الأمنية بشكل مباشر، ويشبه إلى حد كبير معتقلات ومعسكرات النازية؛ حيث ضم هذا المعسكر ما يزيد على الأربعة آلاف شخص من النازحين الجدد، هذا عدا عن الموجودين فيه أصلاً. 

ويحرس المعسكر قنّاصة يتمركزون على سطح المدرسة داخل المعسكر، وفيه مفرزة أمنية عند المدخل تمنع دخول أي شخص لا يحمل إذناً من المحافظ أو من القوى الأمنية، كما تمنع خروج أي نازح لا يحمل إذناً بالمغادرة، ممهوراً بتوقيعات قيادة المعسكر والمفرزة الأمنية هناك.

وحدث خلاف بين منظمة "الهلال الأحمر" في السويداء وقيادة المعسكر، خرج على إثرها "الهلال الأحمر" من المعسكر، فساءت أحوال النازحين كثيراً؛ من حيث الرعاية الطبية وتوافر الأغذية والأدوية والحاجات الأساسية، ما اضطر المحافظ إلى التدخل، وإعادة "الهلال الأحمر" إلى المعسكر. و"الهلال الأحمر" اليوم هو الذي يغطي أعمال الإغاثة داخل المعسكر بشكل تام، ومعظم متطوّعيه من أبناء المحافظة.

وبعدما تعهد المحافظ بالسماح لبعض النازحين بالخروج من المعسكر باتجاه دمشق، وبالفعل تم ذلك، أوقف حاجز "الأمن الجوي" على طريق السويداء- دمشق، الحافلات التي كانت تقلّ النازحين، وأعادها إلى المعسكر بطريقة فيها الكثير من الاستهزاء بالمحافظ.

ووردت من داخل المعسكر معلومات تؤكد أن حالات اعتقال عديدة تمّت في صفوف النازحين، وتم اقتياد بعض الشباب منهم إلى الخدمة العسكرية. كما تحدثت مصادر من داخل المستشفى الحكومي في السويداء، أن هناك حالات وصلت من المعسكر، تعاني أمراضاً وبائية.

محافظة السويداء كانت استقبلت الآلاف من النازحين من محافظات سوريا كلها، على مدى سنوات الحرب الخمس. وتعدُّ أوضاع هؤلاء النازحين، هي الأفضل بين مناطق النزوح في سوريا كلها؛ حيث كان هناك اندماج اجتماعي بين النازحين وأهالي المحافظة، إلا في ما يخصّ الزواج والطقوس الدينية. ولم تسجَّل حالات صدام ومشاحنات تذكر بين الوافدين والأهالي على مدى السنوات الخمس الماضية. ومعظم الانتهاكات بحق الوافدين كانت من قبل مليشيات النظام لا من الأهالي.

وبخصوص انعكاس أمر النازحين على أهالي المدينة، قالت "المدن" إن الاهالي انقسموا إلى فريقين: فريق يريد إدخال النازحين واستقبالهم على اعتبار أنهم سوريون، ويجب على أهالي السويداء استضافتهم، وبالفعل استقبل بعض الأهالي عائلات من النازحين على نفقتهم الخاصة، الفريق الآخر كان متأثراً بإشاعات النظام، أو ينطلق من أن السويداء لا تحتمل هذا العدد من النازحين، فهي تعاني أصلاً من الاكتظاظ وسوء المعيشة وقلة الموارد، وعلى رأس هذا الفريق، مشايخ العقل الثلاثة.

التعليقات (1)

    ابو اوس السوري

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    نحن ضحيت الماسونيه يلعبون بلعالم كما يريدون فقط الاسلام هم من يعانون من هذا المشروع الحاقد لكي الله ياسوريا
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات