مصادر: تركيا ستتدخل برياً لمنع إقامة كيان كردي في شمال سوريا

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية في عددها الصادر صباح اليوم الجمعة عن مصادر رسمية تركية أن أنقرة ستتصدى لأي محاولة لفصل مناطق في شمال سوريا، نافية بشدة وجود أي اتفاق مع الأميركيين حول تخطي قوات تنظيم "الاتحاد الديمقراطي"

الكردي (PYD) لنهر الفرات غرباً، وهو ما تعتبره تركيا خطاً أحمر وخطراً على أمنها القومي.

وشددت المصادر على أن تركيا تحتفظ لنفسها بحق الدفاع عن أمنها القومي، ملمحة إلى إجراءات من جانب واحد ستقوم بها لمنع قيام أي كيان انفصالي في شمال سوريا يفصل بينها وبين إخوتها السوريين.

توتر غير مسبوق مع واشنطن

دعم واشنطن للأكراد يدفع أنقرة إلى التدخل البري

وكشفت المصادر عن توتر غير مسبوق في العلاقة مع واشنطن، مشيرة إلى أن أنقرة وجهت عدة أسئلة إلى الولايات المتحدة وتنتظر إجابات حولها، موضحة أن من بينها سؤال حول كيفية التوفيق بين ما تقوله عن علاقة تحالف مع تركيا، وتدعم في الوقت نفسه منظمة تصنفها أنقرة إرهابية، كما تسألها عن كيفية توفيقها بين استخدام قاعدة جوية تركية لدعم منظمة تعتبرها تركيا خطراً على أمنها. ونفت المصادر أيضا ما يشاع عن مهلة 6 أشهر أعطتها واشنطن لتركيا للتخلص من تنظيم الدولة "داعش" قبل أن تبدأ التحرك وحدها في المنطقة.

من جهتها، أكدت مصادر في رئاسة الحكومة التركية للصحيفة أن دعم واشنطن للأكراد، يدفع أنقرة إلى التفكير بخيارات أخرى، ولاسيما التدخل البري، وذلك بهدف منع قيام أي كيان انفصالي، ولحماية السوريين العرب والتركمان من أي عملية فرز ديموغرافي.

وكورتولموش يعترف بصعوبة إقامة منطقة "حظر طيران"

يأتي ذلك، بعد ساعات من تأكيد نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش ، أن إقامة منطقة "حظر طيران" شمالي سوريا، يعد أمراً صعباً في الوقت الراهن، بسبب وجود عدد كبير من الطائرات في السماء السورية.

وأضاف " كورتولموش "، في لقاء متلفز مع قناة "TGRT" الإخبارية، أمس الخميس، أنَّ "إنشاء منطقة حظر طيران يعد صعباً، فهناك العديد من الدول في الساحة السورية، وعدد كبير من الطائرات التي تحلق فوق سمائها (شمالي سوريا)، مثل مقاتلات التحالف الدولي، والنظام السوري وروسيا، إلى جانب الكثير من الميليشيات والمنظمات الإرهابية"، حسب تعبيره.

ولفت " كورتولموش " إلى عدم حصول "قوات المعارضة المعتدلة" على الدعم منذ البداية، مضيفاً أن "غالبية الدول التي تدخلت في الملف السوري، لا تعلم منذ البداية ماذا ستفعل وكيف ستتعامل، وما المدة الزمنية التي ستساهم خلالها من أجل إحلال السلام في سوريا".

وأشار نائب رئيس الوزراء التركي إلى فشل برنامج "تدريب وتجهيز" قوات المعارضة المعتدلة، قائلاً: "كان هناك عناصر من المعارضة تقاتل في الساحة، توجب دعمهم بدلاً من اللجوء إلى البرنامج المذكور".

وتطرق كورتولموش إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية (PYD)، التي تقول تركيا إنها الجناح السوري لمنظمة "بي كا كا" التركية، مشيراً إلى أنه "جرى تقديم الدعم العسكري للتنظيم الذي كان ضعيفاً للغاية بحجة محاربته تنظيم (الدولة الإسلامية)، والآن يقُدم له الدعم السياسي".

وعن الأوضاع في شمال سوريا، قال: "هناك شيئان مهمان: الأول يكمن في منطقة حظر الطيران الذي قمنا باقتراحه قبل ثلاثة سنوات، ولو كان المجتمع الدولي فرض ذلك لما قتل أكثر من 200 إلى 250 ألف سوري، ولما ظهرت أزمة اللاجئين. والثاني هو المنطقة الآمنة".

وكان وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" قد اكد قبل أيام أن بلاده طرحت على الولايات المتحدة الأمريكية، فكرة إجراء عملية عسكرية مشتركة تتضمن دعم المعارضة المعتدلة السورية، من أجل تخليص مدينة جرابلس من يد تنظيم "داعش"، وتطهير مدينة منبج شمالي سوريا بالتعاون مع قوات المعارضة السورية، والتوجه بعد ذلك مدينة الرقة معقل التنظيم الرئيسي في سوريا، وذلك بشرط عدم مشاركة "حزب الاتحاد الديمقراطي" في هذه العملية.

والجدير بالذكر، أن صحيفة "صباح" التركية أكدت أمس الخميس  أن وزارة الخارجية والدفاع التركية ستتولى مهمة إدارة العمليات العسكرية المحتملة خارج الحدود التركية بالاشتراك مع الأركان العامة.