نادي الصحافة قدم منبراً للديكتاتور بتمويل غاسل أموال الميليشيا!

نادي الصحافة قدم منبراً للديكتاتور بتمويل غاسل أموال الميليشيا!
ظهرت "بثينة شعبان" ، التي من المفترض أنها ضمن لائحة المعاقبين من قبل الحكومة الأمريكية، يوم الخميس الماضي في قلب واشنطن لتعيد سيمفونية النظام التي اعتاد عزفها على وسائل إعلامه، ولكن هذه المرة، وبفضل "نادي الصحافة الوطني"، حصلت شعبان على منبر صحفي بواشنطن لتقول أن لا ثورة في سوريا، ولا براميل تتساقط على المدنيين، وأن أهالي داريا يشكون من وفرة الطعام!!. 

الراعي الرسمي غاسل أموال!

وكشفت مجلة "ويكلي ستاندرد Weekly Standard" أن دعوة شعبان جاءت بالرغم من العقوبات الأمريكية عليها التي تحظر التعاون معها وقالت المجلة إن شعبان المتهمة بالتعاون مع ميشيل سماحة اللبناني على التآمر لاغتيال شخصيات لبنانية عامة وصحفيين لبنانيين، كما كشفت المجلة أن منظمة "التجارة العربية الحرة الكبرى GAFTA" والتي ترعى الندوة التي تم دعوة شعبان إليها هي مسجلة باسم "غسان منصور" وهو صاحب شركة "منصور وإخوانه" المسجلة في ولاية فلوريدا والتي بحسب المجلة تقوم بعملية غسيل أموال لميليشيا حزب الله، حيث تقول المجلة أنه تم الكشف عن عملية غسيل أموال لصالح الميليشيا في الشركة عام 2011 بقيمة 3 ملايين دولار.

الرأي الآخر! 

وبعد الانتقادات الشديدة التي وجهها صحفيون وناشطون، في وسائل التواصل الاجتماعي، لـ"نادي الصحافة الوطني" بسبب دعوته لبثينة شعبان مستشارة بشار الأسد للمشاركة في ندوة بالنادي، قال "تومي بار" مدير النادي في بيان على موقعه إن مشاركة شعبان عبر "سكايب" في ندوة حول "مكافحة تنظيمي داعش والقاعدة"، نظم في أحد قاعاته من قبل منظمة اسمها "التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب"، تأتي بسياق "حرية التعبير" واستعراض "الرأي الآخر".

واكتفى البيان بوصف بشار الأسد بـ"شخصية مثيرة للجدل" وكأنه يتحدث عن شخصية عامة تشكو من بعض التناقضات، وليس عن مجرم حرب قتل أكثر من 300 ألف مدني وشرد أكثر من 9 ملايين سوري، عدا عن استخدامه الأسلحة الكيماوية.

والجدير ذكره هنا أن بثينة شعبان التي لا يرى مدير النادي ضيراً في استضافتها لعرض "الرأي الآخر" كانت قالت عن صور شهداء الغوطة الذين قضوا بالكيماوي أنهم "مخطوفين" من ريف اللاذقية.

وحاول مدير النادي البحث عن تبرير لاستضافته أحد أركان نظام مدان بجرائم حرب، بأنها تمثل الطرف الآخر، وبالبحث عن الطرف الأول نجد أن ضيوف الندوة الآخرين هم 3 عراقيين تابعين لإيران ويمثلون ميليشيا الحشد الشعبي فعن أي أطراف يتحدث بار.

للمزيد ..متجاهلين جرائم الأسد.. نادي صحفي أمريكي يستضيف أبطال القتل السوري

المعلبات والمعكرونة ..والسوريون!

وقالت شعبان في الندوة رداً على سؤال حول داريا بأن لا أحد "يتضور من الجوع بـ داريا في سوريا"، وأن داريا، المحاصرة منذ أكثر من أربع سنوات، هي "مدينة منتجة للبذور والطعام".

وتابعت شعبان سلسلة هذيانها بأن لا أحد "يتضور جوعاً في سوريا" وليس ثمة داعي "لمساعدات الأمم المتحدة"، فالسوريون، بحسب شعبان، غير راضون عن " المساعدات الإنسانية المقدمة كونهم غير معتادين على الأطعمة الأجنبية مثل المعلبات والمعكرونة". 

إجبار!

وحين بدأت بالعزف على وتر محاربة "الإرهاب" وتنظيم "داعش" وأن نظام بشار الأسد يقف وحيداً في وجه العالم المتآمر عليه سألها أحد الحضور عن سر تفادي نظامها استهداف داعش فقدت شعبان رشدها وقالت إن مثل هذه "الإدعاءات ليس لها أساس من الصحة" بالرغم من كل التقارير الصحفية والأممية التي تؤكد أن النظام وروسيا يستهدفون السوريين وثوارهم بمعدل 90% على الأقل من عملياتهم العسكرية.

ومع استمرار الأسئلة لشعبان التي لم تفوت أي فرصة لاطلاق الاتهامات بحق الجميع وإنكار كل شيء عن سلوكيات نظامها وجرائمه، وفقدت أعصابها مع إصرار الصحفيين على سؤالها حول البراميل المتفجرة، لم تجد ما ترد به إلا "لا أود التخلي عن فكرة "الصحافة الحرة"، لكنكم تجبرونني على ذلك" وكأن إصرار الصحفيين على سماع ردها هو تهمة أو انتهاك لحقوقها.

حرية الصحافة!

منح النادي منبراً حراً للتعبير عن رأي نظام بشار الأسد، الذي قتل السوريين دون أن يهتز له رمش، لكن غاب أي ممثل للرأي الآخر، وهكذا سمح لـ "شعبان" التعبير عن أقوالها وأكاذيب النظام أمام الملأ، دونما معارض واعي ومدرك للوضع الحقيقي على الأرض السورية لمواجهتها، وتفنيد ما تقوله، ولتروي ما يحلو لها دونما منازع.

ووفق قول "باور" بأن ناديه يكفل حرية الرأي، كما يسميها، حتى ولو كان الشخص يمثل نظاماً قاتلاً ومختطفاً للصحفيين، ويأتي من بلد تراجعت مرتبته، وخاصة بعد الثورة في سوريا، إلى المراكز الأخيرة في التصنيفات الدولية المعنية بحرية التعبير، وتصدر لائحة البلدان الأكثر خطورة على الصحافيين حسب منظمة "مراسلون بلا حدود"، وبحسب "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" فنظام الأسد مسؤول عن مقتل أكثر من 490 صحفي وإختطاف ما يزيد عن 870 آخرين منذ 2011. 

وكان النظام، بشهر نيسان الماضي، أطلق سراح المصور الصحفي الأمريكي "كيفين باتريك داوز" المختطف منذ 2012 بناءاً على صفقة مع الولايات المتحدة بوساطة "روسية". 

ولا يزال النظام يعتقل الصحفي الأمريكي  "أوستن تايس"، الذي اختطف عقب مغادرته داريا عام 2012 إلى بيروت، وكانت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية قد أكدّت أن "أوستن" موجود لدى النظام عام 2015 وأن الإدارة الأمريكية تفاوض النظام من أجل إطلاقه. 

سلعة رخيصة

وظهور شعبان في العاصمة الأمريكية يطرح سؤالاً مهماً عن حقيقة العقوبات الأمريكية وقيمتها حين تتعارض مع مصلحتها، حيث أن حضور شعبان للندوة أعلن عنه قبل عقدها بأكثر من 10 أيام وكان يمكن لوزارة الخزينة، التي تحتوي لائحتها السوداء على اسم شعبان، أن تمنع هذه الاستضافة.

ولا يمكن لوم "نادي الصحافة الوطني" لوحده حين نرى أن السسياسة الأمريكية أصبحت منذ بدء العدوان الروسي على سوريا بالانسحاب والتراجع عن تصريحاتها وإرسال الرسائل للديكتاتور الأسد بامكانية قبوله من جديد وتلاعب الإدارة الأمريكطية بالمصطلحات لصالح فرض أجندتها السياسية دون الاعتبار لمأساة السوريين وما حملته السنوات المنصرمة من قتل وتشريد، وتبقى كل هذه الأكاذيب والتصريحات والعقوبات والقرارات فقط لتزيين عناوين الصحف ونشرات الأخبار، لتكون سلعة رخيصة ثمنها دماء الأبرياء. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات