وكانت وكالة الأرصاد قد أفادت أن الزلزال حدث بقوة 4,4 ثم غيرته إلى 4,6، وأن الزلزال حدث على عمق نحو 13,3 كم، وأمكن الإحساس به في كافة أنحاء المدينة أيضاً، وتسبب انتشار خبر الزلزال في ساحات التواصل الاجتماعي بازدياد حالة الذعر والترقب بين الناس.
8 زلازل خلال 68 دقيقة
وأفادت صحف تركية أن 8 زلازل وقعت خلال 68 دقيقة، سبعة زلالزل أعقبت الأول، واحد منها بقوة 3,3، بقرية "كازيكلي" والتي تبعد عن منطقة "غورسو" نحو 6 كم.
وأفاد مختار القرية "صالح دينتشر"، والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 1000 نسمة، أنهم شعروا بكافة الهزات كما لو أنهم يهتزون بالمهد، وأنهم لم يشعروا بالذعر كونهم شهدوا زلزال 1999 المدمر بمنطقة مرمرة، وفق قوله.
أمر طبيعي
من جهة أخرى أفاد برفسور جامعة إسطنبول التقنية "اوكان توي سوز" في مقابلة تلفزيونية على شاشة قناة "NTV" أن حصول هذا الزلزال أمر طبيعي، إذ تعرضت المدينة للزلازل من قبل، وأن خط "فاي" للزلازل، يمر من المنطقة. وكانت المدينة تعرضت في عام 1855 لزلزاليّن كبيرين، نتج عنهما خسائر ضخمة حينها، وفق صحيفة "يني شفق".
من المبكر التنبؤ بزلزال في إسطنبول
وتابع "توي سوز" أنه لا يمكن حالياً الجزم بامكانية حصول "زلزال الرائد" في إسطنبول، في ردٍ منه على سؤال احتمالية حصول "زلزال الرائد" بالمدينة يعقب زلزال بورصة، و"الزلزال الرائد" هو عبارة عن ثلاثة هزات قوية تسبق زلزالاً كبيراً.
وفي هذا السياق وضّح أستاذ في جامعة إسطنبول التقنية، قسم الفيزياء الجيولوجية، البرفسور "أوفغون أحمد ارجان"، في ندوة حول الزالزل، والكوارث الطبيعية، حول احتمالية حدوث زلزال مدمر بإسطنبول، وأشار إلى أن نصيب إسطنبول من نحو 3,5 مليون زلزال حول العام، هو 3 بالمئة فقط، وتابع البروفيسور أن تركيا ليست دولة من الدرجة الأولى بالنسبة للزلازل، وأنه لا يمكن أن يحدث فيها زلزال أعلى من 8 درجات على مقياس "رختر"، موضحاً أن أكبر زلزال شهدته تركيا، كان بعام 1939 بمدينة "ارزينجان" بقوة 7,9 درجات.
وأوضح "ارجان" أن القسم الكبير من إسطنبول بمأمن عن الزلازل، وخاصة شمال مدينة "كوجا الي"، والأقسام الشرقية والغربية من البحر الأسود في المدينة، إذ تعد هذه المناطق من أكثر المناطق أمناً من ناحية الزلازل بتركيا، بحسب قوله، وأنه قد تتأثر المناطق الساحلية بالمدينة فقط.
كما أشار "ارجان" إلى أن نسبة الخسائر التي قد تلحق العمران بالمدينة في حال حدث زلزال بقوة 7,5 ، لا تزيد عن واحد أو إثنان بالمئة.
أكبر الزلازل التي شهدتها تركيا
من المعروف أن تركيا تقع على خط الزلازل، وتعرضت عبر تاريخها الحديث لـ7 زلازل مدمرة.
أكبرها زلزال "ارزينجان" عام 1939 بقوة 7,9 على مقياس "رختر"، نتج عنه مقتل ما يزيد عن 32 ألف و968 شخص، وجرح ما يزيد عن 100 ألف آخرين.
زلزال "نيكسار" عام 1942، بالقرب من مدينة "توكات" الواقعة بمنطقة البحر الأسود، بقوة 7 درجات، وقتل نتيجته نحو 3 آلاف شخص وجرح أكثر من 6 آلاف و300 آخرين.
زلزال "لاديك" عام 1943، التابعة لمدينة "صامصون"، الواقعة على البحر الأسود، بقوة 7,6، ولاقى نتيجته حوالي ألفين و824 مصرعهم، وجرح نحو 5 آلاف آخرين.
وزلزال "غردة" عام 1944، وزلزال "فارتو" عام 1966، وزلزال "ليجة" عام 1975، وزلزال "مورادية" عام 1976، وجميعها أكثر من 7 درجات على مقياس رختر.
زلزال إزميت
وكان آخرها زلزال "غولجوك" التابعة لمنطقة "كوجا إلي" بمدينة "إزميت" بالقرب من إسطنبول، بتارخ 17 آب عام 1999، بقوة 7,8 درجات، قتل نتيجته نحو 17 ألف و480 شخص وفقاً للأرقام الرسمية ونحو 50 ألف ووفقاً للأرقام غير الرسمية، وتهدمت آلاف البيوت والأبنية، وأفادت الأنباء وقتها أنه أمكن الإحساس بالزلزال بدأً من إزمير حتى أنقرة.
ويذكر أنه يتم تنظيم مراسم خاصة له كل عام وفاءً لذكرى القتلى، وبقي سكان المدينة منكوبين لفترة طويلة يعيشون بالمخيمات إلى حين تم تنظيم مساكناً لهم.
التعليقات (3)