ما لم يكن بالحسبان ..لاجئون مهددون بالترحيل إلى أفغانستان!

ما لم يكن بالحسبان ..لاجئون مهددون بالترحيل إلى أفغانستان!
يتجه بعض "اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين" إلى الكذب في معلوماتهم الشخصية سعياً للحصول على قبول في الدول الأوروبية، حيث هناك خشية في أوساطهم من رفض طلبات لجوئهم في أوربا وترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية .

ترحيل إلى ..أفغانستان!

وبالرغم من الإحباط الذي سيسببه قرار الترحيل للاجئ إلا أن وقعه سيكون مقبولاً بالحد الأدنى، فيما لو كانت هذه البلد المرحل إليها هي بلده الأصلي، إلا أن ثمة أحداث لا تخلو من الغرائبية وربما الكوميديا السوداء، حين يكون الترحيل لبلد آخر غير بلده وأوضاعها، ربما، أكثر سوءاً.

تلك هي المشكلة التي يواجهها الآن عدد من اللاجئين العراقيين في فنلندا حيث كانت السلطات الفنلندية قد اتخذت قراراً نهاية العام الماضي بشأن التسفير القسري لأولئك الذين تم اتخاذ قرار بترحيلهم، وكان العراق أول بلد يطلب من فنلندا عدم منح حق اللجوء لمواطنيه، الأمر الذي دفع باللاجئين العراقين إلى تقديم طلبات لجوئهم على أنهم أفغان لا سيما وأن الحكومات الاسكندنافية كانت تنظر بعين الرعاية إلى الحالات الاجتماعية للاجئين الأفغان. 

والآن  ستقوم فنلندا بتطبيق قرار يقضي بترحيل اللاجئين الأفغان، الأمر الذي تسبب بمشكلة لآلاف اللاجئين العراقيين الذين وجدوا أنفسهم أمام خيارين وهما إما أن يتم ترحيلهم إلى أفغانستان، أو أن يعترفوا بأنهم كذبوا حين قالوا بأنهم جاؤوا من أفغانستان،  وفي الحالة الثانية يقول أحد المحامين ، بأن اللاجئين سيواجهون عقوبة ليست سهلة .

بلاد آمنة!

المبالغة والكذب عند بعض اللاجئين ليست وسيلة لإبراز الوجه البطولي من أجل الاستحواذ على إعجاب من وصلوا إلى بلدانهم بعد رحلة كلفت الكثير من المهاجرين أرواحهم ، كما ليست رغبة في التهويل لإظهار جانب المظلومية الذي يقع على شعوب بلدان العالم الثالث من قبل حكومات العالم المتحضر، لكن الكذب أصبح ضرورة عند بعض اللاجئين مخافة الترحيل إلى بلدانهم التي تشهد حروباً، تعلم حكومات أوربا بشكل جيد مدى وحشيتها، ومع ذلك تصنف بعض البلدان التي ما زالت الحرب تدورعلى أرضها على أنها آمنة، فيضطر اللاجئ لاختيار بلدان هي الأسوأ من حيث عوامل الآمان كأفغانستان مثلاً ! 

اكتشفوهم من عظامهم

كما يضطر بعض اللاجئين  في بلدان أخرى مثل بلجيكا إلى الكذب حول أعمارهم الحقيقية بدلاً من جنسياتهم، حيث كشفت وزارة الداخلية البلجيكية، الشهر الماضي، عن أن نحو 1500 شخص من طالبي اللجوء فقدوا حقهم في الحصول على وضعية قاصر من دون مرافق، بسبب الكذب والتزوير بشأن أعمارهم الحقيقية، وذلك بعد إجراء فحوصات طبية أجريت لعظام اللاجئين وتم من خلالها تحديد أعمارهم الحقيقية. 

ويشير بيان وزارة الداخلية البلجيكية أن هذه الحالات تم اكتشافها من بين 2900 طالب لجوء في الفترة ما بين أوائل 2015 وحتى آذار/مارس 2016،

نسبة ليست بقليلة إذن من اللاجئين الذين يلجؤون للكذب من أجل الحصول على اللجوء. لاسيما وأن القانون  البلجيكي يمنح طالب اللجوء القاصر الذي يدخل البلاد من دون مرافق بالغ، وضعية خاصة، حيث يتمتع بمساعدة نفسية واجتماعية وحماية قانونية تمنع إعادته إلى بلده الأصلي.

أحلاهما مر

فهنا يجد اللاجئ نفسه أيضاً أمام خيارين لا ثالث لهما وهما إما الكذب أو الترحيل ، وتبعاً لطبيعة قوانين كل دولة من دول اللجوء وتشديداتها سيضطر اللاجئ لابتكار الأكاذيب التي تضمن له خيار اللجوء وقد يكون الترحيل إلى بلده الأصلي أفضلها مقارنة بترحيله إلى بلد انتقاها من أجل تصديق أكذوبته لا من أجل أن يرحل إليها !

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات