دمشق "الأسيرة".. كيف بدا شهر رمضان في الأسواق هذه السنة؟

دمشق "الأسيرة".. كيف بدا شهر رمضان في الأسواق هذه السنة؟
خلت أسواق دمشق في رمضان هذا العام  من طقوس وتقاليد لطالما انفردت بها على مر العصور فباتت الشوارع خاوية على عروشها، وقطعت حواجز النظام أوصال المدينة، وبدل أن يضفي رمضان بهجته المعتادة أثقلها بمزيد من الأحزان، فتحدثت الأسواق الفارغة عن قصص آلاف السوريين الغائبين أو المغيبين، وتكلمت الأسعار الخيالية عن معاناة من تبقى منهم، لتخيم بذلك على دمشق سحابة مظلمة انتشلت من قلب العاصمة دمشق ما كان يعرف عنها قديما بـ"أجواء رمضان".

ما عرف بحميمية "عجقة" رمضان ابتعتله حواجز الأسد لتدس فيه سمها وتحوله من رمز احتفالي بالشهر إلى مشهد رعب وخوف يجتاح قلب كل من يمر بجانب حواجز النظام و عناصره، ليتكرس بذلك اللقب الذي أطلقه عليها معظم السوريين بـ"دمشق الأسيرة".

حواجز النظام

وانتشرت الحواجز في معظم أحياء مدينة دمشق، وفرضت تدقيقاً أمنياً شديداً مع تسيير دوريات أمنية في الساحات والشوارع الرئيسية في المدينة،  كثفت عناصر الأسد من  تواجدها، كما طالت عمليات التفتيش أبواب السيارات والمقاعد، وحقائب النساء بالنسبة للمارة المشاة، ما خلق بالضرورة أزمة مرورية خانقة.

ويعزو البعض بأن الازدحام الشديد سببه ما كانت شبكة "صوت العاصمة" تحدثت عنه قبل أيام من حلول شهر رمضان، حيث عممت إدارة أركان جيش النظام قبل أيام من بدء الشهر المبارك  7000 اسم لسوقهم لخدمة الاحتياط، ما أدى إلى حملات جديدة نفذتها الشرطة العسكرية في بعض أحياء دمشق بهدف اعتقال المطلوبين للجيش، فضلاً عن الحواجز المؤقتة التي توضع في بعض الأسواق والأحياء الرئيسية، حيث تصل كلفة إلغاء برقية الاحتياط بشكل كامل إلى 5 ملايين ليرة سورية في بعض الأحيان، أي ما يقارب 8000 دولار أمريكي .

فيما رجح البعض أن السبب الرئيسي من هذا التشديد الأمني هو إقبال شهر رمضان المبارك ومخاوف للنظام من حصول اختراق أمني مماثل لما حصل قبل فترة في الساحل السوري، حيث تسببت الحواجز بأزمات مرورية خانقة في أوقات الذروة، تصل إلى الوقوف على الحاجز الواحد لمدة ساعة ونصف أو أكثر.

غلاء الأسعار

اعتاد غالبية "أهل الشام" في سنوات ما قبل الثورة، على التحضير لاستقبال رمضان قبل نحو أسبوع من قدومه، عبر تسوق كميات كبيرة من المواد الغذائية والخضروات والعصائر من أسواق كثيرة في دمشق كان يحرص أصحاب محالها على عرض بضائعهم فيها وعلى واجهاتها في شكل مكثف وطريقة مميزة لجذب متسوقين تكتظ بهم تلك الأسواق في شكل لافت إلى درجة إيقاف حركة المركبات الآلية.

واللافت هذا العام زيادة عدد المحلات المغلقة، حيث خرج من السوق فئة التجار الصغار لعدم قدرتهم على مجاراة جنون الأسعار.

وأحرقت لهيب الأسعار المرتفعة جيوب الصائمين في الأسواق حيث بلغ سعر كيلو التمر الأسود الإماراتي 900 ليرة سورية، بينما بلغ سعر  تمر خلاص إماراتي 850 ليرة، أما تمر زهدي الكيلو 400 ليرة أو 450 حسب الجودة، وفي أسعار المشروبات والمأكولات الرمضانية، فقد تراوح سعر كيس العرقوس ما بين 100-200 ليرة وكيس عصير شراب الفريز او الليمون او البرتقال بين 200-300 ليرة،أما الجلاب فوجدنا أسعار مختلفة بدأ سعر الكيس من 200 ليرة إلى ان نصل إلى 350 ليرة، بينما سعر كيس شراب التمر الهندي بـ300-350 ليرة، ويختلف السعر حسب الوزن ومكان البيع  بحسب موقع "b2b".

ووصل سعر المعروك بالعجوة إلى 125 ليرة للواحدة، و150 للمعروكة بجوز هند وفواكه، و100 ليرة للمعروكة السادة، بينما بلغ سعر الناعم عدد 4 وسط 300 ليرة سورية، وظرف العصير بودرة 75 ليرة سورية، كما تباع أسنصات للعصير في شوارع دمشق بـ 150 ليرة للعبوة الواحدة.

 

فيما بلغ سعر كيلو اللبنة 600 ليرة إلى 700 حسب الجودة، والجبنة البلدية 800، أما اللبن الرائب فبلغ سعر الكيلو غرام الواحد منه 170 ليرة سورية، أما جبنة أبو الولد فوصل سعرها إلى 550 ليرة، مقابل 600 ليرة لجبنة لافاش كيري.

 

وتراوح سعر كيلو الرز وفقا لما إطلع عليه موقع "بزنس 2 بزنس سورية" بين 550 و650 حسب الماركة التجارية والمصدر، وكيلو الشعرية بـ 500ليرة، ما صن البيض فوصل سعره إلى 1100 ليرة، والبيضة الواحدة بـ 40 ليرة، وسعر شعيرية الاندومي بـ 100 ليرة للظرف الواحد والسكر بـ 400 ليرة، أما بازيلاء معلبات فبلغ سعر العلبة الواحدة 335 ليرة سورية، وكيلو المسبحة 650 ليرة سورية ويختلف سعرها بين مكان وآخر.

 

أما بالنسبة للخضروات فبلغ سعر كيلو الفاصولياء البيضاء  460 ليرة، والعدس الأبيض 380 ليرة، والعدس المجروش 660 ليرة، وبرغل ناعم 250 ليرة، وفريكة 650 ليرة والتمر هندي 850 ليرة، والسميد 250 ليرة، وسمنة أصيل 1 كغ 1750 ليرة، وسمنة ممتاز 2 كغ 2400 ليرة، وحلاوة البرج بالفستق فرط 1200 ليرة، وطحينة البرج 1450 ليرة، وزيت فلورينا 4 لتر 3150 ليرة، وجبنة السهول 400غ 550 ليرة، ومرتديلا هنا دجاج 850 غ 1000 ليرة.

وبذلك تكون الحرب ومنعكساتها وضيق الأحوال المعيشية أزاحت عادات وطقوس كان الدمشقيون يمارسونها لاستقبال شهر رمضان وهم توارثوها عن آبائهم وأجدادهم وطالما تفاخروا بها خلال السنوات الماضية.

التعليقات (1)

    أبو عبد الله - ميونخ

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    ذكرتوني لما كنت أذهب للمراجعة عند المحقق الرائد تركي علم الدين بالفرع الداخلي كل عشرة أيام وأجبرت على كتابة التقارير. فكنت أحتال عليه وأكتب عن غلاء أسعار المواد الغذائية في الثمانينات. هروباً من أن يورطني بكتابة التقارير بفلان وعلان. والآن أقرأ تقرير عن غلاء المواد الغذائية. في اللمفارقات
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات