ومع بداية الثورة في الشهباء امتدّ هذا الجدار الباطل بكل حيثياته وروحانياته إلى حلب ليكون (الكاستيلو) بعجائبه وحوادثه ومآسيه امتدادًا لما صنعه شارون في2002 في فلسطين وما أتمّه وليّ عهده بشارون في حلب.
فالكاستيلو -والذين يعبرونه كالمولودون للحياة من جديد، وقليل ما هم- ليس مقطوعًا بجدار حجريّ مدعّم بالأرض ، بل بما يتناسب مع جغرافيّة الاحتلال التكتيكيّة في هذه البلاد، والتي اعتمدت النار لاستباق عذاب الآخرة لمن ادّعتهم مذنبون بحكم السكنى والدار، فهو مفصول بجدار ناريّ يستهدف كل مار فيه إمّا قصفًا أو قنصًا، فكل شيء فيه مباح في سبيل لعن المواطن ففي فتاوى الفجّار قتل البريء ليس فيه جناح...
فالكاستيلو أو الضفة السوريّة هو طريق الوصل المقطوع بين المدينة والريف المحرَرين، وبين المدينة المحررة والمطهّرة، وبين أشخاص وأرزاقهم، ومرضى وأداة شفائهم، وطلاب وعلمهم وجامعاتهم، وبين أحباب وأسرهم...
فقد نجح النظام مؤقتًا بخنق المحرر عبر معبره الوحيد بحقده الهمجيّ البغيض أن يغلق هذا الممر الإنسانيّ الوحيد فقطع المرور والسفر والإمدادات الماديّة والغذائيّة والالكترونيّة والطبيّة والإنسانيّة فكان موتًا رحيمًا مستفزًا...لمن بقي لديه بقايا لما يُسمى ضمير...
فالضفة الغربيّة والضفة السوريّة ألم واحد .. بشعب واحد .. وربّ واحد...فكما أن فلسطين رغم كل الجروح بقيت ثائرة منتفضة فنحن على طريقهم سائرون .. فمتى خاب أهل العزم خابت عزائمنا ..والنصر لنا، فمهما أُغلقت المعابر فمعبر الشهادة مفتوح، ومعبر الدعاء والوصل مع الله يُبري كل مجروح وتُهين أمتن الصروح.
التعليقات (2)