وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض "جوش إرنيست" رفض الرئيس الأميركي الحالي لـ"أي عمل عسكري غير محسوب العواقب ضد الأسد"، قائلا: "لا يمكن أن تنجح في فرض حل عسكري في سوريا"، معتبراً أن الأولية الآن هي القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وأوضح إرنيست: "يعتقد الرئيس أننا في حاجة للتركيز على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، والأخذ بعين الاعتبار أن الموارد المخصصة للحرب موجهة نحو داعش وليس نحو نظام الأسد".
وحاول المتحدث تبرير قرار الرئيس الأمريكي عبر التذكير بتداعيات الضربات الأميركية ضد نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، قائلاً: "لقد جربت الولايات المتحدة هذا الأسلوب عندما أمر الرئيس (السابق جورج) بوش بغزو العراق عام 2003، ولم يؤد ذلك إلى نتائج في مصلحة بلدنا، ولهذا فإن الرئيس (أوباما) يريد تجنب ذلك".
ورأى "إرنست" في سياق تبريره أن "استخدام أميركا القوة العسكرية ضد نظام الأسد ينطوي على محاذير، ومنها احتمال قتل المدنيين في الغارات الأميركية، مضيفاً أن "استخدام القوة يتطلب مشروعية قانونية أو تفويضا قانونيا لا تتوفر عليه الإدارة الأميركية"، وفق قوله.
لقاء أوباما بكيري ، يأتي بعد ساعات من اجتماع الأخير مع عشرة دبلوماسيين أميركيين من أصل 51 كانوا وجهوا الأسبوع الماضي مذكرة تنتقد طريقة تعامل إدارة الرئيس الأمريكي وسياستها في الملف السوري، وتدعو المذكرة إلى توجيه ضربات عسكرية مباشرة ضد نظام بشار الأسد لإجباره على التفاوض للتوصل إلى سلام، حيث تعتبر هذه الدعوة انتقاداً لنهج الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الحذر حيال الأزمة السورية.
والجدير بالذكر، أنه كان لقناة "المعارضين" في الخارجية الأميركية (وهي وسيلة للتعبير عن الآراء المعارضة لسياسة الإدارة على أن تبقى سرية) نتائج ملموسة في مراحل تاريخية سابقة، ففي تسعينيات القرن الماضي رفع ثلة من الدبلوماسيين الأميركيين مذكرة داخلية دعت إلى التعامل بحزم مع فظائع الصرب في البوسنة، وعقب المذكرة، قصفت المقاتلات الأميركية مواقع صربية في البوسنة عام 1995، مما أجبر الصرب على الموافقة على اتفاق سلام مع المسلمين والكروات.
ويرى مراقبون أن رفض الرئيس الأمريكي أي عمل عسكري ضد الأسد، كان متوقعاً ، خصوصاً أن توقيت العريضة التي وقعها 51 دبلوماسياً أميركياً، جاء في "الوقت الضائع" من ولاية أوباما، حيث تحاول واشنطن "ترحيل" الملف السوري إلى أن تتولى إدارة أمريكية جديدة مقاليد الحكم في البيت الأبيض.
التعليقات (9)