التحالف الدولي يتبنى العملية
فقد أعلن مسؤولون أميركيون قبل يومين مقتل 250 على الأقل من مقاتلي تنظيم "الدولة"، إلى جانب تدمير ما لا يقل عن 40 عربة، جراء غارات "طيران التحالف" الذي تقوده الولايات المتحدة بمحيط مدينة الفلوجة.
من جهته، أدلى السفير الأميركي في العراق "ستيوارت جونز" بتصريحات بدت متضاربة مع ما ورد في بيان "العمليات المشتركة" حول أعداد السيارات المستهدفة، مؤكداً الدور الرئيس لطيران "التحالف" في اكتشاف الرتل وتدميره.
وتحدث جونز عن رصد طائرات الاستطلاع التابعة لـ"التحالف الدولي"، رتلاً مكوناً من أكثر من 100 سيارة عسكرية، الثلاثاء، ومتابعته حتى الأربعاء، للتأكد من تبعيته لـ"داعش" ووصوله إلى منطقة خالية من المدنيين، لتقوم طائرات "التحالف" بقصفه وتدميره.
ونفى جونز تأكيد حجم الرتل المستهدف، مشيراً إلى أنه يتألف من أكثر من 100 سيارة، وأن التأكد من المعلومات حول عدد السيارات وخسائر المسلحين، مازال جارياً.
وتهويل كبير في رواية الجيش العراقي
في المقابل، أعلن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد "يحيى رسول" أن طيران الجيش استهدف "رتلاً كبيراً لعناصر "داعش"، ضم أكثر من 500 عجلة محملة بالأسلحة، ما أدى إلى تدمير 260 من هذه الآليات، وفق قوله، مشيراً أن عمليات القصف أدت إلى مقتل "بحدود 150 عنصراً من التنظيم".
وكان رئيس "لجنة الأمن والدفاع" في البرلمان العراقي حاكم الزاملي، قد تحدث عن احجام "التحالف الدولي"، عن المشاركة في قصف الرتل بحجة وجود عائلات مدنية في القافلة، الأمر الذي دفع بطيران الجيش العراقي للمبادرة في قصفه، من دون تنسيق مع الجانب الأميركي، مخالفاً بذلك شروط اتفاقية مبرمة مع الجانب الأميركي، يُحظر بموجبها تحليق الطيران أيّاً كانت هويته من دون تنسيق مشترك بين "التحالف" والنظام العراقي.
وحاول "الزاملي" بحسب مراقبين من خلال تصريحاته مسح الشبهات حول توفير جهات حكومية عراقية، ممرات آمنة لخروج عناصر "داعش" من المدينة، من دون قتال، وإلقاء اللوم على الجانب الأميركي، واتهامه بغض النظر عن تحركات قوات التنظيم.
العبادي يسخر
بدوره، سخر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، فيه من الرواية العسكرية لقيادة جيشه، حول عدد السيارات المستهدفة، متحدثاً عن بضع سيارات تقل أفراداً من الإرهابيين تمت ملاحقتهم وقتلهم.
وفي لهجة تهكمية أضاف العبادي: "لو أن هذا العدد من الدواعش كان متواجداً في الفلوجة لماذا لم يقاتلوا؟ وكيف انتصرت قواتنا عليهم وطردتهم بسهولة؟".
صفقة بين النظام العراقي وتنظيم "الدولة"
في هذه الأثناء، رجحت مصادر وجود اتفاق بين النظام العراقي وتنظيم "الدولة"، ينص على خروج من تبقى من مقاتلي التنظيم في المدينة، خصوصاً أن واقعة قصف الرتل، جاءت لتعزز تلك الاستنتاجات، ولاسيما إذا ما تم تمحيص الظروف الميدانية والجغرافية، التي جرت فيها عملية خروج الرتل وتوقيته، عقب إعلان "تحرير" كامل المدينة ومقترباتها من الجهات الأربع.
وأكدت المصادر وفق موقع "المدن" أن الرتل المكون من مئات السيارات، سلك الطريق المؤدية إلى عامرية الفلوجة، مجتازاً عشرات المواقع التي ترابط بها قوات الجيش وميليشيات "الحشد الشعبي"، وأبرزها منطقة الحصي التي تسيطر عليها مليشيات "النجباء" و"حزب الله العراق".
أرتال "داعش" مرت من مناطق سيطرة ميليشيات الحشد
وأشارت المصادر إلى أن الرتل وصل إلى منطقة عامرية الفلوجة، وتجاوزها باتجاه منطقة الزارة، من دون التعرض له بريّاً، واللافت أن معظم المناطق الصحراوية الواصلة بين عامرية الفلوجة ومنطقة الزارة، التي استهدف فيها الرتل جوّاً، تسيطر عليها مليشيات "الحشد الشعبي" منذ العام 2014، وكانت مليشيات "حزب الله" و"العصائب" قد عمدت إلى إقامة مواقع ومعسكرات لها على امتداد المناطق الواقعة في محيط منطقتي بحيرة الزارة والرحالية، وإعلان ضمّها إلى محافظة كربلاء بهدف "إنشاء حزام أمني لحماية المحافظة" على حد زعمهم.
انسحاب مفاجئ
يشار أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية انسحبوا "بشكل مفاجئ" من الفلوجة، وذلك بعد 33 يوم على بدأ الحملة العسكرية للسيطرة على المدينة من قبل القوات العراقية، ومليشيات الحشد الشعبي ودعم طيران التحالف الدولي، وقد أسفرت المعارك في الفلوجة عن نزوح آلاف العائلات إلى مخيمات شيدتها الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية، وسط أوضاع إنسانية متدهورة.
وتعرض الآلاف من سكان الفلوجة للعديد من الانتهاكات الطائفية على أيدي المليشيات، وقالت القوات العراقية إنها احتجزت نحو عشرين ألفا من سكان الفلوجة للتحقق مما إذا كان بينهم من ينتسبون إلى تنظيم الدولة.
التعليقات (2)