مجالات التأثير الثقافي والاقتصادي للسوريين في تركيا

مجالات التأثير الثقافي والاقتصادي  للسوريين في تركيا
مجالات التأثير الثقافي للسوريين من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والدينية في تركيا كليس نموذجاً

أثبت السوريون أنهم شعب حي تدب الحياة معهم وبهم، كما أثبتوا أنهم أصحاب ثقافة قوية تغزو الآخر وتتغلغل فيه، وما إن بدأت هجرتهم إلى تركيا حتى بدأتَ ترى أثرهم في كل مكان وفي كل شيء، ومن المجالات التي كان لهم أثر فيها المجال الاقتصادي والاجتماعي والديني وهي مجالات متداخلة فيما بينها لذلك ظهرت لنا على النحو الآتي:

كانت البيوت القديمة قبل مجيء السوريين في طريقها للزوال وبمجيئهم عادت هذه البيوت إلى الحياة وطال عمرها ولعب السوريون دورا بارزا في إعمارها حجرا وروحا، وعكست روح حلب على كليس من الناحية المعمارية وعادت البيوت ذات الحدائق بمجيء السوريين إلى سابق عهدها ويمكن القول: إن كل ما كان متروكا من بيوت ودكاكين دبت فيه الحياة من جديد مع أنها كانت بالنسبة للكلسيين أماكن لا جدوى منها.

وكانت الدكاكين والمحلات قبل السوريين تغلق باكرا أما الآن فأصبح منها ما يبقى حتى الصباح وتغيرت الأسعار كثيرا حيث أنها انخفضت أو عادت لوضعها الطبيعي كما يقول الأتراك أنفسهم وأصبحت تراها ابتسامة على وجوه الفقراء.

وتغير مفهوم المطاعم وتغيرت ثقافتها وتغير الذوق الكلسي معها فمثلا كان الكلسيون لا يأكلون الدجاج كثيرا ولكن بقدوم السوريين بدأوا يأكلونه بكثرة ويتعودون على أنواعه وحتى أنهم أصبحوا يدعون ضيوفهم إلى المطاعم السورية وأصبح الكلسيون على رأس رواد هذه المطاعم وعليه تغيرت على مستوى المأكولات كثير من العادات.

وإذا ما تكلمنا عن القهوة فلم تكن القهوة تشرب في شوارع كليس وأصبحت مع السوريين عادة من العادات اليومية بعد أن كانت تشرب في الأعياد والمناسبات فقط، ونرى انتقال واضح من الشاي إلى القهوة وأضحت رائحة القهوة تعانق الصباح وتنام في أخر الليل، وانتشرت شركات القهوة السورية في كليس وعينتاب وإسطنبول وبدأ الكلسيون يكتشفونها من جديد، وبالمقابل أيضا اقتبس السوريون طريقة صنع الشاي التركية وقلت نسبة استخدام السكر لديهم.

وأصبح للخضار والفواكه أسواق خاصة تسمى البازار وإن كانت هذه البازارات موجودة ولكنها كانت قليلة فكثرت وتكاثرت ودبت الحياة فيها ونستطيع أن نقول عن أسعارها بالمصطلح التركي: "بلاش". وعليه تأثرت المراكز التجارية الكبيرة سلبا بسبب هذه الأسواق من ناحية الخضار والفواكه. وظهرت أسواق جديدة في كليس حيث كان هناك سوق رئيسة والآن تعددت الأسواق.

كما زاد عدد باعة المكسرات والموالح وكثر استهلاكها وانخفض سعرها بشكل ملحوظ وتحسنت جودتها مع السوريين.

وزاد عدد محال الألبسة وافتتحت محلات للترفيه وإرضاء الذوق العام أكثر من محال الاحتياجات الأساسية ولاسيما فيما يخص النساء، وأصبحت الجلابية ترى في المساجد وارتدتها أيضا نسبة قليلة من الأتراك، وأصبح ارتداء العباءة السوداء أكثر بين النساء التركيات كما ظهرت طريقة ربط الحجاب السورية بينهن، كذلك قلدت السوريات الموضة التركية في هذا المجال، ولم يكن المكياج ظاهرا عند الكلسيات إلا أنك أصبحت تراه أكثر من ذي قبل، وبدأ الكثير من الكلسيات يأكلن الخبز السوري من قبيل الحمية فهو أسلم من الخبز التركي برأيهن. كما أن الأطفال ملأوا الشوارع بألعابهم وأصواتهم وازدحمت الشوارع بهم بعد أن كانت تخلو منهم فالأتراك منغلقون بعض الشيء في هذا الموضوع. إضافة لذلك انتشرت عادة الجلوس في الحدائق. ولابد من القول: إن هناك بعض التغيرات السلبية أيضا فمثلا في حركة المرور يلاحظ عدم التزام السوريين بالقوانين وتبعهم في ذلك الكلسيون. وبشكل عام يعد السوريون أكثر استهلاكا من الأتراك.

وتغيرت بعض التفاصيل الدينية فلم تكن ترى الشباب والأطفال في المساجد ولكن مع السوريين تغير هذا الوضع، ودخلت بعض الإضافات عند الإقامة وغيرها، ولم تعد تصلى صلاة السنة في المسجد كما كانت قبل السوريين، وبالمقابل انتشرت سنة تحية المسجد، وانتشرت عادة الجلوس في المساجد التي كانت تُغلق خارج أوقات الصلاة أما الآن فدائما مفتوحة، وبالمقابل لوحظ أن بعض من يرتدين الحجاب لا يصلين.

ختاما جميل أن تكون فاعلا مؤثرا ولكن حبذا لو تعدى التأثير هذه المجالات.

ملاحظة: كل ما ذكر هو من وجهة نظر تركية وبناء على شهادات أتراك كلسيين وغير كلسيين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات