وأكدت مصادر لصحيفة "السياسة" الكويتية بأن توقيف علي شور (42) عاماً و الحاصل على الجنسية الفرنسية، لم يكن وليد الصدفة بل جاء بعد فترة تعقب ومراقبة طويلة المدى للأجهزة الأمنية في جمع وتهريب الأموال من ساحل العاج إلى لبنان بهدف تمويل حزب الله، مؤكدةً بأن الموقوف "علي شور" كان معروفاً لدى الأجهزة الأمنية بدول عدة في العام 2015 على خلفية ضلوع عائلته في دعم حزب الله وضلوعه شخصياً في التخطيط لعمليات إرهابية في عدد من الدول الإفريقية.
نقل الأموال شهرياً
وأضافت الصحيفة بأن "شور اعترف أثناء التحقيق معه بأن المبلغ المخبأ في حقيبته كان مخصصاً لنقله إلى "حزب الله" اللبناني وتم جمع المبلغ من جهات عدة في ساحل العاج، حيث يتم نقل الأموال للحزب بهذه الطريقة بشكل دوري كل شهر تقريباً، والدليل على ذلك علاقاته مع كوادر قيادية ودينية كبيرة في الحزب مثل عبد المنعم قبيسي وهو أحد كوادر الحزب الذي كان سابقاً أحد الشخصيات النافذة في الجالية الشيعية في أبيدجان، ومسؤول الساحة الإفريقية في وحدة العلاقات الخارجية في الحزب رائد برّو، بالإضافة إلى العلاقات التي تربط شور مع عدد من الصرافين وشركات تحويل الأموال في لبنان مثل شركة "قاسم الرميثي" للصرافة التي تم إدراجها على قائمة العقوبات الأمريكية قبل 3 سنوات على خلفية ضلوعها في تبييض الأموال لصالح "حزب الله".
كما أرجعت الصحيفة سبب عودة "حزب الله" إلى استخدام طريقة تهريب الأموال إلى لبنان، وبشكل خاص من إفريقيا، إلى الأزمة المالية الخانقة التي يعاني منها الحزب في الآونة الأخيرة نتيجة تضييق الخناق عليه في الساحة المصرفية اللبنانية، ونتيجة العقوبات التي فرضت على رجال أعمال شيعة ساهموا في تمويله.
ضربة مؤلمة
من جهته علق صاحب حساب "منشق عن حزب الله" المعروف بصلاته مع بيئة ميليشيا "حزب الله"، بأن القبض على "شور" يعتبر ضربة مؤلمة لحسن نصرالله وحزبه، لفقدانه هذه الأموال الضخمة، وسقوط أهم الأشخاص في تبييض أموال الميليشيا، بحكم العلاقات التي تربط شور بعدد من شركات الصرافة، وتابع، اعتقال "شور" خطوة جيدة لتجفيف منابع تمويل "حزب الله" والحد من نشاطه في المؤسسات المالية. يشار إلى أن هناك جاليات لبنانية في غرب أفريقيا وأمريكا اللاتينية والعديد من الدول حول العالم، حيث يدير أبناؤها فنادق ومحلات استيراد ويصدرون أموالا لحزب الله في لبنان وسوريا ويستخدمون جوازات سفر مزورة.
التعليقات (5)