مصدر عسكري يشرح لـ أورينت نت: لماذا تسقط طائرات النظام "ذاتياً" ؟

مصدر عسكري يشرح لـ أورينت نت: لماذا تسقط طائرات النظام "ذاتياً" ؟
تعتبر القوى الجوية للنظام السوري واحدة من اسوأ أسلحة الجو في العالم حتى قبل ثورة الشعب السوري، إذ تعتبر معظم طائرات سلاح الجو السوري من أقدم الطائرات الروسية (من الحقيبة السوفييتية) التي ما زالت تعمل في سوريا حتى الآن، وتم استيرادها قبل تفكك الاتحاد السوفييتي، وكانت السوخوي 24 هي آخر طائرة وصلت إلى سوريا وذلك في عام 1989 وكانت مستعملة في القوات الجوية السوفيتية وفي آخر عمرها الفني، وهذا الأمر كان سبباً رئيسياً لسقوط طائرات النظام السوري ذاتياً، وبكثرة في الآونة الأخيرة.

خسرت القوى الجوية للنظام السوري منذ بداية العام الجاري وحتى الآن 8 طائرات حربية متنوعة الأصناف اثنتان ميغ 21 + طائرتان سوخوي 22 واحدة م3 وواحدة م 4 + ثلاث طائرات ميغ 23 ب ن + طائرة ميغ 23م ل.

وتشير الإحصائيات أن خمسة طائرات سقطت نتيجة أعطال فنية منها انفجار محرك ومنها احماء زائد في المحرك وتعطل دورة الهيدروليك ما يعني أن النسبة أكثر من 62% من تلك الطائرات سقطت ذاتياً دون إصابتها بأي نوع من المضادات الارضية، بالإضافة إلى ثلاثة مروحيات، من الطرازات، "مي 25 + مي 17 + كازيل"، اثنتان منه سقطتا نتيجة أعطال فنية (حريق بالمحرك + قطع في أذرع التحكم بمروحة الذيل) وهذا أيضا يعني أن أكثر من 65% من حوادث سقوط المروحيات ناتجة عن أعطال فنية ايضاً.

وشرح مصدر عسكري ما زال يعمل مع قوات النظام لـ أورينت نت أسباب سقوط تلك الطائرات قائلاً إن "قدم أصناف العتاد الجوي السوري والاهتراء الطبيعي لاجزاء عديدة من مكوناتها، هو من أهم أسباب حدوث ذلك.

وأضاف أن العديد من الأسباب الأخرى تساهم بشكل كبير بسقوط تلك الطائرات منها "انتهاء الأعمار الفنية والساعية لهياكل الطائرات والحوامات وفقدان المعادن في الطائرات لخواص المتانة والمرونة، وكذلك انتهاء الأعمار الفنية والساعية للمحركات والأجهزة الكهربائية والالكترونية بل وتجاوز تلك الأعمار ما دامت المحركات تعمل، مما يؤدي بالضرورة إلى انفجار المحركات نتيجة فقدانها لمتانة المعدن في غرف الاحتراق وأنابيب النفث وحتى في الضواغط.

وأشار المصدر العسكري أن "عدم توفر قطع الغيار من المصدر /البلد الصانع/ وخاصة المحركات وقطع الغيار المتحركة في هياكل الطائرات بسبب تنسيق معظم هذه الانواع في روسيا منذ السنة الاولى لتفكك الاتحاد السوفييتي أي ما يزيد عن 25 سنة، هو أيضاً من أبرز تلك الأسباب، إلى جانب الاعتماد على قطع غيار من الطائرات المنسّقة من نفس الأنواع وبالتالي بقاء احتمال العطب والعطل بنسبة أكثر من 75% قائماً في أي لحظة من لحظاة الطلعة الجوية.

وتابع المصدر: "يضاف إلى ذلك كله، حجم الطلب الكبير على الطلعات الجوية الأمر الذي أدى إلى استهلاك أزمنة الساعات الاحتياطية للهياكل والمحركات التي لا يعلم كميتها إلا البلد الصانع والتي لا يجب استهلاكها نهائياً لأن استهلاكها يضع الطائرات ضمن الدائرة القطاع الأحمر لإمكانية وقوع الحوادث الجوية بالضرورة، وأن تنفيذ الحوامات القتالية وحوامات النقل القتالي الطيران على ارتفاعات عالية /لتفادي الرمايات الارضية/ من اجل القاء البراميل المتفجرة أدى إلى سرعة استهلاك محركاتها وأعمار هياكلها بشكل سريع جداً ما أدى إلى تنسيق عدد كبير جداً منها وإلى تخزين العدد الأكبر دون القدرة على إعادتها للطيران حتى إعادة تعميرها في المصنع.

مؤشرات السقوط الذاتي لاكثر من 60% من طائرات النظام

من خلال ما سبق يمكن استنتاج ما تشير إليه تلك الدلالات كما يلي:

أ‌- تنسيق عدد كبير من الطائرات الحربية والحوامات بشكل دوري من مختلف الأصناف والتي تم استهلاكها كلياً(هيكل ومحرك) نتيجة عدم قدرة العناصر الفنية على إصلاحها أو إبقائها قيد الإصلاح وهذا ما يؤدي بشكل تدريجي وطبيعي إلى انقراض سلاح الجو.

ب‌- انهيار نسبة الجاهزية القتالية للطائرات والحوامات الصالحة للطيران إلى نسب منخفضة جداً وقد لا تصل في مطلق الأحوال إلى نسبة 50% من الجاهزية بسبب استعمال قطع غيار من طائرات منسقة أساساً من نفس الطراز مع إخفاء ذلك عن الطيارين المنفذين وبالتالي تراجع عدد الطائرات الجاهزة للتنفيذ بشكل مستمر.

ج‌- فقدان سلاح الجو نتيجة ما سبق للقدرة على الإيفاء بمتطلبات قوات النظام على مساحة سوريا ما أدى بالنظام إلى الاستعانة بالطيران الروسي نتيجة فقدان قدرة النظام على استيراد طائرات جديدة أو حتى القدرة على تأهيل طيارين جدد نتيجة الظروف السائدة منذ منتصف عام 2012.

د-  إرهاق الكوادر الفنية في الصيانات المركزية وصيانات الألوية والأسراب الجوية بسبب تقريب فترات الكشوفات الدورية الزمنية والفنية من سنوات أو أشهر /كشف 24 وكشف 12/ إلى اسابيع وأيام نتيجة الظهور السريع للاعطال الفنية الناتج عن كثرة الاستخدام  خارج التعليمات الفنية للصانع.

هـ ‌- استمرار وتيرة الطلعات كما هي عليه فمن الممكن جداً أن يفقد النظام عدداً كبيراً من طائراته خلال النصف الثاني من هذا العام.

ويضيف المصدر العسكري لـ أورينت أن كل تلك الأمور أدت إلى تنسيق أو تخزين أكثر من 90% من حوامات النقل القتالي mi8 + mi17 في ألوية وأسراب الحوامات فضلاً عن خسارة أعداد كبيرة منها خلال السنوات الخمس الماضية.

خداع الطيارين أولُها.. ماذا يفعل النظام حيال تلك المشاكل؟

يقول المصدر العسكرية لـ أورينت نت إن العديد من التدابير تقوم بها قيادة القوى الجوية للنظام من أجل إبقاء الطائرات على قيد الحياة، لعلّ أبرزها التقنين في الطلعات الجوية للطائرات العاملة بشكل عام وللطائرات المنتهية الصلاحية الفنية والتي مازالت تطير إلى الحدود الدنيا مع الإبقاء على احتمال سقوطها في أي لحظة من مراحل الطلعة القتالية بنسبة عالية جداً (وتحديد استخدام الحوامات الجاهزة بأمر القائد الأقدم) والاعتماد ما أمكن على الطيران الروسي.

ويضيف المصدر: ومن الاجراءات أيضاً، زيادة الكشوفات الفنية والدورية على الطائرات والحوامات وخاصة على المحركات عقب كل طلعة، وتقصير أزمنة الطلعات القتالية من خلال إسناد المهام على الأهداف من قبل المطار الأكثر قرباً من منطقة الهدف المراد قصفه، وتعديل بعض التعليمات الفنية وتحذير الطيارين من استخدام المحركات بنظام الدوران الأعظمي والحارق الإضافي إلا للضرورة القصوى (كحالة الإقلاع وأثناء الخروج السريع من منطقة العمل).

وأشار المصدر أن قيادات النظام أصدرت أوامر بالإقلال من تحميل الطائرات والاقتصار على الحدود الدنيا من لاذخائر وخاصة في الطائرات المنتهية الصلاحية.

وأردف: قيادات القوى الجوية تكذب على الطيارين (خاصة الذين تم زجهم مؤخراً) وتوهمهم أن القيادة استوردت محركات غيار وقطع غيار من الدول الصديقة، وأن الطائرات التي يعملون عليها صالحة وجاهزة بنسبة100% وأن القيادة حريصة على حياة الطيار اكثر من حرصها على أي شيء.

كما حاولت القيادة الجوية مؤخراً -بحسب المصدر العسكري- مكافاة الطيارين المنفذين بمبالغ كبيرة نسبياً وصلت أحياناً إلى 100 ألف ليرة سورية، من أجل تشجيعهم على تنفيذ الطلعات دون التفكير بالحالة الفنية للطائرة.

التعليقات (3)

    ابو سمرة

    ·منذ 7 سنوات 8 أشهر
    اتمنى لسلاح الجو السوري المزيد من الخساير والانهيارات المتواصلة

    شامي حر

    ·منذ 7 سنوات 8 أشهر
    ماذا تنتظرون ياثوار درعا والقلمون والغوطة من حصار دريا وحلب فستندمون يوم لا ينفع الندم سياتي دوركم ان لم تتحركو اليوم قبل الغد فشنو هجوما على مرتزقة بشاروايران وان لم تفعلو فستقولون اكلنا يوم اكل الثور الاسود

    مواطن سوري

    ·منذ 7 سنوات 8 أشهر
    حتى ان بعض الأسلحة المستوردة كان الجيش الروسي يستعملها في الحرب العالمية الثانية
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات