وخلافاً لما أعلنت عنه السلطات الإيرانية كشف ناشط إيراني سني كردي كان من بين أكثر من 20 ناشطا أعدمتهم إيران -في تسجيل مسرب قبل إعدامه- ظروف محاكمته، وأكد أنه حوكم فقط لأنه كردي وسُنّي، ونفى اتهام السلطات له بالإرهاب بحسب "الجزيرة".
وقال الناشط السياسي شهرام أحمدي في التسجيل -الذي نشرته مواقع للتواصل الاجتماعي- إنه حُكم عليه بطريقة غير عادلة، وأضاف أن القاضي أبلغه بأنه يحاكم بثلاث تهم: أولا لأنه كردي، وثانيا لأنه سني، وثالثا لأنه يعمل ضد النظام.
وقال شهرام أحمدي "التهمة التي وجهت ضدي هي حمل السلاح, ولم يكن معي أي سلاح، ولم تجد السلطات عندي حتى سكينا صغيرة. لم أفعل أي شيء، ولم أقتل أي شخص. وكل ما قمنا به هو أننا نقول لهم إنكم تهينون مقدساتنا ولغتنا وطقوسنا وشعبنا".
وكشف في التسجيل أن أخاه أعدم أيضا بناء على اتهامات مماثلة في 2012، وكان عمره وقت اعتقاله 18 عاما. كما كشف أن سلطات السجن الذي كان فيه رفضوا نقله تحت حراسة مشددة لرؤية عائلته التي لم يرها منذ ثلاث سنوات، حيث إن أمه وأخته أصيبتا بالشلل إثر حادث سير بينما كانتا في الطريق لزيارته.
في هذه الأثناء ذكرت وكالة مهر" الإيرانية بياناً للقضاء العام بمحافظة كردستان غرب إيران، إنه تم تنفيذ حكم الإعدام بحق "عناصر تكفيرية وسلفية كانت قد ارتكبت أعمالا إرهابية قبل 6 أعوام"، وأوضح البيان أن حكم الإعدام "نُفِّذ بحق المجرمين وهم من تنظيم ما يُعرف بـالتوحيد والجهاد الإرهابي" على حد زعمها.
إضراب السجناء السياسيين
ورداً على ذلك أعلن قام عدد من السجناء السياسيين في سجن جوهردشت المحكوم عليهم بالإعدام و الذين تم نقلهم في الأول من آب من القاعة 10 العنبر4 في سجن جوهردشت إلى زنزانات انفرادية، بالاحتجاج على إعدام عدد من زملائهم، فيما اعتدت قوات الحرس في السجن على هؤلاء السجناء المكبلة أرجلهم وأيديهم بالسلاسل بالضرب المبرح، وعمدت لخلق أجواء الرعب والخوف للحيلولة دون احتجاجهم.
من جهتها وصفت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية الإعدام الجماعي لأهل السنة في سجن جوهردشت بأنه جريمة مقززة ضد الإنسانية داعية عموم المواطنين لاسيما الشباب إلى النهوض للدعم والتضامن مع عوائل الضحايا.
كما دعت مجلس حقوق الانسان ومجلس الأمن الدولي إلى إحالة ملف جرائم هذا النظام إلى محكمة الجنايات الدولية لتقديم مسؤولي هذه الجرائم أمام العدالة.
وكانت السلطات الإيرانية نفذت ليلة الثلاثاء الإعدام في عدد لم تحدده من الناشطين الكرد السنة، اتهمتهم بالانتماء لجماعة التوحيد والجهاد بمحافظة كردستان الإيرانية، في حين أكد معارضون أن 21 شخصا أعدموا إثر اعتقال استمر سنوات، وجرى التنفيذ في سجن رجائي شهر بمنطقة جوهر دشت غرب.
ولم تسمح السلطات لعوائل الضحايا بالاقتراب إلى جثامين أبنائهم وخوفا من انطلاق احتجاجات شعبية منعوا نقلهم ودفنهم إلى مساقط رؤوسهم في كردستان، فدفنت القوات القمعية جثامين المعدومين بشكل متفرق في القطاع 305 في مقبرة بهشت زهرا في طهران وسط انتشار مكثف لعناصر المخابرات المرتدين الزي المدني وأفراد الحرس راكبي الدراجات.
التعليقات (3)