السوريون الى اين هم ماضون ، معركة حلب خير مثال ، واصدق عينة ؟!...

السوريون الى اين هم ماضون ، معركة حلب خير مثال ، واصدق عينة ؟!...
السوريون الى اين هم ماضون ، معركة حلب خير مثال ، واصدق عينة ؟!...

أتعرفون اخوتي حكاية تلك الصبية التي تكن تملك شعراً جميلاً،  وهذا ما كان يدفعها دوماً بأن تتباهى بشعر ابنة خالتها ، هذه الحكاية تختصر واقعنا المأساوي الحالي كسوريين ، فكله ، كله ، قوات جيش سوري ، او قوات جيوش معارضة ، تعتمد اعتماداً شبه كلي على الآخر المتدخل ، بحيث بات الكل مرتهن في قراراته وافعاله على استمرار تدفق دعم الآخر واذي يرتبط والى حد بعيد بسياساته ومطامعه والتسويات الخفية التي يريدها ربما لملفاته العالقة مع الآخر،  وقد وجد في ادامة الصراع في سورية خير وسيلة واسلوب لابتزاز الطرف الآخر الذي ينازعه حقاً يدعيه ، او يساومه على تنازلات يبتغيها ...

غرفة الموك  التي ترعى القتل في الجنوب السوري ، توقفت تماماً عن العمل،  في حين يعرف  كل العالم ان بوادر الصراع السوري ، السوري انما بدأت في حوران في الجنوب ، وهذا يعني فيما يعني ان اوامراً قد صدرت لكل الفصائل التي تناصب الدولة السورية العداء في الجنوب وطالما صارعتها ولم تصرعها ، اعود لأشدد مما انا منه متأكد ان اوامر صدرت بوقف الأعمال العسكرية ...

ربما يخطر ببال مراهق سياسي ممن يقدر لهم ان  يتابعوا ما اقول ، وبحمية المراهقين ان يقول ( لا ) انهم يعلمون ما يفعلون ( مقاتلي المعارضة ) وان قرارهم ان هو من بنات افكارهم ، واقول هنا ان دحض هذا النفاق من اسهل ما يكون لأقول ماذا لو توقف الدعم بالعتاد والذخائر ، ماذا لو تم التضليل لجهة المعلومات الاستخبارية والاستطلاعية ، ماذا لو تم وقف كل اشكال الدعم  انا على يقين ان البندقية وهي اصغر الأدوات الحربية ، ستصبح العصى افضل منها ان نفذت ذخيرتها ...

اما كسر مسلحي المعارضة للحصار في الجنوب الغربي من حلب في قرية الراموسة ، وسيطرتها ( الافتراضية ) على كليتي التسليح والمدفعية وتطوير هجومها باتجاه مساكن الحمدانية ، مع انسحاب للجيش النظامي في اكثر موقع من مواقع القتال ، فهل يعتقد أي عاقل ، ان الاندفاع فقط كان نتيجة لقدرة الرجال ، او ان التراجع المقابل كان نتيجة موضوعية لتخاذل الرجال في المقلب الآخر ...

لا هذا ولا ذاك اقول ، فالأول اتته الأوامر والتعزيزات والجديد من العتاد المتطور وطبعاً ليس بوسعي ان اغيب عنصر الإرادة فهو موجود،  الا اني اقول وبصوت عالٍ ان الدبابة لا يمكن  خرقها او حرقها  بطلقة بندقية روسية ، وان تدميرها بحاجة الى مضادات دروع او دبابات ، وحتى ان توفرت الدبابة لابد من وجود القذائف التي تستخدمها في تدمير خصمها او ما هو مثلها  ...

حتى التراجع الملحوظ وافضل تسميته بالانسحاب المنظم الذي يقلل من حجم الخسائر لجهة قوات الجيش السوري ومسانديه ، يمكن لي ان انسبه الى شيء ما من هذا القبيل ، وهو وقف او اقله تراجع مستوى الدعم الروسي ، ولربما يكون هناك اتفاق امريكي روسي على شيء من هذا القبيل ، فكل المؤشرات تؤكد أنه لا توجد أية علامات على ان  ضربات  جوية  روسية  ثقيلة  استخدمت لصالح قوات الجيش السوري في اطار محاولة لوقف تقدم جيوش المعارضة .

كل المعلومات وحتى النتائج الملموسة تؤكد أن الغارات الجوية المكثفة على جبهات القتال في حلب انما شنها الطيران الحربي السوري وليس سلاح الجو الروسي، الذي تركز قصفه المكثف في الأيام القليلة الماضية على إدلب في شمال سوريا. وغياب القصف الروسي، لجيوش المعارضة وعدم محاولته الاشتراك لوقف تقدمها او ضربها وحتى سحقها كانت الغاية منه كما اعتقد وارى هو تمكينها    من تحقيق مكاسب جزئية في معركة حلب،  مما ادى موضوعياً الى ايجاد صعوبة بالغة من قبل القوات السورية في صد هكذا هجوم تم امداده بوسائل تحقيقه وبذات الوقت تم الاحجام عن مساعدة القوات السورية بما هو لازم للثبات والتشبث .

ويبقى السؤال الذي لا يحير عملياً من يتابع هو :

- لماذا غياب الطيران الحربي الروسي عن معركة  كسر  الحصار في حلب ؟...

كل المؤشرات مع المعلومات المتوفرة  من اكثر من تقرير اعلامي تؤكد أن موسكو ترغب في إبقاء باب الحوار مفتوحا مع إدارة أوباما. ذلك أن الروس مهتمون بشكل خاص  بإبقاء  آلية التنسيق المشترك العسكري والاستخباري مع الأمريكيين في سوريا لمحاربة القوات الجماعات الاسلامية المتشددة ...

كل المعلومات الحديثة  تؤكد انه ووفقا لتقاسم المهام، فإن الأمريكيين تعهدوا بتقديم معلومات استخبارية للقوات الجوية الروسية لقصف أهداف مُحدَدة لهم وبدقة من قبل المخابرات الأمريكية ، ويتطلب الاتفاق المبدئي حول تقاسم الأدوار، ابقاء خطوط اتصال مباشرة للعمل بين غرفتي الحرب التي يراد لها ان تبقى نشطة حالياً على ان يستمر التعاون بأفضل صوره واكثرها انتاجية ونجاعة بين مراكز القيادة المشتركة بين الولايات المتحدة والأردنية، وكذلك الروسية الأردنية العاملة في عمان...

ويوجد حسب التقارير ما يخشاه ( الكرملين )  من أن التدخل الجوي الروسي في قتال حلب سيؤثر سلبا في المحادثات مع واشنطن حول هذا التعاون الواسع، وهنا اجد نفسي مضطراً لأن اؤكد ثانية وثالثة وعاشرة اننا نحن السوريين لسنا اكثر من ادوات وبيادق في رقعة الآخر وان رجالنا ومن كل الفرقاء وللأسف اقولها ليسوا اكثر من ( مخلوقات اختبار ) في مخابر الروسي والأمريكي وسواه مما يجربون قدراتهم في سورية ومحركهم هي مصالحهم وليس بينها بالطبع اية مصلحة سورية ، وهذا ما يجعلني اشدد على انه طالما أن المحادثات ( الأمريكية  - الروسية ) مستمرة، فالحرب مستمرة ولا يوجد ما يدفعني للاعتقاد أن يتدخل الروس والأمريكيون لتحديد الوضع العسكري في معركة حلب، اذا نحن امام أمام معركة استنزاف طويلة يدفع ثمنها البشر والحجر السوريين في حلب .

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات