الجبير يلتقي حجاب.. واجتماع "عاصف" بين الائتلاف والمبعوث الأمريكي

بعد ساعات من اجتماع وفد من "الائتلاف" السوري المعارض مع المبعوث الأميركي إلى سوريا، "مايكل راتني"، استقبل وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير"، أمس الخميس، في العاصمة السعودية الرياض، المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض حجاب، حيث تم بحث الملف السوري، دون أن تصدر الخارجية السعودية أو الهيئة العليا للمفاوضات أي تفاصيل عن اللقاء ونتائجه.

وسبق هذا الاجتماع لقاء بين رئيس الائتلاف السوري المعارض أنس العبدة، وعدد من أعضاء الهيئة السياسية للائتلاف، مع المبعوث الأميركي إلى سوريا، مايكل راتني، الذي حمل رسائلَ عدّة حول تعامل الولايات المتحدة مع المعارضة السورية، ونظرتها إلى الحل السوري.

 وأشار المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني، إلى أن "الطرفين بحثا آخر المستجدات على الساحة السياسية والميدانية ولا سيما في حلب، إضافة إلى آخر التطورات على صعيد المباحثات الأميركية الروسية"، مبيناً أن راتني أكّد "استمرار المباحثات مع الجانب الروسي، كما أوضح أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد، وأن تطورات الأوضاع في حلب جعلت منها الموضوع الأول الذي ينبغي إيجاد حل له بشكل عاجل".

اجتماع "عاصف"

وفي السياق، أكدت مصادر سياسية من داخل الائتلاف أنّ "الاجتماع كان ساخناً جداً، إذ تحدث بعض أعضاء الائتلاف عن الانسحاب الأميركي من دعم المعارضة السورية".

3 رسائل إلى الائتلاف

وأشارت المصادر لصحيفة "العربي الجديد" إلى أن "راتني أبلغ الائتلاف ثلاث رسائل، الأولى ضرورة أن يتصل الائتلاف بالروس لأنهم يمتلكون قسماً كبيراً من مفاتيح الحل، كما لام قيادة الائتلاف على عدم الاستماع إلى نصائحه في المرة الماضية بهذا الصدد".

 والرسالة الثانية، تدعو إلى "ضرورة الاتصال وبناء علاقة مع رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم". 

وأضافت المصادر، أنّ "راتني قال لهم أنتم لم تستمعوا إلى نصائحي ولأنكم لم تتواصلوا معه فهو يتواصل مع النظام، ولتعلموا أن الأولوية هي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)". 

فيتو أمريكي على جبهة "فتح الشام"

وتتركز الرسالة الثالثة على معركة حلب، وقال راتني إنّ "واشنطن ليست لها مصلحة كما الائتلاف والقضية السورية أن تتصدر جبهة "فتح الشام" الواجهة الميدانية أو السياسية أو الإعلامية". 

ويأتي هذه الاجتماعات في ظل تسارع التطورات في حلب، مع فك الثوار للحصار المفروض عن المناطق المحررة داخل مدينة حلب، في ظل حشد واسع للمعارضة من جهة، والنظام وحلفائه من جهة أخرى، لمعركة السيطرة على حلب.

انتصارات الثوار في حلب ستنعكس على المشهد السياسي

وكان الهيئة العليا للمفاوضات على لسان المتحدث باسمها، "رياض نعسان آغا" قد اعتبر في تصريح سابق له "أنه لا بد أن تنعكس انتصارات الثوار في حلب على المشهد السياسي كله وليس على طاولة المفاوضات فقط".

وأضاف آغا: "أعادت هذه الانتصارات قناعة المعارضة بأن الاعتماد على الحل السياسي وحده لم يحقق شيئاً إلى الآن، ولذلك كان لا بد من مواجهة صلبة وقوية لإجرام النظام وحلفائه، مثل روسيا وإيران وحزب الله وكل الميليشيات الطائفية، الذين أعلنوا أن هدفهم الوحيد هو الحسم العسكري، وهذا ما دفع الثوار إلى مواجهة الحسم بحسم".

وأكد أن ما يجري في الميدان العسكري الآن هو الذي يرسم نتائج التفاوض، وما حدث في حلب يعيد التوازن في الوقائع، مؤكداً "أنه حتى إذا كانت هناك نية لدى النظام للتفاوض، فلن تقبل المعارضة غروره وعنجهيته بعدما خسر الشعب الكثير، ولم يعد لديه المزيد مما يخسره".