https://orient-news.net/news_images/16_8/1471077240.jpg'>
أما مضايا، فتحكي قصة انعدام الضمير الإنساني العالمي بعدما حرم النظام وحزب الله أهالي هذه المدينة حقهم في الحصول على الغذاء، ليصبح رغيف الخبز حلماً بعيد المنال، فصاروا يتخوفون من انتهاء أوراق الشجرالتي تقيهم شبح الموت جوعاً ولو مؤقتاً ريثما يسمع العالم أنين أطفالها وبكاء نسائها وصراخ رجالها الذين أصبحوا وزناً خفيفاً في معادلة دولية هدفها الإبقاء على التوازن بين القوى العالمية حتى ولو على حساب موت البشر جوعاً.
الطبيب في المشفى الميداني بمضايا محمد درويش وفي تصريح خاص لأورينت نت قال "إن مساعدات الأمم المتحدة لم تدخل إلى المدينة منذ 105 أيام والأدوية التي دخلت سابقاً نفدت بشكل كامل والآن لا يوجد سوى بضعة أنواع من المسكنات والحاجة اليوم ملحّة جداً لأدوية الأمراض المزمنة كالقلب والسكر والضغط وآلام المفاصل، وهذه الأدوية لم تدخل في المساعدات السابقة التي وصلت المدينة".
وعن المشافي الميدانية أوضح درويش: "يوجد في مضايا مشفى ميداني واحد، يتواجد فيه ثلاثة أطباء، طبيب بيطري مختص وطالبين إختصاص طب أسنان لم نتخرج بعد ، المشفى لا يحتوي أي تجهيزات ، فهو يفتقد إلى كل شيء كحاضنات الأطفال أو اجهزة التنفس الاصطناعي أو اجهزة تصوير الأشعة مما تتسبب بحالات وفاة لأجنّة احتاجوا إلى حاضنة لم تكن موجودة"
أكثر من عام ونصف من الحصار كافية لجعل مضايا سجناً كبيراً لعدد هائل من المدنيين الذي تجاوز عددهم 40000 الف محاصر ، وعن الحالات المرضية في مضايا قال درويش" هناك في مضايا 500 حالة نقص كلس، 75 منهم من الأطفال والذين من المفروض أن يمشوا و أن تبدأ أسنانهم بالنمو، إلا أنهم لا يستطيعون المشي حتى الآن مما يهدد من انتشار مرض التقزّم الذي يصيب الأطفال".
تكررت حالات الإصابة برصاص القناص في مضايا وأغلب الإصابات كانت من النساء والأطفال، بحسب مدير المكتب الإعلامي في الهيئة الاغاثية الموحدة لمضايا السيد حسام، القناص تابعٌ لميليشيات حزب الله اللبناني وفي تصريح خاص لأورينت نت قال حسام "بلغ عدد الإصابات في مضايا برصاص القناص تسعة إصابات من بينها شهيدة خلال الأيام القليلة الماضية ، استهدفها القناص في صدرها ثم رصاصتين في الرأس، وعند كل طلقة نستطيع سماع ترديد القناص لجملة (لبيك يا زينب)".
يحاول الناشطين في مدينة مضايا التواصل مع الأمم المتحدة لإخراج الطفلة غنى وغيرها من الحالات التي تتطلب عناية صحية مستعجلة وعن هذا الموضوع تحدث حسام: "المرة الأخيرة التي تواصلنا فيها مع الأمم المتحدة أخبرونا بأنهم لا يستطيعوا إخراج حالة من مضايا إلا مقابل حالة لها في كفريا والفوعة بحجة اتفاقية مبرمة مع النظام بخصوص هذا الأمر، فنحن إذاً بحاجة إلى قناص أطفال في كفرية والفوعة لنتمكن من إخراج غنى".
تبقى المأساة السورية وصمة عار في جبين الإنسانية والتي كشفت مدى التخاذل الدولي ،وكيف غلّب العالم مصالحه السياسة على حساب الدم السوري ، فمضايا ليست الأولى أو الأخيرة، فكان من قبلها الزبداني وداريا واليوم الوعر وغداً منطقة حصار جديدة وعالمٌ أصمٌ أبكم.
التعليقات (2)