ما دور "ألعاب الهواتف" في الاتصالات السرية بتنظيم غولن

ما دور "ألعاب الهواتف" في الاتصالات السرية بتنظيم غولن
كشفت السلطات التركية مؤخراً عن طريقة تواصل الأعضاء والقيادات العليا في تنظيم "فتح الله غولن" والذي يطلق الأتراك عليه اسم "فتو"، حيث يتبادلون الرسائل المشفرة عبر "تطبيقات الهواتف الذكية" لا سيما "لعبة سيارات" منتشرة بكثرة بين مستخدمي هذه الهواتف.

الأخ الكبير .. "الـ آبيه" 

وأوضح أحد أعضاء تنظيم "غولن"، وهو طالب في جامعة "جمهورييت" بحسب وسائل الإعلام التركية التي أشارت لاسمه بالحرفين " إي . يه"، من مدينة "سيفاس" الواقعة وسط الأناضول، أن أعضاء التنظيم، كانوا يستخدمون تطبيقات هاتفية مشفرة، تبدو على هيئة "لعبة سيارات"، ولكنها في الواقع وسيلة تواصلهم السرية، المشفرة. 

جاء كلام "إي . يه" في إطار التحقيقات التي أجريت معه، بعد الاعتقالات الأخيرة بحق أعضاء التنظيم، وهو من رتبة "آبيه AĞABEY " والتي تعني بالعربية "الأخ الكبير" في حين تسمى "الأخت الكبيرة" بـ "أبلا".

يعتبر "الـ آبيه و الـ أبلا" مناصب قيادية في تنظيم غولن حيث يكونون مسؤولين عن تنظيم بيوت الجماعات الطلابية في مختلف المدن والمحافظات التركية، ويعتمد التنظيم على انتقاء الطلاب وتجميعهم ليكونوا أعضاء مستقبليين فاعلين بالحركة، اعتباراً من السن الدراسيّ. 

وكان "إي.يه" تعرف على تنظيم غولن، وهو طالب في الرابع ثانوي، في إحدى مدارس "الدورات الخاصة" التابعة لهم بعام 2012، وبقي معهم مدة 4 سنوات، حيث استلم منصب الـ "الأخ الكبير" في أحد بيوت تنظيم غولن، ويتم انتقاء الأعضاء الجدد عادة، في الدورات التعليمية التابعة لغولن أو من خلال المعارف أوالجامعات.

نظام خلايا

وشرح "إي.يه" كيف بقي معهم في "بيوت" التنظيم لمدة سنتيّن دون أن توكل إليه أية مهمة من قبل "الأخوة الكبار" خلالها، ولاحقاً في عام 2014، أقنعه أحد "الأخوة الكبار" المسؤولين عن الهيكلية التنظيمية، وأصبح نفسه "آبي" أو "أخاً كبيراً" مسؤولاً عن أحد المنازل الطلابية في المدينة. 

وفي السياق نفسه، تابع الطالب "إي.يه" كيف أن هيكلية الرتب في البيوت الطلابية تكون كنظام خلايا ورتب، فكل "آبي" مسؤول عن أحد البيوت، يكون على تواصل فقط مع الـ "الآبي" الذي أعلى منه برتبة، وهكذا كان يجري التنظيم، فلا أحد من الرتب الدنيا يعرف شيئاً عن من هم أعلى منه، ولا مكان إقامتهم أو أي شيئ آخر، وأن الأمر كان معكوساً، حيث أن الأعلى يعرف كل شيئ عن من هو أدنى منه بالرتبة. 

مهام الأخ الكبير 

وبحسب"إي.يه"، فإن الـ "آبي"، يكون مسؤول عن تنظيم المنزل، عائداته ومصاريفه وغيرها من مشتريات وإجراءات إدارية، بالإضافة للحالة المعنوية للمنزل، وارتباط طلاب المنزل بشكل مستمر مع تنظيم غولن، والحفاظ على حضورهم لـ "الصحبة /جلسة" دينية سرية خاصة بشكل دوري اسبوعي،  ويعمل أيضاً على إقناع طلاب آخرين بالإنضمام لهم، إما عن طرق الجامعة أو المعارف، فضلاً عن تنفيذ الأوامر القادمة من "الأخوة الكبار"  الأعلى منه. 

بالإضافة لذلك يكون "الأخوة الكبار" في الجماعات  مسؤوولين عن تعيين من سيقيم في أي منزل طلابي، وعددهم ومكان إقامتهم، حيث أنهم  يستأجرون المنزل ويحضّروه مسبقاً، ثم يرسلوا لـ "أخوة المنزل" قائمة بأسماء الأشخاص الذين سيقيمون في المنزل المحدد، وهلم جرى، وفق ما ذكر "إي.يه". 

https://orient-news.net/news_images/16_8/1471086625.jpg'>

لعبة سيارات 

وفيما يتعلق بموضوع التواصل المشفر مع "الأخوة الكبار" وأعضاء الجماعات في مختلف المدن، أشار "إي . يه"، إلى أن التواصل معهم يتم عن طريق تطبيق هاتفي يدعى "باي لوك BY LOCK" أو تطبيق آخر يدعى "أسفالت 8 أيربورن Asphalt 8 Airborne".

وشرح الطالب "إي يه"، كيف قام أحد "الأخوة الكبار"  بتحميل "التطبيق" على جهازه، وطلب منه إضافة الأشخاص وفق شيفراتهم المحددة والمعطاة له، بهدف التواصل معهم، إذ من غير الممكن التواصل مع أحد دون الشيفرة الخاصة به، وذلك بهدف الحصول على الأوامر، ومعلومات عن الاجتماعات والصحبات، بالإضافة لمحاضرات "فتح الله غولن"، المنتشرة على الإنترنت وغيرها من المعلومات اللازمة في وقتها.

وأوضح "إي.يه"، أنه استخدم هذا التطبيق لمدة 2-3 أشهر فقط، ثم قام "الأخ الكبير/آبي" السابق نفسه، بتحميل تطبيق آخر على شكل "لعبة سيارات" ظاهرياً، لكنه بالواقع عبارة عن نظام تواصل مشفر يُدخل عليه عن طريق شيفرة خاصة ما أن تقوم بفتحه، ويعد أعلى درجة من سابقه، لا يتم تحميله لأي كان، فقط لأشخاص معينين يعتقد أنهم سيخدمون بشكل معين، وفق قوله، ويدعى هذا التطبيق الآخر بـ "أسفالت 8 أيربورن".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات