تذكرت مثلا، الأطفال الفلسطينيين الذين قضوا إما جوعا بحصار مخيماتهم، أو ذبحا باجتياحها، على يد ميليشيات الكتائب الموارنة، - حلفاء حافظ الأسد الذي تذرع بحمايتهم ليدخل لبنان- و حركة أمل الشيعية ربيبة حافظ الأسد، تذكرت أيضا الأطفال السوريين الذين ذبحتهم سرايا الدفاع في حلب و حماة في الثمانينات، و أترابهم الذين خصص لهم حافظ الأسد مهجع كامل بمعتقل تدمر اسمه مهجع البراءة، و تذكرت أطفال العراق الذين تشوهوا من الإشعاعات النووية، و ماتوا بسوء التغذية أيام حصار العراق، ثم أطفال البوسنة و كوسوفا الذين قامت ميليشيات الصربي الصليبي سلوبودان ميلوزوفيتش صديق حافظ الأسد باغتصابهم و قتلهم، و أطفال الشيشان و داغستان و ما فعلته روسيا داعمة الأسد بهم، إلى أن وصل بي قطار الذاكرة للطفل محمد الدرة، و كيف كانت صورته و قصة استشهاده في حضن أبيه إبان الانتفاضة الفلسطينية، تغزو شاشات العالم، و تذكرت أيضا الطفل فارس عودة و كيف تصدى لدبابة إسرائيلية بالحجارة، و لن أحدثكم عن أطفال المسلمين في أفغانستان و بورما و كشمير أفريقيا الوسطى و الفلبين و تركستان الشرقية.
و بدأت الثورة السورية، و رأيت صورا أفظع لما تلقاه الطفولة على يد المجرمين العتاة، رأيت صور أطفال درعا و ما فعله النظام بهم في معتقلاته، و رأيت صورة حمزة الخطيب و هاجر و ما فعله زبانية المخابرات السورية من تعذيب بأجسادهم الطاهرة، و صور أطفال الحولة و بانياس و حمص ،و كيف ذبحتهم عصابات الشبيحة بالسكاكين، رأيت صورة أطفال الغوطة و هم ينتفضون كالعصافير المذبوحة من الكيماوي الذي ضربهم به النظام، رأيت صورة أشلاء أطفال حلب و إدلب الذين مزقتهم طائرات الحقد الروسي السوري التحالفي، ثالوث الإجرام و الشر، ثم جاءت صورة الطفل عمران لتتوج مآسي أطفال الأمة التي سبقتها.
كل تلك المشاهد، ولدت عندي سؤالا كاد أن يخنقني، أين الشعوب المسلمة من أطفالها، طبعا لن أقول أين الحكومات لأسباب لا تخفى على أحد، لكن أين الشعوب!؟ أين أمة المليار؟ أين الجيوش من أبناء هذه الشعوب التي تنفق عليها الحكومات أموال قارون؟
أين المنظمات الدولية، و القانون الدولي، و الأمم المتحدة، و مجلس الأمن، و اليونسكو، و الفيفا، و كل تلك المنظمات التي يغرقوننا بتفاصيلها السمجة؟
أين أين أين.....؟
و بينما السؤال يخنقني تبقى هالة الصباغ تغنينا:
لننادي من أكبر منا مستقبلنا في أيديكم
ألاّ يغفل أحد عنا و لتحمونا بمآقيكم
حتى ننمو غصنا أخضر
حبة قمح تصبح بيدر
يااااااااااااا يا أطفال العالم!!!!!!!!!
التعليقات (2)