العلاقات السعودية الإيرانية.. أكثر من 60 عاماً من الاحتقان

العلاقات السعودية الإيرانية.. أكثر من 60 عاماً من الاحتقان
حفلت العلاقات السعودية - الإيرانية بتاريخ حافل من الاحتقان والتوترات، تخللها بعض من نقاط التقارب، التي لم تصمد إلا لبرهات قصيرة، ولا تعدو كونها محاولات لرأب الصدع، لكنها سرعان ما كانت تعود إلى الصدام وبشكل أقوى من سابقه، لأسباب عديدة أبرزها السبب الطائفي والمذهبي.

مؤخراً، اعتبرت دول مجلس التعاون الخليجي، اليوم الأربعاء، أن انتقادات المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي للسعودية على خلفية إدارتها للحج، "تحريضا مكشوف الأهداف" يسبق بدء الشعائر هذا الأسبوع.

ويأتي هذه الموقف الخليجي بعد أن دعوة خامنئي لـ "تدويل إدارة الحج"، متهماً السعودية بعدم قدرتها على إدارة هذا الملف.

وقال الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني في بيانه دول مجلس التعاون، إن دول المجلس "تعتبر ما ورد في بيان المرشد الأعلى الإيراني بشأن الحج تحريضاً مكشوف الأهداف، ومحاولة يائسة لتسييس هذه الشعيرة الإسلامية العظمى التي تجمع الشعوب الإسلامية في هذه الأيام المباركة على أرض الحرمين الشريفين".

ورأى بحسب" فرانس برس" أن تصريحات خامنئي "اتهامات باطلة ومشينة".

تاريخ العلاقة: كومة من الاحتقان والتصادم

لعل أولى محطات التوتر بين الدولتين كان في العام 1944 عندما أعدمت السعودية حاجاً إيرانياً بتهمة "رمي قاذورات على الكعبة وشتم الصحابة"، فقطعت إيران العلاقات مبررة أن "الحاج كان شعر بالدوار أثناء طوافه فتقيأ".

وأعيدت العلاقات من جديد في العام 1946، لكن شابها بعض التوتر من جديد في العام 1950 بعد اعتراف إيران بإسرائيل.

وفي محاولة لإعادة العلاقات زار الملك سعود في العام 1955 إيران والتقى الشاه محمد رضا بهلوي لتكون تلك الزيارة مفتاح خلاف آخر، حيث صرح "بهلوي" بعدها لصحيفة أمريكية أن الملك سعود يعامل مرافقيه كالعبيد، ما أثار استياء الملك وقرر منع أي إيراني أو بحريني من دخول السعودية ولكن بسبب ثورة يوليو في مصر و صعود جمال عبد الناصر مما شكل تهديداً للأنظمة الملكية في المنطقة آنذاك ومن بينها النظامين الإيراني و السعودي فأدى ذلك لتقارب بين البلدين.

الملك سعود يزور إيران 1955

وفي 1962 ساند شاه إيران محمد رضا بهلوي السعودية عسكرياً في مواجهة القصف المصري على جنوب السعودية أثناء حرب اليمن 1962 وساندت الحكومتين السعودية والإيرانية الإمام البدر و أنصاره بالمال والسلاح مما أدى لإرهاق جميع الأطراف المشاركة في حرب اليمن وخصوصاً مصر التي أعلنت عن إنسحابها عسكرياً من شمال اليمن في 1967 واعتبر إنتصاراً مشتركاً لإيران والسعودية، لكن سرعان ما توترت العلاقات من جديد في 1968 بعد إعلان بريطانيا نيتها الانسحاب من عدة إمارات خليجية كانت تحت الانتداب البريطاني من بينها البحرين وطالبت إيران حينها بضم البحرين لأراضيها لكن السعودية في عهد الملك فيصل آنذاك دعمت إستقلال البحرين حتى تحقق في 1971 بعد استفتاء شعبي بحريني أجرته الأمم المتحدة في 1970.

 الإمام البدر 

 

 الجيش المصري في اليمن

أبرز الصدامات العسكرية..

في 5 حزيران من عام 1984 أثناء الحرب العراقية الإيرانية قامت القوات الجوية الإيرانية عن طريق 4 طائرات من نوع إف 4 بإختراق المجال الجوي السعودي، وقامت القوات الجوية السعودية بالتصدي للإختراق الإيراني بطائراتين من طراز إف 15 واستطاعت إسقاط طائرتين إيرانيتين وإصابة ثالثة، فيما نجحت الطائرة الإيرانية الرابعة بقصف خزان للمياة في الدمام.

في العام 1986 اكتشفت السلطات السعودية من الحجاج الإيرانيين القادمين لمطار جدة وهم يخبئون في حقائبهم مادة شديدة الانفجار وتُعرف باسم سي فور، وخلال تفتيش رجال الجمارك لعدد 95 حقيبة تم ضبط ما يعادل 51 كغ من هذه المادة وسُجلت اعترافاتهم وأُعلنت بالتلفزيون السعودي .

وفي العام 1987 وأثناء موسم الحج أثار الحجاج الإيرانيون الشغب في مكة المكرمة لأجل تحرير فلسطين ورفضاً للسياسة الأمريكية و للاعتراض على الموقف السعودي المساند للعراق أثناء الحرب العراقية الإيرانية و أسفرت تلك الأحداث عن مقتل 402 ضمنهم الحجاج الإيرانيون والحجاج من جنسيات مختلفة ورجال أمن.

و تسببت هذه الأحداث في اقتحام متظاهرين إيرانيين للسفارة السعودية في طهران و القنصلية السعودية في مشهد و قتل الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي و اعتقال رضا عبدالمحسن النزهة القنصل السعودي مما أدى للقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

منذ العام 87 وحتى 89 قامت جماعة حزب الله الحجاز بعدة تفجيرات في السعودية مثل تفجير الجعيمة 1987 و تفجير الجبيل 1988 و قامت مجموعة حزب الله الكويتي بتفجير الحرم المكي 1989.

هدوء التسعينات..

وسادت فترة التسعينات هدوءاً نسبياً في العلاقات على عكس الثمانينات، ووصفت بأنها ذهبية في العلاقات، وذلك مع وصول رؤساء إصلاحيين في الحكم كـ رفسنجاني، ومحمد خاتمي الذي زار السعودية في العام 1997 في أرفع زيارة لمسؤول إيراني منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران.

ولم تقف العلاثات على زيارة خاتمي إلى الرياض، بل وقعت إتفاقية أمنية بين الطرفين في 2001 و زار وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز إيران في أرفع زيارة لمسؤول سعودي لإيران منذ عقود، و لم تسجل في تلك الفترة أي إتهامات أو خلافات أو توترات واضحة بين البلدين سوى حادث تفجير أبراج الخبر في 1996.

خاتمي في السعودية 1997

النمر يعيد التصعيد من جديد..

في الثاني من كانون الثاني، من العام الحالي عادت العلاقات للتوتر، بعد إعدام السعودية الشيخ الشيعي "نمر النمر" ومعه نحو 46 شخص آخر من الطائفة السنية، بتهم الإرهاب والتحريض، وأحدث هذا الإعدام ضجة كبيرة في العالم العربي والإسلامي.

وانطلقت مظاهرات في إيران تنديداً بإعدام الشيخ النمر، وتعرضت إحداها للسفارة السعودية في طهران، واعتدت عليها وحطمت بعض واجهاتها.

وتمكن المتظاهرون من اقتحام السفارة وإحراقها و إنزال العلم السعودي وسرقة مافيها، فيما قام آخرون بالهجوم على القنصلية السعودية في مشهد وقاموا بتهشيم الأثاث وزجاج النوافذ.

قطعت السعودية جميع علاقاتها مع إيران، وتبعتها البحرين والكويت والسودان وجيبوتي والصومال، بينما قامت الإمارات العربية المتحدة بتخفيض تمثيلها الدبلوماسي في إيران إلى قائم بالأعمال، وكذلك، قامت كل من الأردن وقطر باستدعاء السفراء الإيرانيين لديهم للاحتجاج على حرق السفارة السعودية.

اقتحام السفارة السعودية في طهران 2016

الحج الخلاف القديم الجديد..

وبالعودة إلى ملف الحج الذي يعتبر في الخط الزمني آخر تصادم بين الدولتين، رغم انه يحدث في كل عام، إلا أن في هذا فجر عبد العزيز آل الشيخ مفتي السعودية تصريحاً فريداً من نوعه بحق الإيرانيين، حيث قال إن "هؤلاء ليسو مسلمين" ليتصعد الخلاف أعمق فأعمق.

وأتت تصريحات خامنئي في سياق انتقادات إيرانية متواصلة للسعودية منذ حادث التدافع في مشعر منى العام الماضي، والذي ذهب ضحيته 2297 حاجاً شكل الإيرانيون النسبة الأكبر منهم. ولن يشارك الحجاج الإيرانيون في مناسك الحج هذه السنة التي تنطلق السبت.

وفشلت طهران والرياض خلال الأشهر الماضية، في التوصل إلى تفاهمات حول مشاركة الحجاج الإيرانيين. ورأت السعودية أن شروط إيران "تخالف مقاصد الحج وما تلتزم به بقية بعثات الحج الأخرى وتعرض أمن الحج والحجاج بما فيهم الحجاج الإيرانيين للخطر".

وأكدت الرياض إمكان مشاركة الإيرانيين إذا ما أقبلوا من دول أخرى.

في المدى المنظور لا بصيص ضوء أمام الدولتين الإقليمتين من أجل تفاهم محتمل، فالاحتقان يزيد باضطراد بين الطرفين، والملفات بينهما شائكة، وعلى رأسها الصراع في اليمن، وسوريا، والعراق، والذي يحمل في جميع تلك الدول طابعاً طائفياً مذهبياً.

المصادر:

ويكيبيديا - وكالات

التعليقات (1)

    ياسورين كفى تشرزم توحدوا لطرد أيران الحاقدة

    ·منذ 7 سنوات 7 أشهر
    أيران دولة مجرمة أرهابية حاقدة وهي دولة فاشلة فهي قدمت حوالي 100 مليار دولار لبشار ولروسيا لقتل الشعب السوري البريء والذي كان مضياف للزوار الأيرانين ولم يكن في يوم أن يكون طائفي أو أذى أيران ,وأيران من ألزم بشار الخائفتح حدود سوريا الى العراقيين الحاقدين للتوغل في سوريا والأستيطان والطمع بسوريا , وبدل أن يقدم هؤلاء الحاقدين الخير للسورين دمروا سوريا بعد أن دمروا العراق العربي الأصيل , سوريا ستبقى شوكة بحلق أيران ولن ينعم عملائها ومرتزقتها بالأستقرار ببلد البطولات والشجاعة , ياسوريين توحدو نرجوكم
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات