حكاية وجع تارةً ... وبطولة تارةً أخرى

حكاية  وجع  تارةً ... وبطولة  تارةً   أخرى
عندما تعيش في سجنٍ كبيرٍ  مغلقٌ  من جميعِ الجهات بأسواره العالية في البر والبحر والجو ،حيث لا يمكن لأي شخصٍ العبور أو الخروج منه إلا بأمر الحاكم الكبير الذي يتربع بجبروتهِ وبسيطرته على الشرق الأوسط كما يقال، والجميع يقفُ معه دون أدنى شك، من أجل أن يبقى هذا الحاكم الظالم  مستمرا ً في حكمهِ على مر الزمن، دون أن يعترض الجميع عليه وينقلبون عليه ، لكن الأمر بات  واضحا ً كل الوضوح ، عندما جاء هذا الحاكم بتحالفِ الدول الغربية  التي تدعي القوة والنفوذ على العالم بعد  خوض الحربين العالمية الأولى والثانية ، وبدأت الغنائم تتوزع هنا وهناك ، فكان النصيب الأكبر لأحدى الدول الغربية التي أعطت الحالم كل  هذه الغنيمة، وبتحالف  الجميع ضد  شعب يريد العيش حياة كريمة في أرضه التي كان يجني منها الثمر والحطب ويزع بداخلها أشجارة الزيتون والتين المعمرة ، لكن الامر قد حسم ولا مجال للتراجع عنه ، فجاء الحاكم بعد  وعد الدول صاحبت النفوذ والقوة، وسلب الأرض والشجر والحجر، وكل العالم يشاهدون هذا الظلم  لكن لا حياةً لمن تنادي ، فبدأ الشعب  الأعزل يدافع عن أرضه بأدوات بسيطة أمام قوة كبيرة تمتلك العدة والعتاد، فستشهد من استشهد  وجرح من جرح وأسر من أسر وارتكبت المجازر التي سمعنا عنها من أجدادنا الذين عاشوها، والعالم في صمتٍ عميق على هذا الظلم ، وفي النهاية سرق الأرض بقوة السلاح  وبتحالف الجميع ..

ليبدأ هذا الحاكم فيما بعد والذي جاء بالقوة بحشد أقربائه وعائلاتهِ من كلِ مكان ، ليسكنوا عنده ويوفر لهم الراعية  الكاملة  كالابن المدلل تماماً ، فهجر الشعب الضعيف الذي لم يسطع مقاومة الاحتلال، وخرج من أرضهِ بقوة السلاح وتشتت في جميع البلدان العربية والأوربية  كالشعب السوري تماماً اليوم ، والعالم نيام في سباتٍ عميق ، فعلى الرغم من ذلك بدأ هذا الشعب الضعيف يقوي من نفسهِ ليشكل العديد من المجموعات والفصائل التي نادت بتحرير الأرض وعودة الشعب الأعزل إلى أرضه التي سلبت منه، وبدأت العمليات الاستشهادية لطرد  أبناء الحاكم وأقاربهِ من الأرض التي سلبت بالقوة ، فبدأ الحاكم بالقلق على إثر ذلك، فقرر ارتكاب المزيد من المجازر وإطلاق الصواريخ وبناء المستوطنات في كل مكان واعتقال الأبطال الذين مازالوا اليوم  خلف قطبان سجون الاحتلال، لمعاقبة الشعب الأعزل، لينتهي المطاف بعد ذلك بفرض طوقٍ كبير على مدينة صغيرة لا تتجاوز عدد أيام السنة الواحدة ، لتقف الأحلام  أمام الجميع من الشباب والأطفال والنساء والشيوخ  وغيرهم، وخوض العديد من الحروب على هذه المدينة الصغيرة  دون جدوى من ذلك ،لأن  مقاومتها الباسلة استطاعة ان تلقن  هذا الحاكم ورفاقهِ وحلفائه  درساً في الشجاعة والبطولة رغم تأمر الحاقدين على هذا الشعب من بني جلدتنا، فجُن جنون الحاكم ومن معه  بعد  فشل كل المحاولات السابقة لمعاقبة هذا الشعب ، ليقف الحاكم والجميع حائراً اليوم أمام مقاومة تعدُ نفسها لتعيد أرضُ الشعب الأعزل الذي سلبت منهم بالقوة في المستقبل القريب.

التعليقات (1)

    امين امعييف

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    ...فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) ابشر حبيبي إن وعد ربي قريب والله لايخلف الميعاد
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات