نحن لا نرمي "البالونات".. الأسد للمحاصرين: لماذا أنتم أحياء إلى الآن؟

اعتبر بشار الأسد أن الهجوم الذي شنه "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن على مواقع قواته في دير الزور كان "متعمداً"، مجدداً نفيه قيام طائراته الحربية أوالطائرات الروسية بالهجوم على قافلة للمساعدات قرب حلب، مكرراً عدم علمه بالبراميل المتفجرة.

الأسد عن قصف القافلة :كل ما رأيناه سيارة محترقة.. وشاحنات مدمرة 

وحاول الأسد خلال مقابلة له مع وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، نفي قيام طائراته الحربية وطائرات العدوان الروسي بالإغارة على قافلة للمساعدات الأممية قرب حلب، حيث وصف تلك الاتهامات بانها "مجرد ادعاء"، متهماً بالمقابل من وصفهم "مجموعات مسلحة" بالمسؤولية ذلك، معتبراً أن المنطقة التي استهدفت فيها القافلة خاضعة لسيطرة "الإرهابيين"!، وأضاف "كل ما رأيناه هو مقطع فيديو لسيارة محترقة.. وشاحنات مدمرة وليس سوى ذلك".

واستشهد 20 مدنياً وموظفاً في الهلال الأحمر السوري، يوم الاثنين الماضي، بينهم مدير مركز الهلال الاحمر السوري جراء قصف جوي استهدف قوافل المساعدات الانسانية في منطقة اورم الكبرى بريف حلب الغربي، في حادثة وصفتها المعارضة "بالمجزرة" ، بينما حملت واشنطن موسكو المسؤولية عن استهداف القافلة.

وللمحاصرين بحلب: لماذا أنتم أحياء إلى الآن؟

لم يكتف الأسد بنفي قصف قوافل المساعدات ، بل امتد كذبه أيضاً إلى قيام نظامه بتجويع المدنيين في حلب، وتعرضهم للحصار بالإضافة للقصف، وقال "الصراع كان مستمراً لسنوات، فلو كان هناك حصار حقاً حول حلب لكان الناس موتى الآن".

واتهم الأسد المحاصرين في حلب بقصف المناطق المجاورة، متسائلاً بسخرية: "إذا كانوا محاصرين ولا يستطيعون الحصول على الغذاء والدواء، فكيف يمكنهم الحصول على السلاح؟"، معتبرا أن "هذا غير منطقي".

وواصل الأسد سخريته "كيف استطعتم البقاء على قيد الحياة ؟ لماذا لديكم مسعفون إن لم يكن لديكم أطباء؟ كيف تقولون إننا نهاجم المستشفيات؟"، مضيفاً أنه "إذا كانت لديكم مستشفيات، فكيف حصلتم عليها؟ وكيف حصلتم على السلاح؟".

نحن نقتل من أجل الدفاع عن المدنيين!!

وبخصوص استهداف المناطق المحررة بالبراميل المتفجرة، قال الأسد إن هذه الاتهامات غير صحيحة ولا أساس لها من الصحة، متسائلاً "عندما يتحدثون عن براميل متفجرة.. ما هي البراميل المتفجرة؟؟"، لكن في المقابل أكد استخدام قواته للسلاح وقال "نقتل الإرهابيين من أجل الدفاع عن المدنيين".

لا نرمي "البالونات"

وأضاف "هذا هو الدور الطبيعي لأي جيش في العالم عندما يكون لديك إرهابيون.. فإنك لا ترمي عليهم البالونات ولا تستخدم العصي المطاطية على سبيل المثال.. عليك أن تستخدم الأسلحة إذاً فالمسألة لا تتعلق بنوعية السلاح.. بل بكيفية استخدامه".

قصف التحالف في دير الزور كان متعمداً

وحول قصف التحالف موقع لقوات الأسد في دير الزور، قال الأسد إن "الهجوم شاركت فيه أربع طائرات استمرت بمهاجمة موقع القوات السورية لمدة ساعة تقريباً أو أكثر من ساعة بقليل"، معتبراً أن "هذا الهجوم كان متعمداً".

ونفذ طيران التحالف، بقيادة واشنطن، يوم الأحد، غارات على أحد مواقع الأسد في جبل الثردة بريف دير الزور، حيث أعلنت موسكو أن القصف أسفر عن مصرع أكثر من 62 عنصراً في صفوف قوات الأسد وأكثر من 100 جريح، مطالبة بتحقيق شامل، في حين أعربت واشنطن عن "أسفها"، نافية "تعمدها" استهداف قوات النظام.

الهدنة

وعن اتفاق الهدنة في سوريا، اتهم الأسد واشنطن بعدم المصداقية في التوصل الى وقف للعنف، مدعياً في الوقت نفسه التزامه باتفاق وقف اطلاق النار.

ورأى أن الأمر لا يتعلق بسوريا أو روسيا، بل بالولايات المتحدة و"المجموعات الإرهابية" المرتبطة بـ "داعش و"النصرة" و"القاعدة"، وتركيا والسعودية، بينما كرر المطالب الروسية بضرورة الانضمام إلى موسكو من أجل "محاربة الإرهاب والإرهابيين في سوريا".

ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في سوريا أول ايام عيد الأضحى يوم الاثنين الماضي، تنفيذاً لاتفاق أميركي روسي في محاولة جديدة لإنهاء النزاع المستمر في البلاد منذ أكثر من خمس سنوات، واستمر أسبوعا، وخرقته قوات الأسد والعدوان الروسي لعشرات المرات، إلى أن أعلنت قوات الأسد رسمياً قبل أيام عن انتهائها.

ونظرية جديدة في اللجوء

وادعى الأسد بأن "اللاجئين السوريين يهربون قبل كل شيء من الحرب نفسها، ومن المناطق التي تخضع لسيطرة "الإرهابيين"، ومن  الأوضاع الصعبة التي تسبب بها الحصار الذي فرضه الغرب على سوريا، وقال "العديد من الناس لا يهربون من الحرب نفسها.. بل من تبعات الحرب".

ورداً على سؤال امكانية عودة اللاجئين للبلاد في حال تغير الوضع في سوريا لصالح النظام خلال شهرين قال "لا.. لأنني لا أعتقد أنه خلال شهرين سيتوقف أردوغان ونظام الولايات المتحدة والأنظمة الغربية بشكل عام والسعودية وقطر سيتوقفون عن دعم الإرهابيين.. لا أتوقع حدوث ذلك خلال الشهرين القادمين".

تجديد الولاء لروسيا

وفيما يخص التدخل الروسي لدعم نظامه قال الأسد "هو قانوني بالطبع.. شعرنا أننا في وضع أفضل بكثير.. استعدنا العديد من المدن الرئيسية والعديد من المواقع الرئيسية على حساب المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون".