تحظى "دابق" بمكانة خاصة في الموروث الإسلامي، حيث وردت في أكثر من موضع في الحديث النبوي الشريف، كما كانت متكئاً لتنظيم الدولة لإطلاق مشروعه عقب السيطرة عليها، خاصة لما تحمله هذه القرية من مكانة في أحاديث "آخر الزمان".
و لـ "دابق" اهتمام خاص لدى الحركات الجهادية عامةً التي تعتقد وفقاً للحديث النبوي أنها ستكون المكان الذي سيشهد "حرب آخر الزمان" فقد أورد "صحيح مسلم"، عن النبي محمد (ص)، قوله "لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق - أو بدابِقَ - فيخرج إليهم جيش من المدينة من خُيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم : خلوا بينا وبين الذين سُبُوا مِنَّا نقاتلْهم، فيقول المسلمون : لا والله، كيف نُخَلِّي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثُلُث ولا يتوب الله عليهم أبدا، ويُقتَل ثلثُهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتح الله على ثلث، لا يُفتَنون أبدا، فيفتَتحِون قسطنطينية".
وأما "الأعماق" فهي منطقة تتبع أنطاكيا التركية، وتقع فيها بحرية معروفة تسمى "بحرية عمق"، وبحسب العديد من المصادر الجهادية فإن دابق بحسب صورة الأقمار الصناعية، من أنسب الأماكن لمعارك كبيرة وفاصلة".
ويرى أنصار الدولة الإسلامية والتيار الجهادي السلفي عموماً أن المعركة ستكون عظيمة وتضم مئات الآلاف من المقاتلين إذ بحسب الحديث نفسه "سيتجمع الروم" تحت 80 راية، تضم كل واحدة منها 12 ألف مقاتل، ما يجعل العدد الإجمالي للجيش الذي سيخوض المواجهة مع المسلمين 960 ألف رجل"، الأمر الذي أكدته حسابات مناصرة للتنظيم في مناسبات عدة حيث أكدت أنّ "عدد الدول التي تحارب في التحالف الآن وصلت إلى 62 وبقي 18 دولة لتكتمل النبوءة والموعد في دابق".
شكلت سيطرة الثوار على قرية "دابق" ما يمكن ان يسمى ضربة في العمق لتنظيم الدولة، الذي انهارت أمامه أحد أهم المجازات التي يتكئ عليها في شرعية دولته.
وسارع التنظيم قبل يوم من تحرير القرية على أيدي الجيش السوري الحر إلى إثارة زوبعة جديدة مفادها أن ما يحدث وسيحدث في دابق، ما هو إلا دابق الصغرى.
وذكرت مجلة "النبأ" الناطقة باسم التنظيم في عددها الصادر قبل أيام تحت عنوان "إلى ملحمة دابق الكبرى"، أن "عُبّاد الصليب وأولياءهم (الأتراك والصحوات) حشدوا في ريف حلب الشمالي معلنين دابق هدفهم الأكبر، زاعمين أن تدنيسها بـ"أقدامهم النجسة وراياتهم الرجسة" سيكون انتصاراً معنوياً عظيماً على الدولة الإسلامية"، مضيفة "جنود الدولة يميزون بين معركة دابق الصغرى وملحمة دابق الكبرى".
ورغم أن مفهوم السيطرة على دابق، والانسحاب منها يشكل المؤشر الأخطر على مشروع التنظيم، فإن نبوءات أخرى ما زال التنظيم يستند إليها، منها حديث "ثم تكون خلافة على منهاج النبوة" والذي ما زال قائماً بيد التنظيم.
التعليقات (9)