إلى جانب القيادي الكبير، هناك ضريح سعد صايل ( أبو الوليد ) الذي اغتيل في بعلبك عام 1982. وضريح مؤسس حركة الجهاد الاسلامي فتحي الشقاقي الذي اغتيل في مالطا في سنة 1995، وضريح المفكر الفلسطيني الكبير والسياسي عز الدين قلق الذي اغتيل في باريس سنة 78 والذي رثاه شاعر الثورة محمود درويش في قصيدة رائعة هي (الحوار الأخير في باريس)، برفقة وجوار ضريح الدبلوماسي والكاتب والمترجم وائل زعيتر الذي اغتيل في روما سنة 1972 كبداية للرد الاسرائيلي على عملية ميونيخ الشهيرة.
جنباً إلى جنب مع ضريح مؤسس جبهة التحرير الفلسطينية محمد عباس الشهير بأبو العباس الذي اغتيل في بغداد سنة 2004،والقيادي في حركة حماس عزالدين شيخ خليل الذي اغتيل في 2004 ، والقائد أبو علي إياد الذي اغتيل في سنة 1971، الى جانب قادة من تنظيمات فلسطينية اختارت الانضواء تحت عباءة النظام السوري إضافة إلى مجموعة من الفنانين الكثر مثل مصطفى الحلاج و محمد الوهيبي ويعقوب أبو غزالة والآلاف من المقاتلين والنشطاء والشعراء والدبلوماسيين ممن رفدت دماهم ثورة الشعب الفلسطيني عبر مائة عام من النضال المستمر.
وعليه فتجريف هذه المقبرة التاريخية التي ادعى التنظيم أنها تضم شواهد لقبور اشخاص تتم زيارتهم والاستشهاد بهم وبتاريخهم وهي بذلك تخالف الشريعة التي يزعمونها بأيديولوجيتهم البائدة، تندرج ضمن الهدف الأساسي لتشكيل هذا التنظيم المشبوه الذي وجد ليدمر ثورة الشعب السوري ويشوهها ،بأفعال لا تمت للإنسانية بصلة، ولتستكمل عملها بتدمير أثار وشواهد الثورة الفلسطينية التي يراد من تدمير مقابرها محو ذكر التاريخ الذهبي لهذه الثورة، بمحو قبور رجالات قادوا انتفاضات وعمليات وإنجازات وواجهوا في حروب كبيرة جيوش في فلسطين و لبنان، من هنا ليس من المستغرب من التنظيم محاولة التدمير الممنهج لأكبر ثورتين في المشرق العربي ليكمل ما بدأته الأنظمة القمعية العربية ،ثورة الشعب السوري و ثورة الشعب الفلسطيني ،تلك الثورتين اليتيمتين اللتين وكما يبدو عدوهما واحد.
ربما تمكن داعش من تجريف قبور أبطال وقادة قضوا في سبيل قضية مجيدة ،ولكنهم حتماً لم يتمكنوا من إزالة أصوات الهتافات أثناء الجنازات الحاشدة التي كانت تمتد من أول المخيم إلى آخره، أصوات تمردت على قوات الأمن التي كانت ترتجف من أي تجمع غاضب في شوارع دمشق، ولن يتمكنوا من محو صور القادة أو هتافات الثورة المحفورة على جدران البيوت والأزقة والحارات وأيضاً لن يكون بوسعهم فصل الدم السوري عن الفلسطيني الذي ثار كإعصار هادر في أحياء جنوب دمشق وسوريا ليعلن الثورة من جديد، ثورة الحرية ،فمن مقابر الثورة الفلسطينية ولدت أساطير الثورة السورية، ومن صور القادة الفلسطينين نهل الأطفال السوريين قصصاً و عبراً للمواجهة والفداء والصمود .
التعليقات (3)