بوتين: أسلحة فاسدة و "انتصارات" مدفوعة الثمن!.

بوتين: أسلحة فاسدة و "انتصارات" مدفوعة الثمن!.
منذ أن بدأت العمليّات العسكريّة الروسيّة في سوريا في نهاية أيلول 2015 ولا يمضي بضعة أيّام دون وقوع حادثة تدلّ على مدى بؤس و تخلّف الأسلحة الروسيّة بالمقارنة مع بقيّة دول العالم، في 1 تشرين الأوّل 2015 بعد بضعة أيّام من التدخّل الروسي تمّ إسقاط أوّل طائرة سوخوي روسيّة بالوسائل البسيطة المتاحة للمعارضة السوريّة و المحرومة بقرار أميركي من أبسط أجهزة الدفاع الجوّي بما فيها المحمولة على الكتف ذات المدى القصير , في 24 تشرين ثاني 2015 أسقطت طائرة ف 16 تركيّة طائرة روسيّة من طراز سوخوي 24 فوق جبل التركمان لأنّها اخترقت المجال الجوّي التركي لعشر ثواني !! أوضحت هذه الحادثة حجم الهوّة بين الأسلحة الروسيّة و مثيلتها الأمريكيّة.

في نفس اليوم وأثناء عمليّة البحث عن طيّاري السوخوي تمّ إسقاط مروحيّة روسيّة أخرى بصاروخ مضاد للدبّابات، في يوم الجمعة 8 تمّوز 2016 تم إسقاط حوّامة روسيّة في محافظة حمص و قتل طيّاريها، في 1 آب 2016 تمّ إسقاط حوّامة ميل 16 في محافظة إدلب ومقتل طاقمها المؤلّف من طيّارين و ثلاث رماة، اضطّرت روسيا للاعتراف بهذا العدد الكبير من القتلى نتيجة لوقوع جثثهم بأيدي الثوّار السوريّين فلم يعد باستطاعة الإعلام الروسي الكذب كما هي عادته دائما و لكنّ البيان الروسي ادّعى أنّ الطائرة من طراز أقدم "ميل 8" !!, خلال الأسابيع الماضية تحطّمت طائرة ميغ 29 أثناء محاولتها الهبوط اضطراريّا على ظهر حاملة الطائرات الروسيّة اليتيمة بعد إقلاعها بقليل، بعد بضعة أيّام سقطت طائرة أخرى من طراز سوخوي 33 في البحر أثناء محاولتها الهبوط على نفس الحاملة، اعترفت روسيا بإسقاط ثماني طائرات في سوريا, و حسب معرفتنا بطبيعة الإعلام الروسي فلن نستغرب أن يكون الرقم الحقيقي أكبر من ذلك، وهذا طبعا ما عدا الطائرات الّتي تمّ تدميرها على الأرض أثناء قصف الثوّار للمطارات في مختلف المناطق السوريّة .

 هذا بالنسبة لسلاح الجو فماذا عن بقيّة صنوف الأسلحة ؟, في 8 تشرين أوّل 2015 أطلقت روسيا 20 صاروخ أرض-أرض من شمال بحر قزوين و الهدف المفترض يقع شرقي مدينة حمص , حسب صور الاستخبارات الأمريكيّة فإنّ أربع صواريخ على الأقلّ قد سقطت فوق إيران فيما سقط الباقون في مناطق متفرّقة من البادية السوريّة دون أن تصيب شيئا , تم بعد ذلك استخدام قاعدة همدان في إيران و البوارج الروسيّة من شرق المتوسّط مع النتيجة نفسها : صواريخ لا تستطيع إصابة الهدف , كما تمّ تسريب صور لصواريخ ربّما من طراز S 300 و هي تنطلق عاموديّا ثمّ تعود من حيث انطلقت لتنفجر في قاعدتها . أمّا من حيث القوى البحريّة فقد كانت حاملة الطائرات الوحيدة الّتي تملكها روسيا "الأدميرال كوزنتسوف" موضوع تندّر الإعلام الغربي أثناء مشاهدتها و هي تعبر قرب الشواطئ البريطانيّة و الدخان الكثيف يتصاعد منها و يتم قطرها بواسطة سفينة أخرى و يبدو عليها أنّها غير صالحة لأي عمل عسكري حقيقي و هذا ما تمّ التأكّد منه لاحقا عند تحطّم الطائرات في إقلاعها و هبوطها منها , و لا يختلف الأمر في سلاح المدرّعات فدبّابات ت 90 لم تستطع مواجهة صواريخ التاو و لا حتّى الأنواع المعدّلة من الصواريخ الأخرى.

 

كنتيجة مباشرة لأداء الأسلحة الروسيّة المتواضع في سوريا فقد انخفضت طلبات الشراء عالميّا على هذه الأسلحة كما انخفض سعرها و هي مصدر رئيسي للميزانيّة الروسيّة , فقد أعلن الرئيس بوتين في 1 كانون أوّل 2016 أنّه للمرّة الأولى يتمّ تجاوز قيمة الصادرات الزراعيّة 16 مليار دولار قيمة صادرات الأسلحة 14.5 مليار دولار في المرتبتين الثانية و الثالثة بعد النفط و الغاز و كما نلاحظ فهذه الأرقام بحد ذاتها هزيلة بالنسبة لدولة كبيرة بحجم روسيا الاتحاديّة . 

و كذلك نتيجة لهذا الأداء للأسلحة و للجيش الروسي نفسه فقد أقال بوتين على دفعات عددا كبيرا من القادة العسكريين تمّ الإعلان عن قسم منهم عبر وسائل الإعلام. 

في شهر حزيران و بعد إدراك بوتين لصعوبة تحقيق أي نصر عسكري على قوى الثورة السوريّة كما وعده قادته العسكريّون والإيرانيّون و رغم استخدامه للأسلحة الأكثر تدميرا الّتي يملكها بما فيها الأسلحة المحرّمة دوليّا لم يبقى أمامه سوى العمل مع الدول الإقليميّة و الدوليّة ودفعهم  ليقطعوا كل أشكال الدعم عن هذه الثورة و لم يكن هناك سوى تركيّا المنفذ الوحيد المتبقّي للمعارضة السوريّة، ابتدأت المفاوضات بين الطرفين في حزيران 2016 و تمّ تقديم التنازل وراء الآخر من طرف الروس خاصّة في الموضوع الاقتصادي من عودة الرحلات الجويّة إلى عودة ملايين الروس للسياحة في تركيّا و كذلك عودة استيراد الفواكه والخضار التركيّة للسوق الروسيّة.

 وتأمّل الروس أنّهم بإغلاقهم طريق الكاستيلو في 10 تمّوز 2016 سيفرضون على الأتراك ما يريدون و لكن الرد لم يتأخّر في الهجوم الواسع الّذي شنّته المعارضة السوريّة في أوائل آب 2016 والّذي استطاعت فيه تحرير مدرسة المدفعيّة وكلّية التسليح والمدرسة الفنّية الجوّية واستكملته بفك حصار حلب، هنا أدرك بوتين حقيقة إمكانيّاته واضطرّ  للموافقة على المطلب التركي الرئيسي و هو دخول الجيش التركي إلى داخل سوريا وسيطرته على المنطقة الممتدّة من جرابلس على الضفّة الغربيّة لنهر الفرات حتّى ما بعد بلدة الراعي من جهة الغرب و بعمق يصل حتّى 35 كم بمساحة تقدّر بنصف مساحة لبنان وهو نفس الاقتراح الّذي كانت رفضته روسيا ونظام الأسد بإصرار طوال السنوات السابقة، وكل ما نراه اليوم من تقدّم للميليشيات الروسيّة والإيرانيّة في الشمال السوري ليس سوى ثمرة هذه الاتّفاقات تماما مثل الوضع في الجنوب السوري بعد التفاهمات الروسيّة مع الأمريكيين والأردنيّين. 

و نتيجة إدراك الروس لهشاشة موقفهم من الناحية العسكريّة و حتّى يضمنوا عدم الإخلال باتفاقاتهم فقد أبرموا سلسلة من الصفقات الاقتصاديّة المغرية مع الدول الإقليميّة ذات الدور في الموضوع السوري مثل اتّفاق السيل التركي في 6 كانون أوّل 2016 حيث يتمّ نقل الغاز الروسي عبر تركيّا لأوروبّا بعائدات مجزية للخزينة التركيّة وشكر بوتين أردوغان على توقيعه هذا الاتّفاق !.

 و بعد يومين فقط في 8 كانون أوّل 2016 أعلنت روسيا أنّ صندوق قطر المالي السيادي قد اشترى 19.5% من أسهم شركة روزنفت وهي أكبر شركة نفط روسيّة في خطوة لا سابقة لها، وكذلك التفاهم السعودي الروسي لأوّل مرّة على التنسيق في سوق النفط لدعم الأسعار والّتي ارتفعت نتيجة ذلك، بوتين عبر الرشاوي الاقتصاديّة يشتري هذه "الانتصارات العسكريّة" والّتي بجوهرها ليست أكثر من صفقات تجاريّة، وهناك سبب آخر لهذه الصفقات وهو وضع الاقتصاد الروسي المنهك المماثل تماما لوضع الجيش و الأسلحة الروسيّة و قد أضاف التدخّل العسكري في سوريا أعباءا إضافيّة على هذا الاقتصاد، و حسب التقديرات الروسيّة فكلفة كل ساعة طيران للطائرة الروسيّة 12 ألف دولار و كلفة إبقاء أي سفينة حربيّة روسيّة عائمة بالبحر 200 ألف دولار يوميّاً، و يصل الإنفاق على الجنود يوميّا 440 ألف دولار و هذا جزء من تكاليف الحملة الروسيّة فكل قذيفة و صاروخ يتم إطلاقه يكلّف الخزينة الروسيّة، و فوق ذلك اضطّرار روسيا لدعم النظام السوري ماليّا و الّذي لم يعد يملك أي وسيلة إنتاج محليّة. 

هذه هي حقيقة الانتصارات الّتي يحتفل فيها الموالون و المعارضة الشريفة و محور الممانعة اليوم و الّتي تمّ شراؤها على حساب الاقتصاد الروسي المنهك و هذا هو حال الجيش الروسي المزري و الأسوأ من الجميع فضيحة الأسلحة الروسيّة "الجويّة الفضائيّة" و البرّية و البحريّة !.

التعليقات (4)

    جابر الكنانى

    ·منذ 7 سنوات 4 أشهر
    كفاكم قتالا وكفاكم خطبا من منابركم العالية ماذا جنا الليبيون والسوريون والعراقيون واليمنيون غير الدمار حصادكم الخراب وتجارتكم الغتنة تعتبرون السلام خنوع والهزيمة صمود والقتل جهاد

    ابو فرج الفاعوري

    ·منذ 7 سنوات 4 أشهر
    هههههههههه كل هذا التخلف التقني و العسكري و حصل ما حصل لحلب و غيرها فمابالنا لو كانت مثل امريكا يا سيدي ها الكلام اسمه ضححك على اللحى و ذر للرماد في العيون و رفع معنوياتنا المنهارة حسب روايات النظام عنا و روياتنا عن النظام

    kk

    ·منذ 7 سنوات 4 أشهر
    لا اظن هناك حتى تكلفة على الروس واغلب الامر بأن الأسلحة القذرة الفاسدة كالذي يستخدمها تم شراؤها بصفقة ما مقابل امطارها وقتل شعبنا

    وحيد ااهجري

    ·منذ 7 سنوات 4 أشهر
    اسعودية منعت زوجتي ااعراقية لﻻلقامة معالزوج حسب نظام سعود المهباج وقد طلب المعقب السوري مبلغ مال شهري حتى تبقى مع الزوج فاين الشرع وارادو سجنه لانه لانه اشتكى الى مايسمى حقوق الانبسان لديناكل الوثايق التي نقدمها لمن وسبب التسغير هو الجنسية العراقية فلا فرق الا بالجنسية والسلام
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات