النظام يهدد بلدات جنوب دمشق.. والفصائل تتجه لرفض "التسوية"

قال ناشطون إن قوات الأسد أمهلت بلدات جنوب دمشق (ببيلا، بيت سحم، يلدا) حتى يوم الخميس القادم للموافقة على المبادرة التي قدمتها للجنة المنبثقة عن أهالي المنطقة والفصائل العسكرية، مهددة باستخدام القوة العسكرية في حال تم رفضها.

وتتضمن مبادرة النظام 46 بندا، أهمها تسليم الأسلحة والتعاون في إدارة هذه المناطق، كما تشمل إجلاء الراغبين في الخروج إلى الوجهة التي يريدونها دون سلاح، كما تتضمن تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة وإزالة الحواجز الأمنية.

ومن شروط المبادرة أيضاً أن تسلّم الفصائل معظم أسلحتها، على أن تُبقي فقط على "ما تحتاجه" لمحاربة "تنظيم الدولة" و"فتح الشام"، والتي قدّرتها مبادرة النظام بين 30 و40 بالمائة من كمية الأسلحة الموجودة لديها حاليًّا.  كما طالب النظام بقوائم بأسماء العسكريين الموجودين في البلدات الثلاث من غير المجموعات المسلحة، والعمل على تأمين خدمتهم ضمن الوحدات العسكرية القريبة من البلدات الثلاث أو على الجهات المرتبطة مع "داعش" و"فتح الشام"، وتنظيم قوائم بأسماء المدنيين غير الموجودين ضمن الفصائل.

بدورها أعلنت "كتائب أكناف المقدس"، إن المبادرة التي قدمها النظام للفصائل العسكرية العاملة جنوب دمشق في صيغتها الحالية "مرفوضة"، من قبل كافة المدنيين والعسكريين في المنطقة.

ورفض النظام التعديلات التي أجرتها اللجنة السياسية على المبادرة بشكل كامل، وطالب اللجنة بتجهيز قوائم المنشقين والمتخلفين والموافقين على المبادرة، وطالب أيضاً بقوائم خاصة بالرافضين للمبادرة وأعداد السلاح الموجود في المنطقة.

وشهدت هذه البلدات الثلاث منذ 3 سنوات هدنة مع النظام ولم تعان من الحصار، حيث تخوض الفصائل في تلك المناطق معارك ضد عناصر تنظيم الدولة  المتواجدين في حي الحجر الأسود ومخيم اليرموك جنوب العاصمة.

الجدير بالذكر أن نظام الأسد اتبع خلال الأشهر الماضية، سياسية تأمين "طوق العاصمة" تطبيقاً لخطة إيرانية تهدف إلى تهجير أهالي المدن والبلدات المحررة في ريف دمشق، حيث تم إفراغ مدينة داريا في الغوطة الغربية يوم 26 آب الماضي، وبعده اتفاق في مدينة "معضمية الشام" بريف دمشق بتاريخ 19 تشرين الأول الماضي، إلى جانب اتفاق قدسيا والهامة في 13 تشرين الأول، إلى جانب التل وخان الشيح بريف دمشق الغربي.