بالتزامن مع اجتماعات أنقرة وموسكو.. انزعاج إيراني من التقارب الروسي التركي

بالتزامن مع اجتماعات أنقرة وموسكو.. انزعاج إيراني من التقارب الروسي التركي
في الوقت الذي تتواصل فيه اجتماعات الفصائل العسكرية في أنقرة، صدرت في الساعات الأخيرة عدة مواقف تركية جددت من خلالها الدعم لموقف المعارضة السورية، وذلك في نفي غير مباشر للأنباء التي سوقتها بعض وسائل الإعلام العربية عن ضغوط تركية على المعارضة السورية للمشاركة إلى مؤتمر "أستانة" دون شروط مسبقة، خصوصاً أن الأخيرة أصدرت مسودة "غير نهائية" تشدد على ضرورة وقف إطلاق النار من النظام ونشر مراقبين في خطوط التماس للمناطق المهددة، في حين كشفت مصادر رسمية تركية بأن إيران منزعجة من التقارب "التركي ـ الروسي" في سوريا.

وانتهت بالأمس اللقاءات التشاورية الموسعة لفصائل المعارضة السورية وشخصيات معارضة سياسية في أنقرة، حيث من المقرر أن تستكمل هذا المشاورات للوصول إلى رؤية موحدة للمعارضة السورية من تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، والبت في قضية المشاركة بمؤتمر أستانة، المقرر عقده في 23 من الشهر الجاري.

في هذه الأثناء، جددت أنقرة على لسان المتحدث باسم الرئاسة التركية "إبراهيم كالن" موقفها من بشار الأسد، حيث صرح لوكالة "رويترز" "موقفنا بشأن الأسد واضح. لا نعتقد أن من الممكن أن تكون سوريا موحدة وآمنة في ظل استمرار الأسد في السلطة. لكننا سنرى كيف ستمضى محادثات أستانة.. نريد أن نتقدم خطوة بخطوة في هذه المرحلة".

على مسار موازي أصدرت الخارجية الروسية بياناً عقب انتهاء اجتماع لمساعدي وزراء خارجية كلاً من تركيا وروسيا وإيران في موسكو، لتحديد إطار المؤتمر المزمع عقده أواخر الشهر الجاري في أستانة، حيث أكد البيان "توافق الأطراف على أن مؤتمر أستانة سيساعد في ضمان عملية وقف إطلاق نار مستقر، ومواصلة القتال ضد الجماعات الإرهابية، وتسريع عملية التسوية السياسية في سوريا"، في خطوة فسرت أنها توجه لتركيز مؤتمر أستانة على المسائل العسكرية تمهيدا لمفاوضات جينيف اللاحقة في شهر شباط القادم.

وسط هذه التطورات، كان لافتاً كشف مسؤول بوزارة الخارجية التركية صباح اليوم أن "إيران منزعجة من التقارب التركي ـ الروسي بشأن سوريا"، مشيراً إلى وجود أراء مختلفة بين أنقرة وطهران خصوصا حول عدد من القضايا الإقليمية".

وأضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة الأناضول أن بلاده "تنتظر من طهران استخدام نفوذها في المنطقة بشكل بنّاء...خاصة فيما يتعلق بمساهمتها في حماية هدنة وقف إطلاق النار في سوريا وبدء المرحلة السياسية".

وحول النقاط الخلافية بين أنقرة وطهران أشار المسؤول التركي إلى موقف إيران المنسجم مع "كل ما يقبل به النظام "، كما أكد بأن "طهران غير راضية عن عملية درع الفرات" التي تدعمها تركيا لتطهير المناطق الحدودية مع سوريا شمال حلب من تنظيم "الدولة".

كذلك نفى المسؤول التركي، أن تكون هناك نية لبلاده بخصوص ترتيب لقاء بين إيران والمعارضة السورية بعد تردد أنباء بهذا الشأن. 

وبخصوص الأنباء التي تداولتها وسائل إعلام مؤخرًا، حول عقد إيران لقاءات مع تنظيم "بي كا كا" (حزب العمال الكردستاني) ، وذراعه في سوريا "ب ي د" (وحدات الحماية)، أشار المسؤول التركي أن "اتصالات إيران مع المنظمة المذكورة ليس سراً، إلا أن المسؤولين الإيرانيين نفوا تلك الأنباء".

وأثار المصدر قضية لعب إيران دوراً مؤثراً في التوتر الذي حدث بين العراق وتركيا مؤخراً؛ والذي جاءت زيارة رئيس الحكومة التركية بن علي يلدرم الأسبوع الفائت إلى بغداد والتصريحات التوافقية بين الطرفين لتضع حداً للخلاف السابق حول تواجد الجيش التركي في بعشيقة. 

وبكلام واضح أكد المسؤول التركي أن أنقرة تعتبر إيران " بلدًا يتبع سياسات طائفية "، لا سيما وأنها أدخل الطائفية إلى دستوره، حتى ولو حاولت إظهار عكس ذلك"، وفقا للمتحدث.

وبالعودة إلى اجتماعات أنقرة، فقد أكد قيادي في لواء المعتصم المشارك في اجتماعات أنقرة أن الجانب التركي الذي شارك ببعض الجلسات المخصصة للتحضير لمفاوضات "الاستانة" لا يزال على موقفه الثابت اتجاه الثورة السورية مهما كان القرار الذي ستخرج به الفصائل من الاجتماعات المتواصلة في أنقرة.

وأكد مصطفى سيجري، رئيس المكتب السياسي في لواء المعتصم أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أرسل عبر رئيس المخابرات التركية حقان فيدان رسالة مفادها أن تركيا مازالت على موقفها الثابت وهي "معنا مهما كان قرارنا"، وفق قوله، نافياً وجود أي ضغوطات على المشاركين في الاجتماعات من قبل الجانب التركي ، بل كانت "الأجواء جيدة يسودها النصح والاهتمام من الجانب التركي".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات