في الأمس قامت ميلشيا حزب الله بقنص ضابط من وادي بردى يترأس لجنة المصالحة وهو المسؤول المباشر عن مفاوضات الهدنة وادخال ورش الصيانة لإعادة مياه الفيجة إلى دمشق، ومن ثم حاولوا التقدم والسيطرة على قرى جديدة، الخلاف الروسي الايراني متصاعد ميدانياً ،حيث وجدت ثلاث جثث تعود إلى جنود روس ملقية في احد شوارع حلب الشرقية، والمنطقة تخلو من أي وجود لفصائل المعارضة كما هو معروف، من قتل الجنود الدوس اذاً؟
بالعودة للاجتماع وما يمكن أن ينتج عنه، الأخبار الواردة تتحدث عن رفض فصائل كبرى التوقيع والذهاب قبل تحسين شروط الذهاب، ضغوطات كبيرة مورست على المجتمعين، حيث تواجدت في بداية الاجتماعات قوى وشخصيات سياسية عدة، أغلبها تحفظ على آلية اتخاذ القرار وعلى تغييب الائتلاف والهيئة العليا، وعلى ضرورة عدم اقتصار الوفد الذاهب إلى الأستانا على الفصائل العسكرية، مطلب رفضته روسيا بشكل قاطع وايدته تركيا بعد ضمان عدم دعوة روسيا لحزب صالح مسلم الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني، ليقتصر الاجتماع لاحقا على ممثلي الفصائل.
فصائل درع الفرات أبدت مرونة أكثر من غيرها مع المطالب التركية في حين ربطت فصائل كبرى توقيعها بتوقيع حركة أحرار الشام وموافقتها على الذهاب لحضور مباحثات في الأستانا تقتصر علي الفاعلين الأساسيين حسب وجهة نظر روسيا.
الإئتلاف غير مدعو بصفة رسيمة، حضر بعض أعضائه جانباً من الاجتماعات واعتذر السيد أنس العبدة عن الحضور، الهيئة العليا للمفاوضات لم تدعى أيضا وأصدرت في الأمس الأول بيان يوضح موقفها من الأستانة، حيث دعمت كل جهود تصب في مصلحة تثبيت وقف إطلاق النار، وأكدت على مرجعية بيان جنيف في الحديث عن أي جهود تبذل للبحث عن حل سياسي في سوريا، البيان كتب بلغة جيدة حيث اشار إلى غياب قوى فاعلة في الشأن السوري وأن هذا الغياب لن ينتج حلا مرتقباً.
وبالعودة إلى موقف الفصائل العسكرية وما يمكن آن تحققه من مكاسب قبل الذهاب نجد آن خياراتهم محدودة، بالبداية أجبروا عن التخلي عن مطلب حضور الهيئة معهم في الأستانا بطلب روسي، والآن يطلب منهم الذهاب ومن ثم الحديث هناك عن تثبيت وقف اطلاق النار، قال لهم الأتراك صراحة قوموا أنتم ايضا بالرد علي الخروقات ردا عسكريا ومن ثم في الأستانا يفتح ملف تثبيت وقف اطلاق النار وارسال مراقبين لمتابعة تنفيذ مايتفق عليه، الفصيل الأكبر واقصد حركة أحرار الشام في موقف صعب جدا، ليس فقط بسبب ربط أغلب الفصائل توقيعهم بعد توقيع الحركة، بل بسبب مآلات التوقيع والذهاب، حيث سيزداد الانقسام الحاصل داخل أروقة الحركة، لمعرفتهم أن الذهاب ربما سيشعل فتيل اقتتال بين فصائل الشمال.
تركيا تضع كل ثقلها للمضي في تنفيذ خارطة طريق للحل في سوريا رسمت بعيدا عن الأعين مع شريكهم الروسي، شراكة الأمر الواقع، فبعد اقتراب ميلشيات صالح مسلم من تحقيق حلمها بوصل كانتون عين العرب بعفرين هي درع الفرات تدخل شهرها الثالث دون السيطرة على مدينة الباب، ودون تحجيم واضح لفعالية تلك الميلشيات التي تتقدم ببطء نحو مدينة الرقة، تقدم يربك حسابات الأتراك ويرغمهم على وضع كل بيضهم في سلة الدب الروسي.
التعليقات (3)