الدرونز..ومعركة إدلب البديلة

الدرونز..ومعركة إدلب البديلة
الدرونز اللطيفة توصل البيتزا وتسعى الشركات التجارية الكبرى لاستخدامها في عمليات توصيل الطلبات، أو بالأعم للخدمات المدنية، مثل مكافحة الحرائق والمراقبة وفي المهام الصعبة والخطرة وفي حالات الكوارث الطبيعية بعد أن كانت حكرا على  المهام العسكرية، الطائرة بدون طيار "الدرونز" القاتل الآلي الذي غير طبيعة الحرب الجوية منذ أن دخلت عالم القتل ولمن لا يعرف فهي فعالة في هذا الميدان منذ حرب فيتنام، لكن ذروة العمل بها كانت في أفغانستان بعد عام 2001 وما بعد واستخدمتها الولايات المتحدة كذلك في مناطق بباكستان وفي اليمن وفي مناطق أخرى من العالم آخرها إدلب، نعم إلى إدلب اليوم لا توصل الدرونز البيتزا بل تبدأ الحرب على جبهة فتح الشام وقد يرى فيها البعض بداية معركة إدلب "الموعودة" التي يعد لها من قبل كل الأطراف بعد أن عمل نظام الأسد على مدى العامين الماضين على تهجير كل المقاتلين الرافضين للاستسلام أو "الصلح" إلى إدلب مع عوائلهم، لتصبح المدينة خيارا وحيدا لأي مغادر من أرضه بعد اتفاق أو صفقة أو تهجير قسري.

 لكن الأسد وإيران لا طاقة لهم بدخول معركة في إدلب لأنها ستكون دون شك برية تحتاج للمقاتلين وهو ما يعتبر اليوم نقطة ضعف قوات الأسد التي خسرت مخزونها البشري بشكل هائل كما أن الميليشيات الشيعية أثبتت عدم فعالية في معارك كثيرة آخرها حلب التي لم تتمكن الميليشيات من احتلال متر واحد فيها في معارك برية، وخيار قصف إدلب وريفها وتدميرها من قبل الطائرات الروسية كما حصل في حلب لا يبدو خيارا مقبولا لا روسياً ولا تركياً خاصة بعد تقاربهما الأخير، والنحو باتجاه وقف إطلاق النار والاتجاه لشيء من السياسة، وإن لم يكن هذا الخيار مرفوضا أصلا من قبل روسيا إلا أنه يبدو مرفوضا تماما من قبل تركيا، حتى إن الأسد رغم كل ما حدث في صالحه في الأشهر الأخيرة لم يذكر صراحة نية قواته التقدم باتجاه إدلب.

معركة ليست سهلة فيما لو حصلت وستكون طويلة وشاقة هذا معروف لأبسط من يشتغل باستراتيجة المعارك ولذلك كله يبدو أن الولايات المتحدة اختارت أن تبدأ المعركة بطريقتها على أمل أن تنهي أو تحد من إمكانية عدوها الحالي المعلن في إدلب "جبهة فتح الشام" ليتسنى لها حسب ما تروج فصلها عمن تعتبرها معارضة مقبولة، لكن كيف دخلت واشنطن هذه المعركة دون تنسيق مع الروس؟ ولماذا اختارت هذا التوقيت وماهي مآلات هذا النشاط المفاجئ الذي بدأ مع دخول العام الحالي وقتل إلى اليوم قرابة المئتي عنصر من الجبهة بينهم قياديون اعترفت بمقتلهم بينما كان البنتاغون يسارع أيضا ليعرض استهدافه ويصر مع كل بيان على تبيان أن لديه قدراً كبيراً من الثقة في عدم وجود مدنيين بين الضحايا.

الأمر برمته لا يبدو عاديا بالنظر أيضا للتوقيت الذي تسارع فيه موسكو إلى جر الأطراف بمساعدة وأحيانا ضغط من تركيا إلى مؤتمرات ومفاوضات وتصر ومعها تركيا أيضا على إبعاد فتح الشام عن أي هدنة أو اتفاق بينما تتولى الولايات المتحدة دور التصفية وكأنه توزيع للأدوار وإذا سألت السوريين رأيهم ستجد الأراء متناقضة حول ما يجري وأنا فعلت، فكان رد "الخائف" أن معركة كهذه تقينا حربا تشبه ماحصل في حلب فإن كنا و"الحديث له" نتألم لمقتل الشباب لكن ماذا نفعل لقد تعبنا.

أما آخر فكان رده بأنها حرب على السوريين وإن كان الآن دور الجبهة فالدور قادم على الكل إن لم يقفوا في وجهها، شخصيا لا أدري كيف يمكن الوقوف في وجهها لكن ما يحصل على الأرض يشي بأن ثمة مشتغلين في هذه الحرب وهم على الأرض فمن يعطي الإحداثيات والمعلومات الدقيقة أو الغاية في الدقة هو شريك وله أهدافه أيضا في تصفية جبهة فتح الشام، ومن يشارك يقاتل الجبهة أيضا من خلال اغتيالات وتصفيات تتم بصمت دون الإعلان عنها، وهذه الشراكة تفتح بابا للسؤال هل الحرب التي يعرف الجميع أنها قادمة على فتح الشام بعد رفض تحولها من النصرة بدأت، وهذه أحداثها أم أن ما يحدث الآن هو فقط بدائل ممكنة لمعركة إدلب الكبرى وهذا أيضا باب للسؤال هل المشاركة في الحرب على الجبهة من خلال الإرشادات والعيون ستكون كفيلة بتجنيب المنطقة حربا أكبر أم أنها حرب الدرونز الأميركية التي تؤجج نارا ولا تطفئها.

التعليقات (1)

    مو مهم

    ·منذ 7 سنوات 3 أشهر
    الحقيقة أن مشروع استانة مشروع ضرب لمسار الثورة والأخوة السورية فقد نجح بتأجيج التناقض بين صفوف الفصائل نحن حقا فشلنا بتطهير أنفسنا لأننا سمحنا للغرب بل للعدوان الروسي الذي أجرى شلالات الدم برسم خطة نجاة كاذبة ونسينا أن جبهة فتح الشام كانت دوما جنبا إلى جنب مع أحرار سوريا مع الأخذ بالاعتبار أن الجبهة أصبحت مزيج من الاخوة مهاجرين وأبناء وطن مزيج كان درعا دون أعراض وأموال السوريين باختصار نحنا بين بعض فشلنا بترميم لحمة الأخوة وتجاوز عقبات يلي كان نظام الأسد غارسها فينا
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات