هل تُقاضي شركة مرسيدس سجن صيدنايا؟

هل تُقاضي شركة مرسيدس سجن صيدنايا؟
" المسلخ البشري" عنوان التقرير المفزع والمخيف الذي وثقته منظمة العفو الدولية ليس بجديد على السوريين الذين عاشوا في ظل سلالة حكم الأسد منذ عام 1970، فقد خبر الأجداد والآباء والأبناء والأحفاد الممارسات الـ 35 التي تستخدمها العصابة الطائفية في الشام على مدى عقود من حكم البطش والاستبداد والإجرام الذي سيُرغم كل العلوم الإنسانية يوماً ما على إعادة كتابة ذاتها ونفسها لتكتشف وحشية الإنسان الطائفي، ما دامت الإنسان هو محل التغيير لهذه العلو .م...

أي قلب يستطيع أن يتحمل هذه الروايات المخيفة عن تعذيب البشر فضلاً أن يقوم بالفعل ذاته، وهو يقرأ التقرير ناقلاً عن شهود عيان كيف تم إعدام أطفال وحين لم يتمكن حبل المشنقة من شنقهم لصغر حجمهم كان الجلاد الطائفي يسحب الرأس إلى الأسفل للإجهاز عليه،  إنها قلوب قُدّت من صخر وإن كان الصخر يتفجر منه الأنهار، ولكن هذه القلوب الطائفية المجرمة لا يتفجر منها إلاّ أنهار الحقد والإجرام والوحشية..

سجن صيدنايا الذي صُمم بكل وقاحة وصفاقة على شكل إطار مرسيدس الألمانية التي يحلم باقتنائها الشعب السوري، فكان حلم جلاده الطائفي أن يستقبل كل شامي شريف مناضل في هذا السجن الرهيب لينتقم منه ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، فحدث أن وثقت المنظمة الدولية أكثر من 13 ألف حالة قتل في عمليات شنق جماعية بين 2011-2015، لكن حالات الإعدام الجماعية في السجن لا تزال مستمرة ومتواصلة بحسب معلومات المنظمة الدولية..

شركة مرسيدس التي لم يُعجب الطائفيون إلا شعارها بأن يصمموا سجنهم عليها، هم أنفسهم الذين اختاروا سجن فلسطين السيء الصيت لأسوء السجون الأسدية، وبالتالي لم يجدوا شيئاً يخلدوا فيه اسم فلسطين إلا السجون والقمع والتعذيب والوحشية التي تفيض بها نفوسهم الحاقدة المجرمة على مدى عقود، وفاءاً لإرثهم الإجرامي منذ جرائمهم في حق الفلسطينيين ب تل الزعتر والكرنتينا والبداوي وطرابلس وغيره من سلسلة الخيانات والإجرام الذي سعوا إلى العدل مع الشعوب العربية كله بتوزيع ظلمهم وقتلهم وتشريدهم عليها..

ما وثقته المنظمة هو قمة جليد المعاناة الإنسانية الشامية لعقود، لكن هذه المعاناة لم يعد مرتكبوها مقتصراً على العصابة الطائفية فقط، وإنما دخل على الخط المليشيات الطائفية المجرمة التي لم يوثق أحد حتى الآن جرائمها وفظائعها، فضلاً عن جرائم الاحتلال الروسي والإيراني والقصف الأميركي أخيراً، إذ وثقت الشبكة السورية لحقوق الانسان  91 قتيلاً مدنياً بالقصف الأميركي خلال شهر كانون ثاني الماضي بينما كان عدد ضحايا القصف الروسي من نفس الشهر 48 مدنياً..

وبعد هذا كله يستقتل المجتمع الدولي المجرم من أجل دفع الشعب الشامي للقبول بالمجرم القاتل بشار أسد، وعصابته، ويصرون مع هذا على الحفاظ على المؤسسات الأمنية والعسكرية القاتلة المجرمة التي وثقت المؤسسات الدولية وعلى رأسها منظمة العفو الدولية جرائمها وتأسيسها على الفظاعات والانتهاكات..

ما تمّ توثيقه في هذا التقرير والذي هو نقطة في بحر الدماء الذي ولغت فيه سلالة الأسد في الشام إنما هو مسلخ للإنسانية وليس للسوريين، مسلخ بكل معنى الكلمة بعد أن رضيت وتواطأت هذه الإنسانية المزيفة في حرمان الشعب الشامي من نيل حريته والعيش بكرامة ومساواة وعدل، وبعد هذا يجرؤ البعض بوقاحته المعهودة أن يُسمي الثورة السورية بالحرب الأهلية....إنها حرب تحرير واستقلال من احتلال أجنبي وداخلي واستبداد مزدوج روسي وإيراني وطائفي داخلي ...

وبعد هذا كله لا ترى بعض الكائنات الفضائية العربية تمجد وتزور الطاية وتشيد به، إنه الفارق بين أن تكون إنساناً أو أن تكون شيئاً آخر ارتضاه لك كائنك الداخلي المتماهي مع مسالخ الإنسانية المزيفة برعاية طاغية الشام وحماية مجتمع دولي حقير يليق به أمثال هذا المجرم..

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات