تحذيرات من إفشال مفاوضات جنيف.. بماذا نصحت مصادر غربية المعارضة؟

تحذيرات من إفشال مفاوضات جنيف.. بماذا نصحت مصادر غربية المعارضة؟
تتجه أنظار العالم اليوم الخميس إلى مدينة جنيف السويسرية، حيث تنطلق الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف، وسط آمال وتوقعات منخفضة بإمكان دفعها للتوصل إلى حل سياسي في سوريا، وهو ما وجد تعبيراً واضحاً في كلام المبعوث الأممي إلى سوريا "استافان دي ميستورا" أمس الأربعاء، مقابل مؤشرات على أن المفاوضات ستكون صعبة مع إصرار المعارضة على مناقشة الانتقال السياسي كمحور أساسي في المفاوضات، مقابل محاولة نظام الأسد وحلفائه حرف المفاوضات عن هذا المسار.

تحذيرات من إفشال الجولة الرابعة لجنيف

وتؤكد مصادر سياسية أن وفد المعارضة سيركز على مسألة الانتقال السياسي "باعتبارها تطرح مستقبل بشار الأسد، وهو عكس ما يرغب به نظام دمشق"، وفق صحيفة العربي الجديد.

ونفت المصادر نية المعارضة "الانسحاب" من المفاوضات، مشددة على أن "الوفد مصر على الدخول مباشرة في صلب الموضوع المتعلق بالانتقال السياسي في سوريا".

وحذرت المصادر من أن "النظام وإيران سيندفعان أكثر لتخريب العملية التفاوضية عبر التصعيد والاستفزاز كما هو شأنهم في هذا الاتجاه".

غموض الموقف الدولي 

وفي السياق، توقع رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري، عضو الوفد الاستشاري للمعارضة، أحمد رمضان، في حديث للصحيفة من جنيف، أن تستمر "محاولات الاستفزاز التي عُرف بها ممثلو النظام في المفاوضات السابقة"، مؤكداً أن المعارضة ستركز على عملية الانتقال السياسي وفق بيان جنيف والقرار 2254.

ولفت رمضان إلى عدم وجود توافق أميركي- روسي حول استئناف العملية السياسية، فضلاً عن عدم وضوح مواقف إدارة الرئيس ترامب حول سوريا والشرق الأوسط، أمور من شأنها أن "يجعل الموقف الدولي ضبابياً بعض الشيء في ما يتعلق بحماسة الأطراف الإقليمية للدفع باتجاه إنجاز حل سياسي عادل في سوريا".

الآمال محدودة

بدوره، أكد يحيى العريضي، أحد أعضاء فريق الاستشاريين المرافق للوفد المعارض أن "الأولوية لوقف أطلاق النار خلال المفاوضات، مضيفاً: "لا يمكن انجاز أي شيء من الأمور المطروحة على المسار السياسي من دون إنجاز قضية وقف إطلاق النار".

واعتبر العريضي أن النظام أخذ على عاتقه منذ البداية أن يحكم سورية أو يدمرها، مضيفاً: "مبدأ الكل أو لا شيء هذا يعرقل في شكل أساسي أي فرصة أو امكانية لحل سياسي".

 وأردف "الآمال محدودة، هذا صحيح، لكن لا نعتبر آستانة او جنيف الا إحدى المعارك التي يخوضها السوري من أجل أن يعيد بلده إلى الحياة".

مصادر غربية تنصح المعارضة

بموازاة ذلك، كشفت مصادر أوروبية أن اجتماعات تمهيدية حصلت أمس في جنيف من أجل تنسيق المواقف، ومنها اجتماع بين المبعوث الأميركي مايكل راتني ووفد الهيئة العليا للمفاوضات، واجتماعات أخرى مع ممثلين لدول "النواة الصلبة" الداعمة للمعارضة السورية.

 وأكدت المصادر لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن الغربيين نصحوا المعارضة بأن "تثابر" على حضور الاجتماعات حتى وإن كانت صعبة و"ألا ترتكب الغلطة التي ارتكبتها في شهر أبريل (نيسان) الماضي عندما انسحبت من المحادثات بسبب التصعيد العسكري الذي لجأ إليه النظام والميليشيات التي تحارب إلى جانبه".

ورأى مصدر غربي للصحيفة  أن المعارضة السورية "أقوى على طاولة المفاوضات مما هي عليه عسكريا وبالتالي يتعين عليها استخدام هذه الورقة واستثمار جنيف من أجل إعادة التركيز على عملية الانتقال السياسي التي يهرب النظام من التطرق إليها".

ويضيف هذا المصدر أن موسكو تقول لنا إنها "تريد تحقيق تقدم على طاولة المفاوضات، لذا علينا أن نرى إن كانت جادة وكيف سيترجم ذلك ابتداء من اليوم وأول اختبار لها هو مدى قدرتها على حمل النظام على الدخول في مفاوضات جدية".

دي مستورا يخفض سقف التوقعات

وكان دي ميستورا قد صرح أمس أنه لا يتوقع "انفراجة" في المفاوضات، لكنه أعرب عن الأمل في أن تتمكن الأطراف من تحقيق "زخم" باتجاه التوصل إلى اتفاق.

 وقال في مؤتمر صحافي "لنكن صرحاء، نحن لا نعلق آمالاً كبرى"، مضيفاً أنه يتطلع إلى الحفاظ على قوة دفع وألا يحاول أي طرف عرقلة المحادثات من خلال استفزاز الآخر. 

وأضاف "أعتقد أن هذا جدير بالاهتمام. سنقوم بمحاولة جادة". وأعلن أنه يتوقع جولات محادثات أخرى في أستانة حول وقف إطلاق النار والقضايا الإنسانية.

وامتنع عن مناقشة صيغة محادثات جنيف التي قال إنها ستبدأ باجتماعات ثنائية اليوم الخميس، لكنه لم يحدد أهداف تلك الجولة. 

وستركز جولة المفاوضات الحالية على عملية الانتقال السياسي في سوريا، بما فيها وضع دستور وإجراء انتخابات، ولطالما شكلت عملية الانتقال السياسي نقطة خلافية بين المعارضة السورية ونظام الاسد خلال جولات التفاوض الماضية، إذ تطالب المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تضم ممثلين عن النظام والمعارضة، مشترطة رحيل بشار الأسد، في حين يرى النظام أن مستقبل الأسد ليس موضع نقاش وتقرره فقط صناديق الاقتراع.

التعليقات (1)

    محمد الحُصان: إبن الخلافه

    ·منذ 7 سنوات شهرين
    مصادر غربيةتحاول خداع المعارضة. المقاومه اقوى عسكريا بكثير مما هي سياسيا. ما يضع المقاومه في موقع الضعف هو تخليها عن الخيار العسكري وجريها خلف منافقين كذبه لا يريدون لامتنا الا المذله والخضوع الغير مشروط
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات