الصبر الثوري الشامي..ومن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه

الصبر الثوري الشامي..ومن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه
ظلت نظرية الصبر الثوري أكبر سلاح يتسلح به الثوار وتتسلح به الثورات في وجه أعدائها وخصومها وأرباب الثورات المضادة، لا سيما في ظل خميرة ظلم واضطهاد الاستبداد الذي يضاعف من تخمرها يوماً بعد يوم، فكان حادي الثوار إلى بلاد الحرية والتحرر الجنرال وقت، لم يفقدوا صبرهم ولم يفت في عضدهم إجرام وتحالف المحتلين وعملائهم، ولذا فأكثر ما يقلق العدو هو صبر أعدائها من الثوار. فالإصرار على النصر هو النصر، وقد وصف الروائي الروسي العظيم ليو تولستوي في كتابه المميز" الحرب والسلام" ما حصل في معركة " أوسترليتز" التي خسرت فيها جحافل الجيوش الروسية والنمساوية المتخالفة أمام قوة فرنسية صغيرة بقيادة نابليون بعبارة مختصرة قال فيها :" يربح الحرب الجانب المصمم على الربح". ويكفي  ثورة الشام فخراً أنها لم تُعرّ الاحتلال الطائفي الداخلي للشام بقدر ما عرّت المحتلين الخارجيين وعرّت معه كل المجرمين والقتلة والمتسلقين والوصوليين من النخب العالمية المتعفنة وحتى العربية كذلك المتحالفة عضوياً مع الاستبداد ومصادرة حق الشعوب بالعيش بكرامة ..

الصبر الثوري نظرية مهمة في مواجهة التآمر التي تتعرض له ثورة الشام العظيمة، التي هي بحق وحقيقة ثورة الأمة كلها، فالدماء التي تُدفع اليوم بغزارة ووفرة على مذبحة الشام هي دماء نيابة عن الأمة كلها، حاضرها ومستقبلها، وفي هذا السياق يأتي التنفيس الروسي وطُعمه للمفاوض السوري المعارض من إرغامه العصابة الطائفية على مجرد الموافقة على بحث عملية الانتقال السياسي طبعاً دون توضيح، مع أن روسيا حسمت أمرها على لسان خارجيتها قبل ساعات من هذا الخبر الذي لم يعلنه بالمناسبة إلا مفاوض المعارضة السورية وليس روسيا نفسها، التي انشغلت خارجيتها بالتأكيد على أن بشار الأسد خط أحمر ولا يمكن الحديث عن رحيله، كما أن نقل المفاوض السوري عن روسيا ذلك أتى بعد فرضها حق الفيتو مع التنين الروسي على قرار مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات على العصابة الطائفية، وبالتالي فرّغت شحنة الغضب الشامي والمتعاطفين معه للفيتو الذي تكرره للمرة السابعة، وستواصل ذلك في المستقبل..

عجيب أن نرى المفاوض السوري وكأنه حقق انتصاراً عظيماً بقبول العصابة الطائفية بحث عملية الانتقال السياسي التي لم تؤكد بعدُ من قبلها أو من قبل المحتل الروسي، ويأتي ذلك بعد أن تبين أن المفاوضات لم تتقدم إنشاً واحداً بل تأخرت تماما وانحرفت عن مسارها وانفرجت زاويتها، فضلاً عن تحقيق العصابة الطائفية نجاحات، وذلك بظهور المحتل الروسي داعمها وساندها الأساسي كراعي وضامن لهذه المفاوضات، وهو ما اعترفت به المعارضة السورية للأسف، وهو خيانة وأكبر خيانة للثورة الشامية، بعد أن تم الاعتراف عملياً وعلى الأرض بالمحتل الروسي ووجوده على الأرض، ولم يعد المفاوض الثوري تعنيه للأسف قوات الاحتلال الأجنبية من إيرانية وروسية وحثالات طائفية، وبدأ يعيد إنتاج ما تلوكه ألسنة العصابة الطائفية وسدنتها المحتلة من الحديث عن الإرهاب والإرهابيين وحتى راح بعضهم للأسف ليعزف على نفس معزوفة الطائفيين يوم أدان هجمات حمص، والأنكى من ذلك أن يتحدث كثير من المحسوبين على الثورة بنفس لغة العالم المجرم الذي أراد تحويل ثورة الشام إلى إرهاب وإرهابيين، فبدأ هؤلاء بشحذ ألسنتهم الحداد على الثوار والمجاهدين وإن تكلموا عن العصابة الطائفية أو عن الاحتلالات فيكون من قبيل رفع العتب، ليصدّقوا ويعززوا الرواية الغربية والشرقية من أن المشكلة مشكلة إرهاب وتطرف.

وللصبر والانتظار الثوريين شرطهما كما حددهما الشاعر الإنجليزي روديارد كيبلنغ وهو عدم الكذب يقول:" وإن قدرت على الانتظار، ومن الانتظار لم يُصبك التعب، فإن جاء من يكذب عليك، فلا تتعاطى بالكذب."

الثورة الكاشفة والفاضحة ستواصل فضح ما تبقى من متآمرين على الشعب الشامي العظيم، وستظل الشام تلفظ خبثها، وفي مواجهة كل هذه المؤامرات ليس أمامنا إلا التحلي بالجنرال الصبر، في مواجهة الجنرال الملل الذي يصيب الدول التي يُرهقها أمر الاحتلال وموازناتها المثقلة، ما على الثوار الحقيقيين إلا أن يعرفوا بأن من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه، " إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون" فخسائر الطائفة النصيرية على صعيد الشباب تجاوز الستين بالمائة من شبابها قتلاً وإعاقة  ...

التعليقات (4)

    تعليق

    ·منذ 7 سنوات 3 أسابيع
    دي ميستورا نفسه ارهابي، والامم المتحدة منظمة ارهابية، وروسيا وامريكا وإيران دول ارهابية، ونظام آل الأسد وحزب الله ارهابيين، ومن يجلس للتفاوض مع هؤلاء الارهابيين فهو خائن وارهابي داعم للارهاب الدولي الممنهج ضد اهل السنة في الشام! ... فالمطلوب ليس تحسين شروط ومضمون مفاوضات جنيف وآستانا، بل نسفها ورفضها جملة وتفصيلا! فلا تُمسك العصا من الوسط: مع الثورة ومع مفاوضات الارهابيين، ولكن اما مع الثورة او مع مفاوضات المجرمين الارهابيين! ...

    ٢ تعليق ٢

    ·منذ 7 سنوات 3 أسابيع
    والذين يصدعون رؤوسنا بالحرية، فرأس الحرية هو ان لا يحدد "المجتمع الدولي" الارهابي للمسلمين مصيرهم ولا يتدخل في ثورتهم، ولا يُستجدى ليمنح للمسلمين فُتاتا ولا يُسأل ان كان راضٍ عن تحرر المسلمين، فالأنظمة التي خرج المسلمون يثورون ضدها هي من صنع الغرب، فمن الغباء والانتحار السياسي ان نترك الغرب وأدواته يعيد من جديد اخراج منظومة تحكم المسلمين، فهذا يعني استمرارية الاحتلال الغربي وبقاء الظلم والارهاب الدولي الممارس على الشعب المسلم! .... اين عقولكم يا مسلمين!!!؟؟؟؟ الحرية تُنتزع بالقوة ولا تُمنح!

    تعقيب

    ·منذ 7 سنوات 3 أسابيع
    لماذا كثرة الاستدلال بأقوال الكفار والملاحدة من الغرب والشرق وترك ما هو اعظم وأحق بالاستشهاد: قول الله والرسول!؟ لدينا آيات واحاديث لا تحصى! لماذا العرب على الخصوص يميلون دائما للمبالغة والتعظيم والتمجيد للأشخاص، خذ مثلا قولك: "وقد وصف الروائي الروسي العظيم ليو تولستوي"(ا.هـ)، كان يكفي القول: "وقد وصف الروائي الروسي ليو تولستوي" دون (العظيم)!

    تكافؤ

    ·منذ 7 سنوات 3 أسابيع
    يادكتور قلنا مرارا علينا مراجعة التاريخ القريب للأمة وليس التاريخ البعيد ومنه نتخلص العبر وهي أنه علينا أن نواجه قدرنا المحتوم بصبر هكذا قالوا لنا اللبنانين وهم وقعوا فينوس المأزق من قبل وماذا حصد الراحل عرفات من ادانته المتكررة لعمليات حماس غير إعطاء غطاء شرعي للمجازر فلا تكونوا السكين التي يطعنون أعدائنا بها وتاعبوا دور العميل برداء الشرف
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات