الصبر الثوري نظرية مهمة في مواجهة التآمر التي تتعرض له ثورة الشام العظيمة، التي هي بحق وحقيقة ثورة الأمة كلها، فالدماء التي تُدفع اليوم بغزارة ووفرة على مذبحة الشام هي دماء نيابة عن الأمة كلها، حاضرها ومستقبلها، وفي هذا السياق يأتي التنفيس الروسي وطُعمه للمفاوض السوري المعارض من إرغامه العصابة الطائفية على مجرد الموافقة على بحث عملية الانتقال السياسي طبعاً دون توضيح، مع أن روسيا حسمت أمرها على لسان خارجيتها قبل ساعات من هذا الخبر الذي لم يعلنه بالمناسبة إلا مفاوض المعارضة السورية وليس روسيا نفسها، التي انشغلت خارجيتها بالتأكيد على أن بشار الأسد خط أحمر ولا يمكن الحديث عن رحيله، كما أن نقل المفاوض السوري عن روسيا ذلك أتى بعد فرضها حق الفيتو مع التنين الروسي على قرار مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات على العصابة الطائفية، وبالتالي فرّغت شحنة الغضب الشامي والمتعاطفين معه للفيتو الذي تكرره للمرة السابعة، وستواصل ذلك في المستقبل..
عجيب أن نرى المفاوض السوري وكأنه حقق انتصاراً عظيماً بقبول العصابة الطائفية بحث عملية الانتقال السياسي التي لم تؤكد بعدُ من قبلها أو من قبل المحتل الروسي، ويأتي ذلك بعد أن تبين أن المفاوضات لم تتقدم إنشاً واحداً بل تأخرت تماما وانحرفت عن مسارها وانفرجت زاويتها، فضلاً عن تحقيق العصابة الطائفية نجاحات، وذلك بظهور المحتل الروسي داعمها وساندها الأساسي كراعي وضامن لهذه المفاوضات، وهو ما اعترفت به المعارضة السورية للأسف، وهو خيانة وأكبر خيانة للثورة الشامية، بعد أن تم الاعتراف عملياً وعلى الأرض بالمحتل الروسي ووجوده على الأرض، ولم يعد المفاوض الثوري تعنيه للأسف قوات الاحتلال الأجنبية من إيرانية وروسية وحثالات طائفية، وبدأ يعيد إنتاج ما تلوكه ألسنة العصابة الطائفية وسدنتها المحتلة من الحديث عن الإرهاب والإرهابيين وحتى راح بعضهم للأسف ليعزف على نفس معزوفة الطائفيين يوم أدان هجمات حمص، والأنكى من ذلك أن يتحدث كثير من المحسوبين على الثورة بنفس لغة العالم المجرم الذي أراد تحويل ثورة الشام إلى إرهاب وإرهابيين، فبدأ هؤلاء بشحذ ألسنتهم الحداد على الثوار والمجاهدين وإن تكلموا عن العصابة الطائفية أو عن الاحتلالات فيكون من قبيل رفع العتب، ليصدّقوا ويعززوا الرواية الغربية والشرقية من أن المشكلة مشكلة إرهاب وتطرف.
وللصبر والانتظار الثوريين شرطهما كما حددهما الشاعر الإنجليزي روديارد كيبلنغ وهو عدم الكذب يقول:" وإن قدرت على الانتظار، ومن الانتظار لم يُصبك التعب، فإن جاء من يكذب عليك، فلا تتعاطى بالكذب."
الثورة الكاشفة والفاضحة ستواصل فضح ما تبقى من متآمرين على الشعب الشامي العظيم، وستظل الشام تلفظ خبثها، وفي مواجهة كل هذه المؤامرات ليس أمامنا إلا التحلي بالجنرال الصبر، في مواجهة الجنرال الملل الذي يصيب الدول التي يُرهقها أمر الاحتلال وموازناتها المثقلة، ما على الثوار الحقيقيين إلا أن يعرفوا بأن من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه، " إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون" فخسائر الطائفة النصيرية على صعيد الشباب تجاوز الستين بالمائة من شبابها قتلاً وإعاقة ...
التعليقات (4)