بشار الأسد غاضب من "هوليوود"

بشار الأسد غاضب من "هوليوود"
هناك ما يشبه الهيستيريا في أوساط النظام السوري وحلفاؤه من خلفه، هذه الهستيريا ليست بسبب مصادرة قرار النظام لصالح موسكو وطهران وليست بسبب خسارة عسكرية أو بسبب مقتل مئات الآلاف من السوريين وتهجيرهم، لكن مرد هذا الغضب نيل الفيلم الوثائقي "الخوذات البيض" جائزة الاوسكار قبل أيام في احتفال عالمي. فمنذ اعلان هذا الفوز لم تتوقف الحملات في أوساط الاعلام المحسوب على النظام وحلفائه الممانعين ضد هذا الفوز وبدا الاعلام الروسي قائد حربة هذا الغضب والهجوم تجاه هذا الانتصار السينمائي.. 

لقد فعلت هوليوود بمنحها هذا الأوسكار المستحق لحكايات حقيقية لسوريين ينفذون مهمة مستحيلة هي انقاذ المدنيين من تحت أنقاض الأبنية التي يستهدفها الطيران الروسي والسوري ما لم تفعله السياسة، ومن الواضح أن ذلك أصاب مقتلا. 

فهذا الموقف الحاد من "الخوذات البيض"، يبدو جليا أنه مدفوع بأن هؤلاء الشبان الشجعان تمكنوا من اظهار حقيقة حرب النظام الهمجية على المدنيين المحاصرين ويقضي على ادعاءات النظام المتكررة التي بنى عليها سياسة الأرض المحروقة في مناطق سورية عديدة. فحكايات متطوعي الخوذات البيض جعل الناس من حول العالم تشعر أنها معنية بالألم السوري وببطولات هؤلاء الشبان الذي نفذوا عمليات انقاذ يعجز العقل عن تخيلها ومنهم من دفع حياته ثمنا لذلك. 

وفي مقابل بطولاتهم كان هناك حملة مضادة لربطهم بتنظيمات متطرفة والتشكيك بهم وبمصادر تمويلهم لكن الواقعية الشديدة التي ميزت عمليات الانقاذ المصورة جعلت روايات الخوذات البيض من أكثر الحكايات الهاماً وتأثيراً من بين قصص الحرب السورية وهي عديدة.

في المقابل، لم يتوقف الإعلام الروسي والسوري لحظة عن تقديم قراءات وتحليلات لهذا الفوز يمكن اختصارها بمحاولة وسم الخوذات البيض بأنهم صورة دعائية للإرهاب. ما يثير السخرية هو الوجوه المشبوهة التي تتصدر مثل تلك الحملات مثل "فانيسا بايلي" وهي سيدة تصف نفسها بأنها صحافية بريطانية مستقلة علما أنني قمت ببحث مطول عبر غوغل بحثا عن تحقيق او قصة صحافية ما لها فلم احصل سوى على مقابلات وتصريحات لها في اعلام روسي وسوري موالي وهي تصريحات تشبه روايات حزب البعث الركيكة حول الارهاب والامبريالية الغربية. أما صفحتها على فايسبوك فهي مليئة بصور لها في سوريا في مناطق سيطرة النظام ولكن تبدو في الصور وكأنما هي في رحلة سياحية هذا طبعا عدا عن صورها مع بشار الأسد التي تبدو أنها محتفية بها. 

هذه السيدة صبت تركيزها الاسبوع الماضي في مقابلاتها وتعليقاتها على فايسبوك وتويتر على محاولة ادانة الخوذات البيض ووسمهم بالإرهاب والدعاية والتمثيل.

هذا الكلام ينسجم مع الجهود الحثيثة السابقة لنظام بشار الأسد والكرملين لنزع الشرعية عن المجموعة، فالمتطوعون يشكلون خطراً على نظام الأسد.

استراتيجية النظام والتي ترعاها موسكو هي قتال المعارضين في أرض المعركة وهي أيضاً تدمير أي محاولة خلق خدمة منظمة أو بنية تحتية من خارج سياق سيطرة النظام سواء بالنسبة للماء او الكهرباء أو المدارس أو الأسواق وهذه جميعها كانت أهداف للقصف لإجبار المدنيين على الاستسلام أو تقليل قدرتهم ومحاصرتهم.

قبل أشهر وفي مقابلة مع الأسوشياتد برس قال بشار الأسد عن الخوذات البيض حين سأل ما إذا كان يدعمهم لنيل جائزة نوبل للسلام "ماذا حققوا في سوريا" .. لقد أنقذ هؤلاء الشبان آلاف الأرواح السورية التي يجهد بشار الأسد وحلفاؤه لقتلها.. 

هوليوود ومن خلال هذا الاوسكار تبنت المأساة السورية التي سببها النظام. آن أوان لأنظمة وهيئات دولية أن تشعر بالخجل وتبادر لإنهاء هذه المقتلة المفتوحة..

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات