جاء التهديد التركي باقتحام منبج وانتزاعها من غلاة الكرد ليشكل اختباراً للإرادة الأميركية والروسية أكثر منه اختباراً لغلاة الكرد، ولذا رأينا القوات الأميركية تهرع للانتشار على أطراف منبج لمنع القوات التركية من اقتحام المدينة، وشكل الغموض السياسي للرئيس الأميركي دونالد ترامب فرصة ذهبية لروسيا وغلاة الكرد، حيث اقترب الأخيرون من العصابة الطائفية في دمشق وقاموا بتسليمهم بعض القرى والبلدات لتشكل مناطق عزل وفصل بينهم وبين القوات التركية، الفرصة التي كان ينتظرها الروس طويلاً لتقارب غلاة الكرد مع العصابة الطائفية في الشام لمواجهة تركيا...
الإدارة الأميركية لا تزال منقسمة على نفسها فيما إذا كان عليها الاعتماد على وحدات الحماية الشعبية الكردية في معركتها على الرقة والتخلي عن تركيا، أم أن ذلك سيكلفها خسارة حليف مهم في الناتو وهو تركيا لاسيما بعد تهديد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم من أن إبعاد تركيا سيكلف أميركا خسارة كبيرة..
المعركة على الرقة ستشكل الشرق الأوسط كله وليس سوريا بحجمها الجغرافي الحالي، فالعصابة الطائفية في دمشق عاجزة عن القتال ومعها عاجزة عن الحفاظ على الأراضي التي يتم السيطرة عليها، هذا إن تم السيطرة عليها كما حصل في تدمر، إذ أنها لم تتمكن من مواجهة تنظيم الدولة، بعد أن سيطر على مدينة تدمر، ويأتي الوجود الأميركي في منبج وبالمئات وربما يتضاعف الرقم مستقبلاً بالإضافة على الوجود الروسي والإيراني ليرسم خريطة جديدة للشرق الأوسط من الرقة ...
التعليقات (4)