مشهدية منبج

مشهدية منبج
احتفت أبواق الحشد الشعبي الإعلامي في بيروت منذ شهور بما أسمته مشهدية القصير التي استعرض فيها الحشد الشعبي اللبناني العسكري أسلحته، كقوة احتلال موصوفة في سوريا، تلك الأبواق تحت سطوة الغطرسة والطائفية لم تنتبه إلى مغزى أو دلالة العرض الاحتلالي في القصير، التي أسمته المشهدية، بينما جاءت المشهدية الحقيقية في مدينة منبج لتفضح التحالفات والاصطفافات تجاه الثورة السورية، بحيث تكتل أعداء سوريا وثورتها في جانب، بينما بدا الشعب والثوار وحيدين، إلا من إيمانهم وثقتهم بالانتصار، وطبعاً معهم تركيا القوة الوحيدة التي تتصرف نتيجة لعوامل تاريخية ثقافية فكرية سياسية واستراتيجية، كشقيق صديق صدوق للشعب السوري وقضيته العادلة.

في القصير أكد الحشد الشعبي اللبناني قطعه مع فكرة منهج وقداسة المقاومة، وتحوله رسمياً إلى قوة احتلال في سوريا، يقاتل إلى جانب النظام البشع وبقايا الدولة المتوحشة، دولة المسلخ البشري وانحيازه إلى الظالم ضد المظلوم، والجلاد ضد الضحية على قاعدة اصطفافه الطائفي المذهبي إلى جانب طهران وأمبراطوريتها الفارسية التي تحتل أربع عواصم عربية، وكل ما قيل ويقال عن المقاومة والممانعة زيف وضلال ليس إلا.

أبواق الحشد الشعبي الإعلامي السكري بالغطرسة والقوة ، لم تنتبه إلى أن العرض الاحتلالي لا ينزع فقط الجانب الأخلاقي عن الحشد وتحديداً في مواجهة إسرائيل، وإنما يحوّله إلى جيش تقليدي مع مدرعات ودبابات، ما يسهل استهدافه، ويجعله يتنازل طوعاً ومقدماً عن أوراق القوة التي  كانت بحوزته ومكنته عندما كان مقاومة من مواجهة الاحتلال واستنزافه.

طبعاً فقدان تلك العوامل ستفرض عليه الهزيمة في أي مواجهة محتملة مع الدولة العبرية، وقبل ذلك في سورية حيث لا يمكن أن ينتصر احتلال، أي احتلال عبر التاريخ، وفي ظل غياب البيئة الحاضنة والمعرفة بالجغرافيا، فالهزيمة حتمية كما حصل فعلاً لولا التدخل أو الاحتلال الروسي الذي حمى النظام من السقوط أو بالأحرى أخر سقوطه وزواله الحتمي على أية حال.

فى منبج كانت مشهدية عرت الحشد الشعبى اللبنانى مرة أخرى، وضمن الاصطفافات بات هو إلى جانب بقايا الدويلة البشعة التى يستخدم علمها أو اسمها فقط للتورية، والى جانب بى كا كا السوري عميل الامريكان ، وفق التوصيفات المحببة للحشد الشعبى الإعلامي، وأكثر من ذلك اصطف الحشد الشعبي العسكري إلى جانب امريكا نفسها وعلى بعد مسافة قصيرة من قواتها الخاصة،  وطبعاً إلى جانب قوة الاحتلال  المركزية  الروسية التى قتلت ملايين من المسلمين عبر تاريخها الامبراطوري البشع،  تماماً كما فعلت الامبراطورية الامريكية التى يدعى فلول اليسار ويتامى احمد سعيد معارضتها ومحاربتها.

مشهدية منبج كشفت اللثام عن كثيرين، وهي فضحت مرة اخرى بى كا كا السوري، وقادته القرويين الموتورين الذين أتوا من  جبال قنديل  كما قال الرئيس مسعود برزانى والجنرال هيثم مناع، هذا التنظيم اليساري الذي تماهى وتساوق مع النظام البشع البغيض الذي نكل بالأكراد وصادر حقوقهم الأساسية لعقود ومن جهة أخرى طعن الثورة والثوار فى كل المناسبات، وأقام كيان يشبه دويلة المسلخ  البشري في المناطق التى يسيطر عليها بالقوة الحبرية القهرية المسلحة، تحول إلى أداة رخيصة للأمريكان فى مواجهة داعش حتى بثمن خيانة الثورة وإطالة عمر النظام، ولم يكتف بذلك بل وصل إلى حد التواطؤ مع القوة الروسية الاحتلالية التى قتلت السوريين دمرت المدن والقرى وهى الآن بصدد مصادرة ونهب ثروات البلاد، بى كا كا السوري استعان بكل قوى الشر وأعداء الشعب السوري والثورة فقط من أجل  قيام كيانه الانفصالى البشع البغيض،  ومن أجل استفزاز ومكايدة تركيا باعتبارها العدو المركزى والوحيد لفلول جبال قنديل يتامى اليسار.

 هذا لا يجب أن يحرف انتباهنا أو يدفعنا لتجاهل حقيقة أن لإخواننا الأكراد حقوق عادلة كالشعب السوري الثائر، وان بى كا كا السوري لا يمثلهم، بل يختطف تلك القضية ويتاجر بها من أجل مصالحه الخاصة والحل لابد أن يكون وطني توافقي، بعيداً عن بقايا النظام وآلته القمعية وضمن دولة مدنية عادلة لكل مواطنيها دون استثناء أو تمييز.

مشهدية منبج  فضحت أو بالأحرى كشفت مرة أخرى السياسة الامريكية، التى وضع أسسها المنصرف باراك أوباما ولم يتم تغييرها حتى الآن، معركة واشنطن هي فقط مع داعش صنيعة النظام، وهى مستعدة لاستخدام الجميع بما فيهم النظام، فى هذه المعركة الوهمية التى تطيل عمر القضية السورية، ولا تسمح بنهاية أو هزيمة التطرف، الذى يتغذى من جرائم النظام والحشود الشعبية الطائفية والاحتلالات التى جلبها بشار الصغير لحماية سلطته الأقلوية ولهزيمة وقهر الشعب الشعب السوري وثورته الظافرة بالله .

مشهدية منبج أكدت من زاوية أخرى أن الجيش السوري الحر والشعب السوري وحدهم فى الميدان،  فى مواجهة  بقايا النظام الحشود الشعبية الطائفية و بى كا كا السورى والاحتلال الروسية والأمريكية ورغم تخلي العالم عنهم إلا أنهم كانوا على وشك الانتصار وإزالة دويلة المسلخ- هم أسقطوها معنوياً نفسياً بمجرد كسر حاجز الخوف وتحكيم جدار الصمت قبل ست سنوات- كما أقر وزير الخارجية الروسي لولا الاحتلال الروسى المباشر فى أيلول/ سبتمبر 2015 وما جرى فى منبج  رغم بشاعته ونذالته يؤكد على أنهم فى الطريق الصحيح، والشعب الثائر والصامد لابد أن ينتصر فى النهاية، والاحتلال أو الاحتلالات إلى زوال واندثار.

مشهدية منبج أكدت كذلك على حقيقة الدور التركي المساند للجيش الحر والشعب والثورة السورية، وهي وحدها فى التاريخ وفى الميدان ضمن الجانب الصحيح أخلاقياً سياسياً وعسكرياً، وتركيا الجديدة المشبعة بحقائق التاريخ الجغرافيا الثقافة الفكر والسياسة، حتى عندما تتصرف أو تدافع عن مصالحها فانها متساوقة ومنسجمة مع مصالحنا إلى حد بعيد، وهذا أمر ليس مستهجن بل مطلوب ونادينا به دائماً لجهة أن تتصرف الحكومة المنتخبة ديموقراطياً المستمدة شرعيتها من شعبها دفاعاً عن مصالحه مصالح الناس وليس مصالح الفئة الطبقة أو الاقلية الحاكمة .

مشهدية منبج أظهرت في الحقيقة مدى انزعاج كل أعداء الشعب السوري السابق ذكرهم، من عملية درع الفرات وتداعياتها الاسراتيجية وسعيهم لمحاصرتها التضييق عليها وافشالها، وهم فهموا خلفياتها وأهدافها المتمثلة بإقامة منطقة آمنة خالية من الإرهابيين دون استثناء، تعيد النازحين ولا تهجرهم، تبنى المدن والقرى  ولا تدمرها، والأهم أنها تقدم النموذج الصحيح الواقعي والوحيد لمواجهة تنظيم داعش وهزيمته والحيلولة دون انتشار التطرف أو تفريخ مزيد من التنظيمات الإرهابية.

فى الأخير وباختصار تؤكد مشهدية منبح ما عرفناه وعايشناه وخبرناه طوال السنوات الست الماضية، الشعب الذي واجه الدولة المتوحشة والحشود الطائفية الموتورة والمجرمة والاحتلال الروسي وخيانة بى كا كا السوري ولؤم تواطؤ وانفصام الادارة الامريكية، تخشاه فى الحقيقة كل تلك القوى تتكتل وتتحالف ضده، وفى كل الأحوال لن تكون قادرة على منعه من الانتصار أو تقرير مصيره بفسه. 

التعليقات (2)

    النسر الذهبي

    ·منذ 7 سنوات شهر
    داعش طائفي بصيغة قوميه يمثله ال ب ك ك السوري وما يلوذ به

    أبو جمال

    ·منذ 7 سنوات شهر
    ما كنت أرى في البي كي كي الا عملاء للنظام السوري ولمن كل من يدفع لهم فهم يعملون مع الامريكان والروس والإيرانين يكذبون على الناس بأنهم يريدون أن يحققوا ديمقراطية والأكراد استقلالية وكثيرين من الأكراد مغرورين بهذا الكلام الذي يدغدغ مشاعرهم، ولكن ما اتمناه هو أن الأكراد يستيقظون من المراهنة على البي كي كي الإرهابي والعميل.
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات