إيقاف مراسل الميادين عن العمل.. هل انقلب النظام على إيران؟

إيقاف مراسل الميادين عن العمل.. هل انقلب النظام على إيران؟
أوقفت وزارة الإعلام في حكومة نظام الأسد الصحفي "رضا الباشا" مراسل قناة "الميادين" الإيرانية في حلب عن العمل، وذلك بحجة "مخالفته لقانون الإعلام"، في حين اعتبر مراقبون أن النظام بدأ ينقلب على حليفه الإيراني، بعدما أوضحت روسيا ودول غربية وإقليمية أنها لا تريد نفوذاً إيرانياً واسعاً في سوريا.

وذكرت قناة "الميادين" أنها "تحترم وتلتزم بأي قرار يصدر من السلطات الرسمية في أي بلد يعمل مراسلو الميادين على أرضها"، وذلك على خلفية إيقاف مراسلها في حلب "رضا الباشا" عن العمل من قبل النظام.

لكن القناة نفسها نشرت بيانات مقتضبة عبر صفحتها الرسمية، مدشنة وسم (هاشتاغ) #متضامنين_مع_رضا_الباشا معتبرة أن الإعلام في سوريا لا يفهم معنى حرية التعبير.

وطرحت القناة تصويتاً أمام جمهورها: "هل برأيكم ان الإعلام السوري اتخذ القرار المناسب بتوقيف إعلامي الميادين رضا الباشا في حلب الذي يتكلم بكل مصداقية أم أن هذا الإعلام السوري لا يعرف قيمة الإعلام الحر وقيمة المحترفين والصادقين بعملهم؟".

ويتضح ذلك في منشورات لصفحات إيرانية هاجمت فيها حكومة النظام ككل والدولة السورية وغرف العمليات العسكرية على ما أسمته تقصيراً تجاه الممانعة والمقاومة! وفي ذلك إشارة مبطنة للخلاف على دور الدولة السورية المستقبلية بين روسيا وإيران وموقعها ضمن الخريطة السياسية للمنطقة، وكأن النظام السوري بدأ يسحب نفسه ودعايته من محور الممانعة.

 

ويرجح مراقبون بأن يكون قرار وزارة إعلام نظام الأسد ضد مراسل قناة الميادين أتى على خلفية اتهامات وجهها قبل أشهر لميليشيات "الدفاع الوطني" و"اللجان الشعبية"، حول عمليات "التعفيش" في حلب، أي عمليات السرقة والنهب التي تقوم بها هذه الميليشيات لبيوت المدنيين بالتنسيق مع قوات الأسد والحواجز الأمنية المختلفة، محدداً أسماء متنفذين عسكريين يقودون تلك العصابات مثل "علي الشلي" التابع للعقيد المعروف "سهيل الحسن"، وكان ذلك أول هجوم بالأسماء من قبل الإعلام الحليف على رموز النظام، من الناحية العسكرية تحديداً، وبدا كأنه صراع داخلي على الغنائم وتقاسم النفوذ على الأرض حينها، لكن تلك النظرية تسقط سريعاً بسبب الفاصل الزمني الكبير بين حادثة التعفيش وبين قرار وزارة الإعلام، كما أن النظرية الأخرى التي تروج لها صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأن الباشا كتب منشوراً يطالب فيه بشار الأسد بالتدخل، ملفقة وغير صحيحة أيضاً، ليبقى الخلاف السياسي كتفسير وحيد لما يجري في ظل تصعيد في اللهجة ضد النظام من طرف "الميادين" أيضاً، وفق موقع المدن اللبناني.

وأضاف الموقع أن الحديث عن خلاف "إيراني - روسي وأسدي"، انطلاقاً من الخلاف مع "الميادين" يعطي معنى للحادثة المفاجئة الخارجة عن سياقها الطبيعي، فبينما تكتب الصفحات الموالية لإيران عن التضامن مع الباشا، تهاجمه صفحات ووسائل إعلام شبه رسمية، في وقت باتت فيه روسيا هي المحرك الحقيقي للنظام المتداعي، وبذلك يصبح قرار وزارة الإعلام تنفيذاً لأوامر روسية وليس لرغبات النظام السوري بشكل مجرد.

وكان الصحفي "رضا الباشا" (من مواليد بلدة نبل في ريف حلب الشمالي) قد ذكر في تصريحات لإذاعة "نينار" المحلية، في 16 تشرين الثاني الماضي، أسماء الميليشيات التي سرقت المنازل والمعامل واختطفت وقتلت مدنيين، ومنها ميليشيا "صقور الصحراء"، و"درع الأمن العسكري"، و"أمن العشائر"، وعصابة "علي الشلي" التابعة للعميد سهيل الحسن.

التعليقات (1)

    محمد-المغرب

    ·منذ 7 سنوات شهر
    فخار يكسر بعضه كلهم مجرمون
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات