أوغاريت وفلاش باكورة العمل الإعلامي الثوري
شبكتا أوغاريت وفلاش الإخبارية وتنسيقيات الثورة منصات إعلامية واكبت ثورة الشعب السوري منذ انطلاقها قبل نحو 6 سنوات وتحديداً في تاريخ 18/ 3/ 2011، وبثت عبر صفحاتها وحساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك – تويتر – يوتيوب" أغلب المظاهرات ورصدت حركات الاحتجاجات الأولى في دمشق ودرعا والغوطة الشرقية وحمص.
"شام" أقدم الشبكات الإخبارية في الثورة
شبكة شام الإخبارية التي ولدت قبيل انطلاق الثورية السورية بأيام، وذلك في خطوة استباقية لمواكبة أي حراك سوري محتمل، التي كانت تتحضر حينها في مواقع التواصل الاجتماعي عبر دعوات للتظاهر ضد نظام الأسد، تماشياً مع ثورات "الربيع العربي" حينها، وتحديداً بعد نجاح الثورتين المصرية والتونسية واندلاع ثورتي اليمن وليبيا.
يروي مدير تحرير شبكة شام الإخبارية "عصام اللحام" في حديث لـ"أورينت نت" مراحل تأسيس أقدم الشبكات الإعلامية في الثورة السورية، والتي كانت بعد نجاح الثورة المصرية في 25 يناير، وقبل شهر من انطلاق الثورة السورية، حيث أطلت عبر موقع "فيس بوك" كصفحة "تنسيقية"، لتغدو في فترة زمنية قصيرة أهم منبر إعلامي ثوري، ومصدر لأهم الوكالة الغربية والعربية حول تطورات الوضع في سوريا.
يضيف "اللحام" أن مجموعة من الشبان السوريين يحملون مؤهلات جامعية وشهادات عالمية في مجال علوم الحاسوب أسسوا شبكة شام آمنوا بضرورة وفعالية مواقع التواصل الاجتماعي في إيصال الحقيقة والصورة الكاملة لما يحدث أو سيحدث في سوريا، مشيراً إلى أن أهم حدث قامت شبكة شام بتغطيته هو المظاهرات في محافظة درعا، ولا سيما أن أغلب مؤسسي شبكة شام هم بالأصل من المحافظة، ما أتاح انتشارا كبيرا للشبكة في أوساط السوريين في بادئ الأمر، خصوصاً أن عدة مؤسسات عربية وغربية اتخذت من الشبكة جهة موثوقة بنقل الأخبار.
يرى "اللحام" أن أهم الفيديوهات التي سربتها الشبكة بعيد انطلاق الثورة السورية، ذاك الذي يظهر فيه ماهر الأسد شقيق بشار وهو في سجن صيدنايا ومن حوله جثث مقطعة.
يؤكد مدير تحرير شبكة شام الإخبارية في ختام حديثه أن الشبكة انتقلت بعد أشهر من التأسيس إلى العمل الإعلامي الحرفي الذي يكرس المصداقية والمهنية، عبر إطلاق الموقع الخاص بالشبكة واعتماد عشرات المراسلين المنتشرين على الأراضي السورية وتقديم المواد التحليلية عن الوقائع الميدانية وتطورات العملية السياسية، ورصد شبكة الميليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانب قوات الأسد.
عنب بلدي – كرم الثورة
من مدينة داريا التي كانت أعتى قلاع الثورة في ريف دمشق، تأسست صحيفة "عنب بلدي" المستقلة في كانون الأول من العام 2011، وذلك على يد مجموعة من الناشطين والمواطنين الصحفيين، وأصدرت العدد صفر بتاريخ 29 كانون الثاني 2012، ومنذ ذلك التاريخ، استمر العدد الأسبوعي المطبوع بالصدور بشكل دوري، باستثناء أسبوعين، توقفت فيهما الجريدة عن الصدور، عقب مجزرة داريا الكبرى في آب 2012، التي ارتكبتها قوات الأسد بحق المدنيين في المدينة.
يشير رئيس تحرير عنب بلدي "جواد شربجي" في حديث لـ"أورينت نت" إلى أن الصحيفة تعرف نفسها بأنها مؤسسة إعلامية سورية مستقلة، تقدم تغطيات على مدار الساعة عبر موقعها الإلكتروني التفاعلي بأكثر من لغة، وتصدر مطبوعة "أسبوعية، سياسية، اجتماعية، منوعة"، فضلًا عن مجموعة من الحسابات النشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، وعددٍ من الخدمات الأخرى، مثل خدمة أرشيف المطبوعات السورية.
رغم أن تغطية "عنب بلدي" في البداية اقتصرت على داريا ودمشق وريفها، إلا أنها استطاعت لفت الانتباه وجذب الاهتمام، لأنها تقدم قصة داريا بتفاصيلها، المدينة التي أصبحت فيما بعد نموذجاً ثورياً حظي باحترام السوريين، لتصبح الصحيفة بعيد مرور فترة زمنية قصيرة أبرز الوسائل الإعلامية التي تواكب الأحداث السورية.
يعزو "شربجي" سرعة احتلال عنب بلدي مساحة في المشهد الإعلامي السوري، إلى جودة المحتوى الذي تقدمه الصحيفة وتنوعه، والذي أخذ يتطور مهنياً مع مرور الوقت وزيادة حصص التدريب التي استطاعت المؤسسة تأمنيها لكوادرها على أيدي خبراء عرب وغربيين على درجة عالية من الخبرة، إلى جانب انتظام صدورها ووضوح رؤيتها وسيرها الحثيث والجاد باتجاه تطوير محتواها كصحيفة وتعزيز المستوى المهني لكوادرها.
وعن كيفية محافظة عنب بلدي على استمراريتها وخطها الثوري رغم اندثار عشرات الوسائل الإعلامية البديلة التي ولدت بعد الثورة، فيرى "شربجي" أن "وضوح الرؤية وحسن الإدارة عامل أساسي في الاستمرارية، ولا سيما من خلال وضع استراتيجية التمويل وشبكة العلاقات التي أنشأتها المؤسسة، والتي سمحت باستمرار عمل المؤسسة دون التعرض لأي أزمات حتى اليوم.
التعليقات (0)